كوريا الجنوبية تتحول لـ"مجتمع فائق الشيخوخة".. ماذا حدث؟
أعلنت كوريا الجنوبية عن تحولها رسميًا إلى "مجتمع فائق الشيخوخة"، بعد أن تجاوزت نسبة المواطنين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر 20% من إجمالي عدد السكان.
ويعكس هذا التحول أزمة ديموغرافية متزايدة ناجمة عن الشيخوخة السريعة للسكان والانخفاض الحاد في معدلات المواليد.
نسبة كبار السن تتجاوز 20%
ووفقًا لما أوردته وكالة "يونهاب"، فإن عدد المواطنين في كوريا الجنوبية الذين تجاوزوا سن الـ65 عامًا قد بلغ 10.24 مليون شخص، ما يمثل 20% من إجمالي السكان البالغ عددهم 51.22 مليون نسمة.
وتشير هذه البيانات إلى الزيادة التدريجية في أعداد المواطنين من هذه الفئة العمرية على مدى السنوات الماضية، ففي عام 2008، كانت هذه الفئة تمثل 10% من السكان، ثم ارتفعت إلى 15% في عام 2019، لتصل إلى 19.05% مع بداية عام 2024.
التحديات الاجتماعية والاقتصادية
وتمثل هذه التحولات الديموغرافية تحديًا كبيرًا للبلاد، خصوصًا في ظل الفجوة الكبيرة بين أعداد الرجال والنساء في هذه الفئة العمرية.
اقرأ أيضًا: بسبب رفض الإنجاب.. سكان كوريا الجنوبية قد ينخفضون للنصف!
وقد بلغ عدد النساء في سن الـ65 عامًا أو أكثر 5.69 مليون امرأة، مقارنة بـ 4.54 مليون رجل، مما يزيد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية على الدولة، في ظل النمو المحدود للقوى العاملة.
استجابة الحكومة وخططها المستقبلية
وفي مواجهة هذه الأزمة المتزايدة، كشفت الحكومة الكورية الجنوبية عن خطط لإنشاء وزارة جديدة مختصة بوضع استراتيجيات سكانية تهدف إلى معالجة هذه التحديات، ويشمل ذلك تطوير سياسات تهدف إلى تعزيز معدلات المواليد وتحسين الرعاية الصحية والاجتماعية لكبار السن.
مؤشر على التحولات الديموغرافية العالمية
يذكر أن الأمم المتحدة تصنف الدول التي تزيد فيها نسبة كبار السن على 7% كمجتمعات متقدمة في السن، بينما تعتبر الدول التي تتجاوز فيها هذه النسبة 14% مجتمعات مسنة، فيما تصنف الدول التي تفوق فيها نسبة كبار السن 20% بأنها "مجتمعات فائقة الشيخوخة"، وهو التصنيف الذي أصبحت كوريا الجنوبية رسميًا جزءًا منه.
وتعد هذه التغيرات الديموغرافية في كوريا الجنوبية دلالة على التحديات الكبرى التي تواجهها العديد من الدول المتقدمة في معالجة آثار الشيخوخة السكانية، ما يضعها أمام ضرورة التكيف مع الواقع الجديد من خلال سياسات مبتكرة وفعالة.