الحرب العالمية الأولى سبب اضطرابات الشرق الأوسط
أخبار 06 فبراير 2014
الرجل-دبي:
رأت مجلة "دير شبيجل " الالمانية أن الحرب العالمية الأولى كانت لها تداعيات كثيرة على الشرق الأوسط ومايشهده حاليا من اضطرابات وحروب أهلية بسبب معاهدة فرساي والتدخلات العسكرية للقوى الإستعمارية والصراعات العرقية.
وذكرت المجلة الالمانية الاسبوعية - على موقعها الالكتروني مساء اليوم - أن الوضع في الشرق الأوسط لم يتغير حتى بعد عامين من ثورات الربيع العربي, وأشارت إلى أن دول المنطقة لم تسلم من الحروب والنزاعات الأهلية في العقود الأخيرة ولن يبدو أي منهم في مأمن من إحتمال تفشي العنف في المستقبل القريب وأن الربيع العربي يهدد بغرق الشرق الأوسط في حالة من الاضطرابات وعدم الاستقرار.
وتابعت المجلة قائلة أن الحرب الباردة توقفت في عام 1990 لكن التوترات الناتجة عن الحرب العالمية الأولى لاتزال حادة ولم تتغير خصوصا بعد معاهدة فرساي عام 1919 حيث وجد الشرق الاوسط نفسه واقفا أمام الخريطة الحدودية التي تتجاهل الحقائق العرقية والمذهبية في المنطقة.
ولفتت المجلة إلى أنه من المرجح أن يفاجئ أولئك الذين رأو في ثورات تونس ومصر وليبيا وسوريا جزء من المنعطف التاريخي للأحداث في الشرق الأوسط ، مؤكدة على أن الحقيقة هي أن هذه الثورات بداية دامية جديدة وانه مجرد استمرار للصراع الأقليمي في المنطقة الذي بدأ قبل 100 عام ولم يصل إلى نهايته بعد.
وأشارت المجلة إلى الحرب الأهلية في سوريا التي استمرت على مدى الثلاث سنوات الماضية .. وقالت أن اللواء الرابع في الجيش السوري تمركز على جبل" قايسون" المكان الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل، مشيرة إلى أن الخبراء العسكريين بالأمم المتحدة أكدو أن القذائف الكيمائية التي سقطت على ضواحي دمشق في الساعات الأولى من صباح يوم 21 من أغسطس الماضي أطلقت من نفس المكان وخلفت أكثر من 1.400 قتيل من بين 100 ألف قتلوا منذ بدء الصراع.
وانتقلت المجلة إلى الوضع في العراق، قائلة إنه بعد عامين من الانسحاب الأمريكي من بغداد تمكن العراقيون من السيطرة الكاملة على مايسمى بالمنطقة الخضراء التي تقع على منعطف حاد من نهر دجلة..وذكرت أن هذه المنطقة هي التي إتخذها الأمريكيون ملجأ عندما تحول الاحتلال إلى فوضى قاتلة.
وأشارت إلى أن الوضع الآن ليس بأفضل بكثير عن الوضع سابقا حيث لقي أكثر من 8.200 شخص مصرعهم في العام الماضي , وأصبح الموت مألوفا في بغداد.
وأشارت المجلة إلى الوضع في العاصمة اللبنانية بيروت المحبوبة من قبل جميع العرب ، ولفتت إلى أن هذه المدينة ظلت نقطة محورية سواء في الحياة العربية والصراع العربي منذ فترة طويلة. . حيث تشهد صراعات سواء بين المتدينين مقابل العلمانيين، والمسلمين مقابل المسيحيين، والشيعة مقابل السنة , بجانب القتال في ليبيا وسوريا مع الاحداث الجارية في مصر والعراق .
وطرحت المجلة السؤال القديم : هل تمكنت بيروت من ترك الصراعات الأخيرة خلفها أم أن القادم أسوأ؟.
وألمحت المجلة إلى مجموعة من الدول العربية لاسيما بالنظر إلى أحجامها الصغيرة قد شهدت الكثير من الحروب الأهلية والانقلابات والهجمات الإرهابية في العقود الاخيرة...وقالت انه لفهم الوضع الشاذ لتلك المجموعات يجب النظر في عدة عوامل من بينها الكساد الاقتصادي بالمنطقة قبل الحرب العالمية الأولى وفشل النخبة العربية بسبب التدخل المستمر من القوى العظمى ودور الإسلام السياسي وإكتشاف النفط وتأسيس إسرائيل والحرب الباردة.
وأضافت المجلة قائلة إلى أين سيأخذنا الربيع العربي وكيف سيصبح شكل الشرق الأوسط خاصة وأن السيناريوهات المروعة ليست سوى مضاربة على أمل أن المنطقة سوف تجد طريقها إلى حدود جديدة وأكثر استقرارا وتحسين الهياكل السياسية . وتابعت بالتساؤل عن من أين يأتي هذا النقص في الشرعية وغياب الثقة الذي يسمم الشرق الأوسط وكيف وصلنا إلى سلام ينهي حالات السلام المزيفة في المنطقة.
وأختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى الصراعات التي لم تحل التي خلفها الحرب العالمية الأولى مع الآثار الناتجة من كارثة الحرب العالمية الثانية في أوروبا - كتأسيس إسرائيل والحرب الباردة والسباق على موارد الخليج العربي - التي أضافت أعباء تاريخية على الشرق الأوسط, وأنها أدت إلى الصراع الذي لا ينتهي - الصراع الذي لم يأت بعد إلى نهايته حتى اليوم من 100 عاما من ذلك الصيف المشؤوم في عام 1914.
العنكبوت