لهذه الأسباب اشتعلت شرارة الحرب العالمية الأولى
شهد العالم في أوائل القرن العشرين عدداً من الحروب التي اشتعلت بين الدّول وأبرزها الحرب العالمية الأولى التي ما زالت أسبابها محل تساؤلات وجدل حتى اليوم وعلى رغم أن هناك مجموعةً من العوامل التي أدت لاندلاع شرارتها إلا أن السّبب الأساسي هو حادثة اغتيال وليّ عهد النّمسا فرانز فرديناند مع زوجته، في 28 يونيو من عام 1914، خلال زيارتهما لسراييفو، وذلك على يد شاب من صرب البوسنة يدعى غافريلو برانسيب اتهم امبراطورية النمسا المجر باضطهاد الشعوب السلافية وطمس هويتها.
بيد أن صربيا نفت أية علاقة لها بحادثة مقتل ولي عهد النمسا، وخلال الشهر التالي، كتمت القارة الأوروبية أنفاسها استعدادا للأسوأ حيث انتهجت القوى الأوروبية سياسة تصعيدية لاسيما بعدما أكدت التحقيقات على ارتباط مسؤول بالجيش الصربي يدعى فوجيسلاف تانكوسيش بعملية الاغتيال، لكن السلطات الصربية رفضت الرضوخ لجملة من المطالب النمساوية بعد حصولها على ضمانات روسية بالوقوف لجانبها في حال نشوب نزاع مسلح، وأمام هذا الوضع شجعت ألمانيا حليفتها النمسا على اتخاذ خيار الحرب لمهاجمة كل من روسيا وفرنسا بشكل مفاجئ.
حاولت فرنسا التهدئة فأرسلت ما بين يومي 20 و23 من شهر يوليو وفدا دبلوماسيا الى سانت بطرسبرغ الروسية للتأكيد على سياسة التحالف التي كانت تربط البلدين عقب اتفاقية سابقة موقعة بين الطرفين تمتد بين عامي 1892 و1917، فضلاً عن ذلك تخوف الطرفان من القوة العسكرية الألمانية والتي كانت متطورة ومتفوقة عليهما.
إنسانية ممرضة سعودية مع معاق تحصد آلاف إعجاب رواد التواصل (فيديو)
وفي يوم 23 من شهر يوليو سنة 1914، وجهت النمسا إنذارا أخيرا طالبت من خلاله صربيا بالامتثال لعدد من النقاط كان أبرزها وقف المنشورات والصحف التي تروج لبروباغندا معادية للنمسا، وطرد جميع الموظفين المعادين للنمسا من الجيش والوزارات والوظيفة العمومية، واعتقال جميع مسؤولي الحدود المرتشين، وإجراء تحقيق مشترك بين الدولتين داخل الحدود الصربية من قبل محققين ومفتشين نمساويين، والسماح باستجواب المدنيين والعسكريين. فضلاً عن ذلك، منحت النمسا صربيا 48 ساعة فقط لقبول شروطها أو مواجهة خيار الحرب.
الخدع البصرية في الإعلانات والأفلام..لماذا تُعد من العناصر الأساسية (فيديو)
وقبل ساعات من نهاية المهلة أعلنت صربيا، يوم 25 من يوليو، قبولها لأغلب الشروط ولكنها رفضت تواجد محققين نمساويين على أراضيها، مما جعل النمسا خلال نفس اليوم تقوم بقطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع صربيا فاقترحت بريطانيا عقد مؤتمر لخفض حدة التوتر بين جميع الأطراف لكن هذا المقترح تم تجاهله من برلين وفيينا لتعلن النمسا يوم 28 من شهر يوليو، الحرب على صربيا لتشهد الأيام القليلة التالية إعلان التعبئة العامة بكل من ألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وتحول النزاع الصربي النمساوي إلى حرب عالمية عقب تفعيل سياسة التحالفات بين مختلف هذه القوى حيث انقسمت الدّول خلال هذه الحرب إلى قسمين قوات الحلفاء بزعامة المملكة المتحدة، ودول المركز بزعامة ألمانيا، ثمّ اتسعت دائرة التّحالفات مع اتساع دائرة الحروب، ودخلت العديد من الدّول إلى جانب كلّ من الفريقين، وقد استمرّت الحرب مدّةً تزيد على الأربع سنوات، أصبحت من خلالها حرباً عالميّةً بعد أن كانت على نطاق أوروبيّ.