الإسبريسو.. قصة نجاح إيطالية تلهم كل عشاق القهوة
تعتبر القهوة جزءاً رئيسياً من تاربخ عالمنا لأكثر من ألف عام، ومع انتشار شعبيتها في جميع أنحاء العالم، أصبحت طقوسها تمارس في ثقافات البلدان المختلفة التي تتمتع كل منها بأصناف فريدة من القهوة، وكانت النكهات الكاملة لحبوب غير مكتشفة على نطاق واسع إلى أن تم اختراع ألة الإسبريسو.
زادت شعبية القهوة في مطلع القرن العشرين، ولكن الطلب المتزايد على نكهات القهوة الأكثر تركيزاً وجودة كانت تبطئ عملية تطوير هذا المشروب.
ومرت قرون على استخدام طرق التخمير التقليدية إلى أن تغيّر وجه هذه الصناعة بظهور القوام الغني للإسبريسو الذي وصل إليه الإيطاليون.
لعب الأباء المؤسسون دوراً أساسياً في ما أصبح منذ ذلك الحين ثقافة القهوة الدولية، كانت شركة بيزيرا "Bezzera" هي المسؤولة عن الفكرة الأصلية لقهوة الإسبريسو، حيث ابتكرت النسخة الأولى الحاصلة على براءة اختراع آلة الإسبريسو في مطلع القرن العشرين، وانضم إليها بافوني الذي تولى قيادة مهمة تطوير وتسويق اختراعهم الجديد.
وبعد عقود من الزمن، تمكنت جاجيا من إضافة الرغوة عبر استخدام آلة تخمير من دون بخار، واعتبر استكشافه في ذلك الوقت مذهلاً للغاية وإعادة تعريف قهوة الإسبريسو، وبقي تصميم آلة جاجيا المخطط الرئيسي لماكينات الإسبريسو اليدوية حتى يومنا هذا.
في عام 1901، قام صاحب شركة تصنيع بتطوير النسخة الأقدم لما يعرف اليوم باسم آلة القهوة إسبريسو، وهي ماكينة تحتوي على نظام المرجل الذي يسمح بدخول الماء والبخار عبر القهوة إلى الكوب.
ووفقاً لكتاب إيان بيرستين "أساطيل القهوة وغرق الشاي"، يشير إلى وجود سجلات تشير إلى أن مخترعين أخرين حاولوا تطوير آلة لصناعة القهوة قبل عام 1900، ولكن براءة اختراع لويجي بيزيرا في ميلانو 19 نوفمبر 1901 كانت الأولى من نوعها في هذه الصناعة.
لم يكن اختراع بيزيرا مثالياً على الرغم من قدرته على استخراج المزيد من القهوة بالمقارنة مع آلات صنع القهوة السابقة في وقت أقل بكثير، وكان يعتمد اختراعه على البخار مما جعل المذاق يصبح مرّاً بسبب الحرارة المفرطة.
ومع ذلك، لاقى اختراعه شهرة كبيرة أنذاك لأنه يستطيع صنع فنجان قهوة أكثر تركيزاً، ولكن شركته لم تكن مستعدة مالياً للتوسع في السوق المتنامية. وقام ببيع براءة الإختراع إلى ديزيديريو بافوني في عام 1903، الذي عمل على تحسين النموذج الأساسي ليرسم طريق النجاح لشركته لا بافوني إلى يومنا هذا.
ديزيديريو بافوني
تمكن بافوني الذي لم يخترع أول آلة إسبريسو إلى إدخال الكثير من التحسنات لتعزيز نجاحه، وتجاوزت التحسينات التي حققها التصميم الأصلي لبيزيرا، وفي معرض ميلان في عام 1906، تم الكشف عن آلة بافوني التي أطلق عليها اسم إيديال أمام الجمهور لتكون الجيل الأول من آلات الإسبريسو.
وكان الإختلاف الرئيسي الوحيد بين الآلتين وجود صمام تحرير البخار، الذي أصبح موجوداً في كل ماكينة لأسبريسو حديثة في السوق حالياً.
جيوفاني أشيل جاجيا
كان جيوفاني أشيل جاجيا غير راضٍ عن مذاق القهوة المرير الذي ينتج عن التصاميم المبكرة لآلات الإسبريسو المستخلصة بالبخار والماء. وقبل الحرب العالمية الثانية، كان يقوم بالتجارب على مضخات المكبس الدوارة التي تعمل يدوياً لإستبدال الحاجة إلى البخار في التصميم الأصلي، ولكنه فقد المخططات الأولية بسبب الحرب.
وبعد أن هدأت الحرب، تمكن جاجيا من الوصول إلى تصميم ذكي وحصل على براءة اختراع في 8 أغسطس 1947، وكانت آلة الإسبريسو التي اخترعها تعمل بمكبس يعمل على الرافعة والتي قضت على الحاجة إلى البخار أثناء عملية التخمير.
وعلى الرغم من بحثه على الطعم المثالي إلا أنه لم يتخيل أن آلته ستزيد على القهوة رغوة ذات لون فاتح أصبحت فيما بعد السمة المميزة للإسبريسو، واستمر جاجيا في هندسة الآلات وتسويقها لمحبي القهوة في جميع أنحاء العالم.
الإرث الأصيل
استمرت مسيرة تطوير ماكينات الإسبريسو التي بدأها الأجداد المؤسسون الثلاثة، ولا تزال إبداعاتهم هي مصددر الإلهام وحجر الأساس لصناعة الإسبريسو.
ولقد طورت شركة جاجيا التي أصبحت ذات شهرة عالمية في اختراع آلات الإسبريسو الرائدة للإستخدام المنزلي، كما أن خطها الواسع من الآلات الأوتوماتيكية وشبه الأوتوماتيكية هي الأكثر شيوعاً في السوق اليوم.
ومن جهة أخرى، حقق مصنع بيزيرا قرناً من النجاح بناءً على جهود المخترع الأصلي نفسه، وقاموا بتصنيع طراز "Pasquini Livia 90" الذي يعد من أفضل ماكينات الإسبريسو المتاحة. في حين حافظت شركة بافوني على التصميم الإيطالي التقليدي الذي أنشأه المؤسس نفسه.