لماذا يعد روس بيروت أحد أعظم رواد الأعمال في التاريخ؟
لكل منّا معاييره وقيمه الخاصة عندما يتعلق الأمر بالثراء، قد يعتقد البعض أن الأطباء والمحامين أغنياء، بينما يعتقد آخرون أنك في حاجة إلى مليون دولار على الأقل لكي يتم اعتبارك رجلاً ثرياً، وبالنسبة لآخرين فإن الثراء أمر يُصعب تخيله.
عندما يتعلق الأمر برجال الأعمال الضالعين في السياسة، فسوف يتذكر الجميع روس بيروت، مُرشح المستقل لرئاسة الولايات المتحدة في عامي 1992 و1996. وكان أكثر من رجل أعمال ناجح، وتمكن خلال بضع سنوات من أن يغدو أغنى رجل في تكساس، كما أنه عمل جاهداً على أن تجعل بلاده مكاناً أفضل، وأن يعيش مواطنوه حياة أفضل وأكثر سعادة.
روس بيروت أغنى رجل في تكساس
روس بيرت رائد أعمال ناجح، وأب لخمسة أطفال، كما أنه خدم بلاده، وتخرج من أكاديمية الولايات المتحدة للبحرية. ولد بيروت في يونيو عام 1930، دخل سوق العمل في سن صغيرة، بداية من عامه السابع وحتى المرحلة الثانوية، وشغل العديد من الوظائف، باع بطاقات عيد الميلاد، وطُعم الصيد، وباع المجلات وقام بتوصيل الجرائد إلى المنازل مُتطياً الأحصنة.
وبعد المرحلة الثانوية انضم بيروت إلى الأكاديمية البحرية، وأصبح قائداً للكتيبة وقضى أربعة أعوام في البحر، ثم غادر القوات البحرية وهو في عامه الـ27 حتى يغدو مندوب مبيعات لشركة إنترناشيونال بيزنس ماشين، وبعد فترة وجيزة أصبح من أفضل الموظفين في الشركة، ولكن الأمور لم تسر على هذا النحو لفترة طويلة، إذ قرر الاستقالة وترك منصبه في عام 1962 لأن أفكاره كان يتم تجاهلها وتهميشها.
بعد الاستقالة أسس روس بيروت أنظمة البيانات الإلكترونية، والتي تضمنت خدمات معالجة البيانات لأكبر الشركات، وبعد ست سنوات بات أغنى رجل في تكساس.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، في عام 1984 اشترى بيروت شركة جنرال موتورز وتجاوز صافي ثروته في هذه اللحظة وقتذاك إلى 3.5 مليار دولار.
روس بيروت واحد من العظماء
والسؤال الذي يجب طرحه هنا هو لماذا يعد روس بيروت واحدا من العظماء؟ هناك أكثر من إجابة واحدة عن هذا السؤال، لاسيما وأنه يمكن اعتبار كل شيء في مسيرته المهنية خير مثال لأي شخص يريد أن يسير على خطاه.
حصل بيروت على العديد من الجوائز المرموقة، والتي بدأت بجائزة روجر هورشو التي تُمنح سنويا للمواطنين الذين يخدمون مجتمعاتهم وبلادهم. وفي 18 سبتمبر 2009 اختارته مدرسة مقاطعة تيكساركانا المستقلة كأفضل خريجيها وأكثرهم تميزاً.
بينما يعتقد الكثير من الأمريكيين أنه لا يجب انتخاب رواد أعمال أثرياء، يظن البعض أن وصول الأثرياء إلى هذه المناصب الكبرى يخدم الصالح العام. لم ينجح بيروت في أن يكون رئيس الولايات المتحدة، ولكن الملياردير الأمريكي قدم الكثير من الخدمات لبلاده. بعيداً عن إنجازته الكبيرة في المجالات المختلفة فإن بيروت رائد في تطوير مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات.
رجل خلق فرصه بنفسه
لم ينتظر بيروت أن تسنح له الفرصة أو أن تُهيأ له الظروف لكي يحقق النجاح، ولكنه كان يخلق الفرص بنفسه. ولعب روس بيروت كل الأدوار بمهارة كبيرة، فكان مندوب مبيعات بارع، رجل أعمال مُغامر، وشخص وطني مُحب لبلاده بشدة، يُمكن اعتبار هذا الملياردير القادم من تكساس "قادر على الكثير"، خاصة وأنه أدار شركات عملاقة مثل آي بي إم، وجنرال موتورز، وبذل كل جهده حتى يتلقى السجناء الأمريكيون خلال حرب فيتنام مُعاملة جيدة.
في عام 1984 باع بيروت أنظمة البيانات لشركة جنرال موتورز، ثم بات واحدا من أعضاء مجلس الإدارة في الشركة، إلا أن الأمور لم تسر على خير ما يرام، إذ إن البيروقراطية التي تسيطر على أسلوب إدارة جنرال موتورز منعت الملياردير الأمريكي من تحقيق أحلامه، ما أصابه بالإحباط، وبدأ ينتقد جنرال موتورز علناً وقال الكثير من التعليقات المسيئة والمهينة. وبعد 18 شهراً، أسس بيروت شركته الثانية وهي شركة بيروت سيستيمس لمعالجة البيانات، وقام بتطويرها.
ساهم روس بيروت في العديد من الأعمال الخيرية، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، شارك في العديد من الأعمال الخيرية التي تهدف إلى خدمة المجتمع، بما في ذلك قيادة حملة شرسة على المخدرات وإصلاح التعليم، وبذل الكثير من الجهد للعثور على الجنود الأمريكيين المفقودين.