المنزل الأكثر عزلة في العالم ما قصته؟
في جزيرة إليداي النائية جنوب أيسلندا، يقع المنزل الأكثر وحدة في العالم، مكان غريب ومثير للفضول بسبب موقعه الذي يبعد 94 ميلاً عن أقرب مدينة مأهولة، وانعدام مقومات الحياة من حوله.
الجزيرة، التي تحتضن هذا المنزل الفريد جزء من أرخبيل "فيستمانايار" المكوّن من 18 جزيرة، ويعيش بها 4414 شخصًا، لكن جزيرة "إليداي" تحديدًا لا يقطنها أي أحد.
نشرت صحيفة "Metro" البريطانية صورة المنزل، مشيرة إلى أنه الوحيد في هذه المنطقة المعزولة، ما أثار الكثير من النظريات المثيرة حوله.
البعض يعتقد أنه بني ليكون ملاذًا من نهاية العالم المحتملة أو حتى مأوى لطائفة دينية، بينما يذهب آخرون إلى أنه ملك للمغنية الأيسلندية الشهيرة بيورك، لكن الحقيقة أكثر بساطة؛ فقد شيّدت جمعية صيد في الخمسينيات هذا البيت ليكون ملاذًا للصيادين، خاصة هواة صيد طيور البفن، الذين كانوا يرتادون الجزيرة لهذا الغرض.
داخل المنزل المهجور، يمكن رؤية أرضيات وجدران خشبية وموقد حطب بسيط، لكن لا توجد كهرباء أو نظام سباكة. للحصول على المياه، يعتمد المكان على نظام لجمع مياه الأمطار، ويُستخدم أيضًا لتشغيل غرفة بخار.
اقرأ أيضًا: أكبر صفقة لشراء منزل في بريطانيا عام 2024 (فيديوجراف)
ورغم العزلة الشديدة، لم يخلُ المنزل من الزوار، فقد وصل إليه أكثر من 11,000 شخص منذ تشييده. في عام 2021، زار اليوتيوبر ريان تراهان المنزل ووثق تجربته التي استغرقت 24 ساعة، حيث أظهر كيفية وصوله إلى الجزيرة عبر قوارب متعددة وتسلق جرف صخري بالحبال.
أما تاريخ جزيرة "إليداي"، فقد عاشت فيها عائلات منذ نحو 300 عام، لكن بحلول الثلاثينيات من القرن العشرين، هجرت الأسر المكان بحثًا عن حياة أقل عزلة وفرص أفضل خارج نطاق الصيد وتربية المواشي. هذه القصة تُبرز جمال وعزلة هذا المكان الفريد وتذكرنا بتحديات حياة العزلة والتكيف مع الطبيعة القاسية.