هزيمة مرض
ما أصعب أن يهزمك المرض! ليس في ذاتك، ولكن فيمن تحب. تقف مرهقاً منهكاً، تتوسل كل بارقة أمل، أن تتعاضد معك وتمنحك بعض التفاؤل وتوقع الأفضل. كل ما في الكون في لحظة يصبح سراباً. تفقد قيمة الاهتمام بالأشياء, يصبح المحيط كله هو الشخص الذي يشغل بالك واهتمامك وتفكيرك.
تعلمنا اللحظات الصعبة، قيمة الأشياء البسيطة وجمالها. نتأمل من نحب ونتساءل: كيف لهذا المرض أن يتسلل الى هذا الكيان الملائكي؟ كيف أخطأ طريقة واختار الشخص الغلط؟ كيف يجرؤ أن يلوّث مساحة الحب النقية؟
هناك أشخاص يعيشون حيواتهم، يصنعون الفرح للآخرين، يختطفون من رحيق صحتهم وراحتهم ومشاعرهم، من أجل أن يرضوا كل شخص. يحرصون على البعيد قبل القريب، وينسون في كل ذلك أنفسهم؛ ما أقساهم على أنفسهم! وكم هم يقسون علينا بإدراكنا لحجم تضحياتهم!
نتمنى لو أن العمر يهدى لتهديه. تتمنى لو أن الزمن يتوقف على لحظة معينة، لترتوي منها العمر كله. أصعب إحساس حينما تشعر بالعجز. مساحة واحدة فقط، تحتضنك، هي فسحة الامل وكثير من الدعاء.
كبوة عارضة وستمضي. أجر وطهور بإذن الله. سوف يغادر المرض مهزوماً ومدحوراً، يدرك أنه فقد عقله وضل طريقه. سيغادر لأن مثلك تحتضنهم الحياة، ويخاف عليهم الفرح. لأن العالم يحتاج إلى كثير من الحنان والطيبة والعطاء، فوجود اشخاص مثلك، يجعل العالم اكثر قبولاً للعيش والتسامح والفرح.
مهما تكن المنعطفات صعبة، فالطرق اليسيرة تعقبها، هي مراحل نعيشها تجعلنا أكثر قوة وتفاؤلاً وإيماناً. وعندي ثقة بأن الغد سيحمل الخير معه، لأننا تعلمنا منك كيف نحتفظ بهاماتنا دائماً عالية، وبتفاؤلنا الذي لا ينضب.
السطر الأخير:
إذا ما تشوّشت الصورة وسُدّت طرقٌ
كثيرة، وضعت ثقتي بالله واسترحت