أول إعلامية رياضية سعودية.. هذه قصة نجاح هناء العلوني
الإصرار والشغف والعمل الجاد.. وصفة مؤكدة لنجاح كبير.
وهذا ما تسلحت به السعودية هناء العلوني التي ورغم كل الظروف الصعبة تمكنت من تجاوز العقبات واحدة تلو الاخرى لتصبح أول إعلامية رياضية سعودية.
المجال الإعلامي الرياضي ولسنوات طويلة جداً كان حكراً على الرجال في عالمنا العربي، ورغم أننا شهدنا حالات «خرق» خلال السنوات الماضية لعدد من النساء على القنوات الرياضية ولكن الغلبة ما تزال للرجال. ولكن أن يحدث الخرق هذا في السعودية فذلك دليل على تصميم خارق لا ينكسر ولا يضعف .
فمن هي هناء العلوني ولماذا إختارت المجال الرياضي دون غيره وكيف تمكنت من تحقيق ما حققته ؟
البداية .. محررة في صحيفة
ولدت هناء جمال العلوني في ١٤/٧/ ١٩٨١.. حصلت على بكالوريوس في الأحياء ولكن عشقها وشغفها كانا في مكان آخر.. الرياضة. الشغف هذا زرعه والدها فيها، فهو كان يهتم بمتابعة أخبار الرياضة التي كان يعشقها. خلال تلك المرحلة وبعد تخرجها من قسم الاحياء نصحها أحد الاطباء بأن تصبح صحفية وذلك بعد أن إطلع على ما كانت تكتبه في المنتديات.
بدأت دراسة الماجستير تخصص إعلام ولكنها لم تكمله لأنها حصلت على وظيفة في صحيفة المدينة. خلال هذه الفترة بدأت تصقل مهاراتها خصوصاً وأنها كتبت لمختلف الأقسام.. حتى إكتشفها الإعلامي منصور البدر الذي دعمها بشكل كبير وأصر على أن تكتب لقسم الرياضة. من صحيفة المدينة إنتقلت الى صحيفة عكاظ.. حيث تولت هناك إدارة الأقسام النسائية، ثم إنتقلت لفترة وجيزة لصحيفة الشرق، ولاحقاً الى صحيفة مكة التي شاركت في تأسيسها.
في هذه المرحلة شعرت بأنه حان الوقت لخطوة جديدة مختلفة، فقررت أن تطرق أبواب الإعلام المرئي بعد أن أشبعت عشقها للإعلام المكتوب. خلال هذه الفترة عملت كمقدمة برنامج رياضي إذاعي لمدة سبعة أشهر وكانت تعود أحياناً للصحافة المكتوبة حتى قررت المضي قدماً.
بعيدا من الفطور الصحي والرياضة.. 3 عادات صباحية للرجل الناجح!
مرحلة التلفزيون..عقبات وعراقيل من كل حدب وصوب
خلال فترة العمل الإذاعي كان العمل في التلفزيون مجرد فكرة ولكن كان للقدر رأي آخر فتحولت الفكرة الى واقع بعد تلقيها مكالمة هاتفية من زميل لها للقاء مدير قناة أم بي سي برو. هناك عملت في مجال الإعداد من جدة، ثم طلب منها الانتقال الى دبي كي تكون ضمن فريق الإعداد لتصبح لاحقاً رئيسة تحرير برنامج ومن هناك مديرة المحتوى في القناة.
لم يرق للبعض ما تقوم به هناء، فتم إتهامها بأنها مسترجلة وتعرضت لحملات شرسة من كل الرافضين لقيام إمرأة بدخول المجال الإعلامي الرياضي. حتى وصل بهم الامر الى التشكيك بسلوكياتها والتشهير بها ما جعلها في بداية الأمر تعدل عن قرارها وتتراجع. ولكنها عادت مجدداً بزخم وبقوة متجاهلة كل الأصوات النشاز تلك.
من العراقيل الأخرى التي واجهتها أيضاً كان عدم السماح لها بحضور المباريات سوى تلك التي تقام خارج المملكة، ولم يكن يسمح لها بدخول الملاعب السعودية. ولكنها أصرت في إحدى المرات على الدخول لحضور بطولة كرة اليد في جدة، فعاد وإشتعل الجدل لدرجة أنها تصدرت عناوين بعض الصحف.
الأصوات الداعمة منحتها القوة
بطبيعة الحال ورغم كل الأصوات المستنكرة والمهاجمة كان هناك دعم من جهات عدة منحها القوة للمضي قدماً. سواء الاشخاص الذين عملت معهم في صحيفة المدينة أو عكاظ أو غيرها من الاماكن.
عائلتها كان مصدر دعم و قلق في الوقت عينه. بداية الامر لم يعارضوا لأنهم اعتبروا الأمر تجربة ستتراجع عنه لاحقاً ولكن حين أصبح واقعاً ملموساً يثير الجدل إنقسموا بين مؤيد ومعارض. هناء تقول بان طريقها لم يكن مفروشاً بالورد لا من عائلتها ولا من المجتمع ولكنها تؤكد في الوقت عينه بان كل هذه الضغوطات جعلتها أقوى.
والدها ووالدتها لطالما كانا من المؤيديين ولكن الاشقاء عارضوا ثم لاحقاً تقبلوا الامر. متزوجة من رجل يقدم لها الدعم المطلق لدرجة أنه تقبل إلغاء شهر العسل لكونها مرتبطة بعمل. العلوني تؤكد بانه من دون هذا الدعم لما إمتلكت القوة والمحفزات التي تحثها على المثابرة والتقدم والصمود.
ما حققته حتى الان
بطبيعة الحال ما حققته بكونها أول إعلامية رياضية وتمكنها من دخول ملاعب السعودية إنجاز بحد ذاته. ولكن إنجازاتها لم تتوقف هنا فهي عضو بالاتحاد العربي لكرة اليد كأول عضوية نسائية سعودية، وعضو إتحاد الصحافة الرياضي العربي، وعضو الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
حضرت العلوني ملتقى الإعلاميات الرياضيات الخامس بدولة قطر كأول تمثيل رسمي للمملكة، كذلك الملتقى السادس في سوريا .هي صاحبة فكرة إقامة مباراة خيرية توعوية ريعها لصالح مرضى الإيدز بين الأهلي والاتحاد، كما أنها المشرفة على تنفيذ الفكرة. كما أنها صاحبة فكرة ومنفذة منتدى المدينة للإعلام الرياضي الأول تحت عنوان نحو رياضة سعودية واعية ومثقفة . أجرت عدة حوارات مع كبار المسؤولين الرياضيين والشخصيات الاجتماعية .طالبت العلوني بتواجد العوائل في الملاعب السعوية، ودعمت بقوة الرياضيات السعوديات ووقفت بوجه كل معارض حين قالت «لايحق للمجتمع أن يعترض على مشاركتهن في البطولات الدولية طالما حصلن على موافقة ذويهن».