تريد أن تكون الأفضل في عملك؟ إليك الطريقة
ماذا تفعل إذا اكتشفت أن الوظيفة التي اعتقدت أنها مثالية لك، وهي التي طالما حلمت بها واعتقدت أن من شأنها مساعدتك على تحقيق نجاح كبير، تجعلك تشعر بالقلق والتوتر والارتباك، كما أنها تُفقدك توزانك؟، حسنًا ربما أول شيء عليك فعله في هذه الحالة هو إعادة التفكير في اعتقاداتك وأفكارك، فربما كنت مُخطئًا في بعض الأمور، وهو ما جعلك تحسب الأمور بطريقة خاطئة.
عندما نتحدث عن الوظيفة المثالية التي تليق بك وتناسبك، فإننا نتغاضى عن الشيء الأكثر أهمية، ونبذل الكثير من الجهد لكي نستطيع الحصول عليها، متجاهلين ذكاءنا العاطفي.
في بداية الأمر علينا توضيح ماذا تعني جملة "الذكاء العاطفي"، ببساطة هو قدرة الشخص على السيطرة على مشاعره وعواطفه، وإدارتها والتحكم فيها، وظهر هذا المصطلح لأول مرة في علم النفس في التسعينيات، واهتم به الكثير من علماء النفس منذ ذلك الوقت، لاقتناعهم بأنه أمر مفيد للغاية، بإمكان الانسان تحقيق أكبر الفوائد منه.
رئيس "آبل" غير مهتم بالتوقعات الاقتصادية.. متفائل رغم انخفاض المبيعات
ما الذي يجعلك سعيدًا؟
أولا وقبل أي شيء، عليك أن تسأل نفسك عما يجعلك سعيدًا؟ ما الشيء الذي يرسم الابتسامة على وجهك بعد القيام به؟ ومن خلال الإجابة ستتمكن من تحديد ما هو المناسب لك. فكر أيضًا في نوع الدور الذي تريد لعبه في المؤسسة، فربما تكون مديرًا أو مسؤولاً عن فريق ولكنك لا تريد إدارة الآخرين في قرارة نفسك، وستبلي بلاء أفضل إذا كنت مرؤوس وليس رئيسًا.
وجدت الأبحاث والدراسات أن الذكاء العاطفي يساعدك على أن تكون مستقرا عاطفيًا ما يجعلك أكثر قدرة على السيطرة على مشاعرك وعواطفك، كما أنه يساعدك على التحكم في انفعالاتك، ويمكنك من تأسيس علاقات قوية ومتينة مع الأشخاص الآخرين، ويجعلك قادرًا على تحديد الأمور التي تحتاجها حقًا، والتي تجعلك سعيدًا ومرتاحاً وراضيًا.
ما أهمية الذكاء العاطفي في محل العمل؟
يقول خبير الذكاء العاطفي دانيال جولمان إن التحلي بالذكاء العاطفي في بيئة العمل مُهم للغاية للكثير من الأسباب، والتي من بينها أنه يساعدك على الشعور بالرضا في عملك، كما أنه يجعلك تقوم بمهام وظيفتك بطريقة متميزة ما يزيد من إنتاجيتك ويجعلك من أمهر الموظفين.
علاوة على ذلك، يساعدك الذكاء العاطفي على العثور على الوظيفة المثالية والمناسبة لك، التي تجعلك تشعر بالرضا الوظيفي ما يقودك إلى العمل بشغف، والذي يساعدك بدوره على تحقيق أهدافك قصيرة المدى وطويلة المدى.
نمر جميعًا بحالات مزاجية سيئة في بعض الأوقات ما يؤثر على طريقة تعاملنا مع زملائنا في العمل، الذكاء العاطفي يساعدك على أن تعرف كيف تفصل بين مشاعرك السلبية والطريقة التي تتعامل بها مع زميلك دون أن تؤثر مشاعرك السلبية على علاقتكما، ما يساعدك على تأسيس شبكة علاقات قوية تساعدك على تحقيق النجاح.
أثبتت التجارب والأبحاث أن نقص الذكاء العاطفي في المؤسسات يكون له تأثير سلبي على بيئة العمل، لاسيما وأنه يخلق جوًا مشحونًا بالخلافات والتوترات، بالنظر إلى عجز الموظفين عن فهم بعضهم البعض، وعدم قدرتهم على التواصل، كذلك لن يستطيعوا التعبير عن أنفسهم بحرية ولن يكونوا قادرين على الابتكار والإبداع بطريقة تخدم مصالحهم ومصالح المؤسسة التي يعملون فيها.
كيف يساعدك الذكاء العاطفي على تحسين أدائك في العمل؟
علاوة على أنه يساعدك على الشعور بالسعادة والرضا، ولكن الذكاء العاطفي يُحسن أداءك في العمل أيضًا. وجدت أبحاث أن الموظفين الذين يتحلون بالذكاء الاجتماعي يحصلون على تقييم أفضل من أقرانهم أصحاب الدرجات الأدنى من الذكاء العاطفي.
وجدت الأبحاث والدراسات أن الأشخاص أصحاب المعدلات العالية من الذكاء العاطفي غالبًا ما يكونون أكثر مرونة عن غيرهم، فهم مدركون أن لكل شخص احتياجاته المختلفة، كما أنهم قادرون على تقبل الآراء المختلفة، والتعامل مع كل شخص بالطريقة التي تناسبه. أما بالنسبة للمؤسسات التي تتعامل مع موظفيها بذكاء عاطفي، فهي تسمح لهم بالإبداع وتعطيهم الحرية بالتفكير خارج الصندوق، ولا تعاقبهم أبدًا إذا أخطأوا إيمانا منها بأن الأخطاء سوف تقود إلى تحقيق النجاح
كيف تُعزز الذكاء العاطفي للاستفادة منه في محل عملك أو الحصول على وظيفة مناسبة؟
تحسين إدراك الذات
إدراك الذات هو القدرة على فهم وتفسير حالاتك المزاجية المختلفة، ومشاعرك وكيف يؤثر ذلك على الآخرين. والأشخاص القادرون على فعل ذلك يكونون أكثر قدرة على تقييم أنفسهم وأفكارهم وسلوكهم. وبإمكانك تعزيز إدراك الذات الخاص بك من خلال تدريب نفسك طوال اليوم، والتأكد من أن الحالات العاطفية عابرة وليست مستمرة، لذلك لا يجب اتخاذ قرارات إذا كنت في حالة غضب شديد أو في حالة سرور شديد.
حدد نقاط ضعفك وتخلص منها، وتذكر كم المواقف التي اتخذت فيها قرارات سيئة في الماضي وندمت بعدها؛ لأنك اتخذتها في وقت كنت تمر فيه بحالة عاطفية تؤثر عليك بشدة.
تحسين مهاراتك الاجتماعية
امتلاك مهارات اجتماعية جيدة في محل العمل يعني إنك بارع في إدارة العلاقات وتأسيس شبكات قوية. وعندما يكون لديك مهارات اجتماعية جيدة، فأنت عادة ما تكون الشخص الذي لا يضع مصلحته أولاً، ويهتم بمشاعر واحتياجات الآخرين.
وأحد أفضل الطرق لتحسين مهاراتك الاجتماعية هي أن تتواصل مع الآخرين فعلاً، أن تستمع إليهم، وتتعلم كيف تطرح الأسئلة الجيدة، وأن تكون واضحًا ودقيقًا جدًا في تقديم المعلومات، وألا تتشبث بوجهة نظرك فقط، استمع إلى وجهات النظر الأخرى وتقبلها وحاول الاستفادة من كل المحيطين بك.
تحسين قدرتك على إظهار التعاطف للآخرين
التعاطف هو القدر على فهم والاستجابة بشكل مناسب لمشاعر الآخرين، وأن تعاملهم باحترام ولطف وتقدر الظروف التي يمرون بها. القائد الذي يستطيع إظهار تعاطفه بطريقة مناسبة مع الموظفين، والموظف الذي يُظهر تعاطفه بالشكل اللائق مع باقي زملائه غالبًا ما يكونون أكثر نجاحًا عن غيرهم.
يتمثل التعاطف في الاستماع الجيد للآخرين، وتجنب إصدار الأحكام السريعة، واحترام الآخرين، وعدم النظر إلى الأمور باللونين الأبيض والأسود فقط، فهناك الكثير من الألوان الأخرى مثل الرمادي، والشخص المتعاطف يجب أن يكون حياديًا ومتسامحًا.