قصة مهندسين في فيسبوك حولا أداة لتقليل الاجتماعات إلى شركة قيمتها 900 مليون دولار
شعر داستن موسكوفيتز، أحد مؤسسي شركة فيسبوك، أنه من الضروري مساعدة الموظفين على إدارة أوقاتهم وتنسيق التعاون فيما بينهم، بالتزامن مع زيادة المهام، وكثرة انشغالاتهم.
وجد استبيان أُجري عام 2012 أن الموظفين يقضون 61 %من وقتهم في تنظيم وحضور الاجتماعات، والرد على الرسائل الإلكترونية، والتحدث مع زملائهم.
فكر موسكوفيتز أنه من الضروري العثور على طريقة أفضل للقيام بالعمل وتنفيذ المهام والحفاظ على وقتهم، فعمل جنبًا إلى جنب مع جاستين روزنشتاين، كبير المهندسين في فيسبوك، على إعداد أداة لإدارة المهام تساعد الموظفين في فيسبوك.
قرر موسكوفيتز و روزنشتاين إعداد تطبيق أو أداة تساعد موظفي فيسبوك على الاستفادة من وقتهم، وتقليل الاجتماعات التي يحضرونها والتي يعتبرونها مضيعة للوقت والجهد، ولكن اتضح أن هذا العمل يحتاج إلى تفرغ، وبعد عقد من الزمن تحول هذا التطبيق إلى شركة كبيرة تبلغ قيمتها حوالي 900 مليون دولار.
جيف بيزوس ولورين باول والآن مارك بينيوف.. لماذا يشتري المليارديرات المؤسسات الإعلامية؟
عصر أسانا
في عام 2008، ترك موسكوفيتز وروزنشتاين عملهما في فيسبوك من أجل العمل على مشروع جديد، وكانا يفكران في أنهما عوضًا عن إعداد أداة مفيدة تساعد موظفي فيسبوك، عليهم إعداد تطبيق يساعد كل الموظفين الذين يعملون في العالم.
أطلق المهندسان اسم "أسانا" على الشركة والتطبيق، وهو تطبيق يعمل على الويب وعلى أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة مثل آي أو إس، وأندرويد، ويساعد فرق العمل على متابعة أعمالهم، من خلال تنسيق المهام والتواريخ وكتابة تعليقات، وتحديد الأولويات.
وفي نوفمبر 2018، أعلنت الشركة عن إضافة خاصتين جديدتين الأولى تساعد على تحديد المهام والأهداف، والثانية تساعد المديرين على إعداد جداول أعضاء الفريق المختلفة، بناءً على مهاراتهم ومميزاتهم.
عام حافل
كان هذا العام حافلاً جدًا بالنسبة للشركة، ففي يناير أعلنت أسانا عن دفع تبرعات بقيمة 75 مليون دولار، وسبق أن كانت قد جمعت تبرعات من عدد كبير من المسؤولين في وادي سيليكون بمن فيهم مارك زوكربيرج، ونارك أندرسون، وبيتر تيل.
وبلغ عدد العملاء الذين يستخدمون التطبيق أكثر من 50 ألف شخص في 2018، بزيادة وصلت إلى 20 ألف عميل عما كانت عليه في 2017.
وتعمل الشركة على مواجهة التطبيقات الأخرى والتي تعمل في نفس المجال، مثل تريلو، و Atlassianو Basecamp، التي حققت نجاحًا كبيرًا خلال السنوات الماضية.
وهناك العديد من الأسباب التي ساعدت على نجاح هذا النوع من التطبيقات، من بينها التوجه نحو توظيف الموظفين الذين يعملون عن بعد، لا يضطرون إلى الذهاب إلى المكتب يوميًا.
رؤية موسكوفيتز لمستقبل العمل
يتحدث موسكوفيتز عن رؤيته للمستقبل قائلاً: "لكي ينجح العمل عن بعد، فأولا وقبل كل شيء علينا عقد مؤتمرات فيديو، والتحدث بتقنية الفيديوهات باستمرار، لأننا علينا التعامل مع بعض بطريقة تظهر المشاعر".
ويقول: "أعتقد أن العلاقات ستكون مهمة جدًا في المستقبل، وهذه الأدوات الجديدة ستساعد الفرق على معرفة ما هي الأمور المهمة بوضوح".
وبثروة تزيد قيمتها على 10 مليارات دولار، من الواضح أن اهتمامات موسكوفيتز تتجاوز تأسيس شركة برمجة ناجحة أخرى، ولكنه يحاول مساعدة الجميع على القيام بعملهم بأسهل طريقة والاستمتاع بما يقومون به.