المكافآت لا تشتري سعادة موظفيك دائما.. جرب هذه الحلول البديلة
في ظل ازدحام سوق العمل واضطرابه، وتنافس الشركات على جذب أفضل الموظفين، تلجأ الإدارات إلى المكافآت المالية للحفاظ على الكوادر التي تعمل بها. فتمنحهم الحوافز وتزيد من رواتبهم؛ ظناً بأن هذه الأمور سوف تحفزهم وتدفعهم إلى جذب المزيد من الجهد، وتجعلهم أكثر ولاء.
وفقاً لبحث جديد أجرته البروفيسورة آشلي ف ويلانز، الأستاذة المساعدة في كلية هارفارد لإدارة الأعمال، فإن المال ليس الحل السحري دائماً. خاصة وأن البحث الذي أجرته أظهر أن أكثر من 80 % من الموظفين الأمريكيين لا يشعرون بالاعتراف أو التقدير من خلال حصولهم على المال.
شددت ويلانز على أهمية ألا يقتصر الإعراب عن التقدير والامتنان على تقديم المكافآت المادية، مشيرة إلى وجود العديد من الطرق الأخرى التي تشجع الموظفين على بذل قصارى جهدهم، والعمل بجد، وربما يكون لها تأثير أفضل كثيراً من المال، ونستعرضها فيما يلي:
ارفق ملاحظة مع المكافأة
بالنسبة للعديد من الموظفين، لاسيما الشباب، فإن الوظيفة ليست مجرد راتب، فهم يتعاملون مع الأمر باعتباره الشيء الذي يعطي لحياتهم معنى. ما يعني أن إعطاءهم المال بمفرده لن يرضيهم، لذلك من الأفضل أن تقوم بتضمين ملاحظة ذات معنى مع المكافأة المالية. يستحسن أن تكون مكتوبة بخط اليد، وأن توضح فيها سبب استحقاق الموظف لهذه المكافأة.
أعد النظر في حوافز الأداء
تحاول العديد من الشركات تحفيز الموظفين باستخدام المال والجوائز المادية. وأثبتت أبحاث أجريت على مدار عقود أن الحوافز المالية المرتبطة بالجهد والأداء لها جانب سلبي، فعندما يكون الموظف مرهوناً بهذين الأمرين يصبح مهوساً بالمال، ويفعل كل ما في وسعه من أجل الحصول على المزيد، ما يدفعه في بعض الأحيان إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء والقيام بتصرفات سلبية.
استبدل بالمال هدايا قيّمة
المكافآت المالية ليست أفضل شيء تقدمه للموظف. وجدت دراسة أجريت عام 2017 وخضع لها حوالي 600 من مندوبي المبيعات، أنه عندما تم إبدال برنامج الجوائز بالمكافآت المادية انخفض جهد الموظفين بشكل كبير، ما أدى إلى تقلص نسبة المبيعات، ما كلف الشركة مبالغ مادية كبيرة.
قد يفضل الموظفون الهدايا القيّمة على المكافآت المادية؛ لأنهم غالباً ما ينفقون الأخيرة على الاحتياجات الأساسية مثل دفع الإيجار أو شراء مواد البقالة، في المقابل فإن الهدايا مثل الرحلات أو الأجهزة الإلكترونية أو الحلي أو دعوات السينما والمسرح المجانية وغيرها سوف تجعلهم يشعرون بالرضا والتميز، ما يترتب عليه تحفيزهم إلى العمل وبذل المزيد من الجهد.
كن مرناً
بعيداً عن المكافآت المادية فإن اتباع سياسة مرنة في التعامل مع الموظفين من شأنها جعلهم أكثر رضا، على سبيل المثال اسمح للموظفين بالعمل من المنزل، سوف تثبت لهم في هذه الحالة أنك تثق بهم، وأنك تعلم أنهم سوف يؤدون المهام أينما كانوا.
في الوقت نفسه أظهرت نتائج بحث أجري منذ فترة أن الموظفين الذين يعملون في بيئة عمل مرنة يكونون أكثر إبداعاً ولا يشعرون بالقلق، ما يجعلهم أكثر إنتاجية.
شجع الموظفين على مكافأة بعضهم
بإمكان الشركات اتباع سياسة الاعتراف والتقدير من خلال إنشاء برنامج مكافأة الموظفين لنظرائهم، من خلال تزويد الموظفين بنقاط مكافآت شهرية يستطيعون تقديمها لزملائهم إذا أحرزوا إنجازاً ما.
يمكن للموظفين الذين يكسبون عدداً معيناً من النقاط استبدالها بمزايا مختلفة، مثل دعوات لتناول عشاء فاخر في أحد المطاعم المرموقة، أو الحصول على أيام إجازة إضافية. لن يكلف هذا النظام الشركات كثيراً، كما أنه سيعزز الروابط الاجتماعية في مكان العمل، ما يساعد الموظفين على الشعور بالرضا في العمل.
قم بالأمر أمام الجميع
إذا قررت الإدارة منح أحد الموظفين المتميزين مكافأة قدرها 500 دولار، فمن الأفضل تنظيم احتفالية صغيرة وبسيطة في مكان العمل لتسليمه المبلغ، سوف يكون من الرائع أن ترفق شهادة تقدير مع المال. تؤتي هذه الطريقة ثمارها لاسيما وأنها تحفز باقي الموظفين على بذل قصارى جهدهم، كي يحظوا بهذا القدر من الاحترام والتقدير.
"أشكرك" تفي بالغرض
في بعض الأحيان وجدت أبحاث أن التعليقات الإيجابية البسيطة التي يقولها المديرون للموظفين تجعلهم أكثر سعادة، وفي أحيان كثيرة تفي كلمة "شكراً" البسيطة بالغرض.
من الممكن أن ترسل للموظف المتميز رسالة إلكترونية تخبرها فيها بحكم امتنانك له، أو أن تعرب له عن تقديرك لجهوده أمام باقي فريق العمل.
أهمية إظهار الامتنان للموظفين
تقول ويلانز إن هذا النوع من المكافآت يحقق الكثير من الفوائد؛ لأنه يلبي عدة احتياجات نفسية قوية لدى الموظفين، من بينها حاجتهم إلى الاستقلال الذاتي، وحرية اختيار الطريقة التي يؤدون بها مهامهم، كما أنه يرغبون في اظهار كونهم أكفاء ومسلحين بالمهارات اللازمة، علاوة على رغبتهم في الشعور بالانتماء عبر التواصل الاجتماعي مع زملائهم.
يصبح الموظفون أكثر حماساً وتعاوناً عندما تلبى هذه الاحتياجات، كذلك تقل رغبتهم في مغادرة وظائفهم، حسبما توضح ويلانز.
ولا يعني هذا أن المال والمكافآت المادية لا قيمة لها، ولكن يجب ألا يقتصر الإعراب عن التقدير والاحتفاء بالموظفين الأكفاء على منحهم مبالغ مادية، فكلا الأمرين يكمل الآخر. وتنصح ويلانز المديرين الذين يعجزون عن الإعراب عن امتنانهم للجهود التي يقوم بها الموظفون بالتدريب على كيفية إظهار التقدير بانتظام.