كنوز "بيتكوين" المفقودة.. غلطة بسيطة تُلقي بملايين الدولارات إلى القمامة! (فيديوجراف)
شهد العالم قصصًا مذهلة عن ضياع ثروات ضخمة لأسباب مختلفة، آخرها "جيمس هاولز"، المهندس البريطاني، الذي بدأ تعدين "البيتكوين" عام 2009، وجمع 8,000 بيتكوين، لكنها ضاعت عندما ألقت صديقته قرصًا صلبًا يحتوي على المفاتيح في مكب النفايات!
ثروة "هاولز" المفقودة تقدر بحوالي 569 مليون جنيه إسترليني الآن، وهو يخوض معركة قانونية مع بلدية "نيوبورت" منذ 2013 لاستعادة القرص المدفون وسط أكثر من 1.4 مليون طن من القمامة، لكن دون جدوى أو نتيجة حتى الآن.
صديقته "إيدي إيفانز"، قالت إنها ألقت القرص ضمن أكياس القمامة، ونقلتها إلى مكب النفايات المحلي، دون علمها بما تحتوي عليه من قيمة هائلة، مضيفة أنها كانت تحاول المساعدة، ولكن لم يكن لديّها أدنى فكرة عمّا كان يحتويه.
هذه ليست القصة الوحيدة التي يفقد فيها شخص ما الملايين، بسبب فقدانه شيء يتعلق بـ"البيتكوين"، ففي "سان فرانسيسكو"، عاش المبرمج "ستيفان توماس" مأساة أخرى، عندما فقد كلمة المرور لمحفظة رقمية تحتوي على 7,002 بيتكوين، تُقدر اليوم بنحو 220 مليون دولار.
اقرأ أيضًا: مستثمر شهير: اشتر البيتكوين قبل أن تصبح حكرًا على الأثرياء
تكمن المشكلة في أن "توماس" فقد منذ سنوات الورقة التي دون عليها كلمة المرور لمفتاح (IronKey) الخاص به، وعليه فقد بات لديه الفرصة بوضع 10 تخمينات فقط قبل أن يتم مصادرة المحتويات وتشفيرها إلى الأبد، ومنذ ذلك الحين، جرب "توماس" ثمانية من أكثر صيغ كلمات المرور شيوعاً لديه ولكن دون جدوى.
ويعيش "توماس" الآن كابوسًا يوميًا، ويقول حول ذلك: "كنت أرقد في سريري وأفكر في الأمر، ثم أذهب إلى الكمبيوتر ببعض الاستراتيجيات الجديدة، ولم تنجح، ومن ثم أعود يائساً مرة أخرى".
تقارير صادمة تشير إلى أن 20% من "البيتكوين" الموجودة عالميًا، ما يعادل 18.5 مليون وحدة بقيمة 140 مليار دولار، أصبحت غير قابلة للوصول بسبب فقدان كلمات المرور.
لكن فقدان كلمة المرور أو المفاتيح ليست الأسباب الوحيدة وراء خسارة المليارات بسبب فقدان "البيتكوين"، فهناك من يتعرضون لعمليات احتيال أيضًا، منها واقعة هزت عالم العملات الرقمية، حيث اختفى شقيقان من جنوب إفريقيا بثروة تقدر بـ3.6 مليار دولار من "البيتكوين".
اقرأ أيضًا: "عدو البيتكوين" ينقلب على موقفه من العملة الرقمية الأكبر!
الشقيقان هما مؤسسا منصة "أفريكربت"، حيث أعلنا أن الشركة تعرضت لاختراق، وطلبا من المستثمرين عدم التواصل مع المحامين أو السلطات بحجة أن ذلك سيبطئ عملية استرداد الأموال، وفي تحقيقات لاحقة كشفت أن الأموال نُقلت من حسابات الشركة إلى محافظ غير قابلة للتتبع، مما أدى إلى واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ العملات المشفرة.
وفي عام 2021، شهدت تركيا فضيحة أخرى، عندما فرّ مؤسس منصة Thodex، "فاروق فاتح أوزير"، بمبلغ ملياري دولار من أموال المستثمرين، وهي الفضيحة التي أثارت جدلًا عالميًا حول ضرورة تنظيم أسواق العملات الرقمية، خاصة مع تزايد حالات الاحتيال الكبرى في هذا المجال.
وفي تطور أكثر حداثة، فقد "روبرت روس"، مستثمر في العملات الرقمية، ثروته بسبب اختراق متطور استهدف هاتفه المحمول، القراصنة استغلوا الثغرة لسرقة مبالغ ضخمة من حساباته في منصات مثل: Coinbase وGemini، مما يُبرز الطرق المتزايدة التعقيد التي يلجأ إليها المجرمون في سرقة العملات الرقمية.
هذه الأرقام تُبرز مشكلة جوهرية في النظام الرقمي للعملات المشفرة، حيث يمكن أن تتحول ثروات كبيرة إلى أرقام غير قابلة للصرف، بسبب فقدان المفاتيح الرقمية، أو نسيان عبارات المرور.
اقرأ أيضًا:البيتكوين يحلق عاليًا ويحقق رقمًا قياسيًّا لم يصل إليه من قبل
قصة العملات الرقمية هي انعكاس لفرص وثغرات العصر الرقمي، فبينما يقدم "البيتكوين" والعملات المشفرة الأخرى وعودًا بثروات هائلة، إلا أنها تكشف أيضًا عن مخاطر الفقدان والاحتيال، هذه الأحداث تدعو إلى تبني استراتيجيات أمان أفضل، وزيادة التوعية حول أهمية الحفاظ على المفاتيح الرقمية، وتعزيز الأطر القانونية لتنظيم السوق عالميًا.