8 وسائل لإرضاء موظفيك عن رواتبهم دون أي زيادة.. لا تخدعهم
يسأل المتحدث جمهوره: «من منكم يتم الدفع له من قبل مؤسسته أكثر مما يجب؟».. القاعة التي تعج بالموظفين من مختلف الشركات الذي يحضرون حلقة النقاش هذه يدخلون في حالة من الجمود الكلي، باستثناء شخص أو شخصين يقومان برفع أيديهم. المتحدث يدرك أن هاتين الحالتين تحاولان جذب الانتباه لا أكثر؛ لأن كل من في تلك القاعة الضخمة ومن ضمنهم المتحدث نفسه يعانون من مشكلة عدم الرضا عن الراتب الذي يحصلون عليه من شركاتهم.
عدم الرضا عن الرواتب والتعويضات والمحفزات ليست فقط مشكلة تزعج الموظف، بل تزعج المؤسسات أيضاً.
وجهة نظر تستحق التوقف عندها من براين كابلان الخبير الاقتصادي في جامعة جورج ماسون.
«الدول التي تنتج الكثير من البضائع هي ليست مكانا مثاليا ليكون الشخص ثرياً أو ينتمي إلى الطبقة المتوسطة فحسب، بل هي مكان مثالي لأن يكون الشخص فقيراً أيضاً. الصين مثلاً عدد سكانها 1.3 مليار شخص ومن المنطقي بمكان أن يكون هناك فئة فقيرة وغير راضية. ولكن أن تكون فقيراً في الصين حالياً أفضل بأشواط من أن تكون فقيراً قبل ٢٠ أو ٣٠ أو ٥٠ عاماً حين كان الجميع يموتون من الجوع».
لو دققنا بهذا الرأي لوجدنا أنه يحاول أن يربط بين مستوى المعيشة والراتب وبالكيفية التي على الشخص أن يشعر بها تجاه راتبه. وهو محق وإنما بشكل جزئي، فصحيح أن مستوى المعيشة حالياً أفضل مما كان عليه قبل ٣٠ أو ٥٠ عاماً، ولكن الغالبية الساحقة حول العالم لا تشعر بالحد الأدنى من الرضا عن راتبها ولا عن التعويضات ولا المحفزات التي تحصل عليها.
عندما تتسلم راتبك نهاية الشهر ما يحدد مشاعرك تجاهه ليس «حجمه» فحسب بل عوامل أخرى، فأول ما تقوم به هو النظر إلى زميلك الذي يتقاضى راتباً أعلى وستشعر بالسوء، ثم سيخطر لك بأنك كنت تتوقع زيادة من نوع ما بحكم أنك عملت جاهداً وحققت إنجازات كبيرة خلال الفترة الماضية، ولكن الشركة تجاهلت الامر مجدداً وستشعر بأنك مظلوم. وبطبيعة الحال ستفكر بالفواتير، وبما عليك ان تدفعه وعندما تكتشف بأن راتبك اختفى كلياً، وقد تحتاج للمزيد من أجل إكمال شهرك فنحن لا نتحدث عن مشاعر عدم رضا عن الراتب فحسب بل كره وإحباط وغضب.
في دراسة لمستوى رضا الموظفين عن رواتبهم تبين أنه لا يتمحور فقط حول حجمه بل حول المعايير الأخرى المرتبطة به. فلنلقِ نظرة على هذه العوامل ونحاول معرفة ما إن كان بالفعل يمكن تطبيقها.
المكافآت والاعتراف
لقد اشتريت فنجان قهوتك الصباحي، وتريد الدفع، ولكن المبلغ الذي تملكه ينقص سنتاً واحداً. هذا السنت ستصبح أهميته أكبر من أي وقت مضى، فهو بالنسبة إليك أكثر أهمية من المبلغ الأساسي الذي دفعته؛ لأن السنت هذا هو الذي سيمكنك من الحصول على قهوتك.
شخص غريب يدفع السنت عنك، ستشكره وستشعر بأن ما قام به غاية في الذوق والكرم، وستقدره وتقدر مبادرته تلك كثيراً رغم أن كل ما دفعه هو سنت واحد.
الأمر نفسه ينطبق على الموظفين.. الشعور بالرضا عن الراتب يرتبط وبشكل أساسي بشعورهم بأنه يتم تقديدرهم ومكافأتهم بين حين وآخر. عندما يتم الدمج بين الدفع والاعتراف بالجهود فإن قيمة الراتب تصبح أكبر. الاعتراف بجهود وتقدير إنجازات الاخرين لا يكلف شيئاً، لذلك على القادة في المؤسسات القيام بذلك بشكل دائم.
القيام بالمزيد
عندما تحصل على مكافأة عن عمل لم تقم به أو مكافأة لا تستحقها فأنت ستشعر بالسعادة بسبب المال. ولكن حين تعمل بشكل جدي وتكرس نفسك من أجل تحقيق الهدف ثم تحصل على المكافأة فإن كل سعادتك ستتمحور حول الإنجاز وليس المال.
ما نحاول قوله هنا هو أنه إن كان هدفك جعل الموظفين يشعرون بالرضا عن رواتبهم عليك كمدير أن تلهمهم لوضع كل جهودهم بشكل يومي لإنجاز أفضل عمل ممكن. تشجيع الموظف على تحقيق الأهداف يجعله يقدّر راتبه أكثر؛ وذلك لأنه ترافق مع مشاعر الإنجاز.
كيف تُخبر الموظفين بالتقييم السلبي دون جرح مشاعرهم؟ (إنفوجراف)
النمو والتطور
موظف يعمل في مؤسسة ما، راتبه يثير كل أنواع الكآبة، وهو عالق في مكانه منذ سنوات، بحيث لم يتطور في مجاله ولم يتمكن من النمو على الصعيد الشخصي. الوضع هنا مأساوي، وأقل ما يمكن توقعه هو عدم الرضا عن الراتب. الموظف الذي يشعر بالرضا بالفرص التي توفرها له وظيفته سيكون راضياً عن راتبه.. فالأمر من وجهة نظره هي انه يتقاضى راتباً (سيئاً) ولكن مقابل عمله الجدي يحصل على فرص للنمو، تطوير مهاراته، وحياة مهنية جيدة.
الأمان الوظيفي
في حال كان الموظف يشعر وبشكل دائم بأنه يمكنه خسارة عمله في أي وقت كان فلا يوجد راتب يمكنه أن يُشعره بالرضا. الموظفون يحتاجون للشعور بالأمان في مكان عملهم وبقدرتهم على توفير المال من أجل إعالة أنفسهم وعائلاتهم.
بيئة العمل الإيجابية
المعادلة بسيطة للغاية ومباشرة. بيئة العمل الإيجابية حيث يتمكن الموظف من الانخراط في العمل بشكل إيجابي وعلى أعلى المستويات سيشعر بالرضا عن الراتب والمكافآت والمحفزات. في المقابل مهما دفعت الشركة للموظف فإن كان يعمل في بيئة عمل سامة فهو لن يشعر بالرضا عما يتقاضاه.
الرضا عن المؤسسة
عندما يذهب الجنود إلى الحرب فهم يتقاضون راتباً مقابل المعارك التي سيخوضونها. وعندما يعمل الشخص في مؤسسة سمعتها سيئة فهو يتوقع أن يتقاضى راتباً مقابل المعارك التي سيخوضها أيضاً. سمعة المؤسسة في كل المجالات تجعل مستوى الرضا عن الرواتب والمكافآت والمحفزات يرتفع أو يصبح شبه معدوم.
التواصل الصحي
لا يمكن ترك الموظفين في الظلام حين يتعلق الأمر بالتعويضات والمكافآت. التواصل الصحي والدائم حول الجزئية المادية ضروري للغاية، بل هو أهم من التواصل حول العمل وآلية إنجازه.
المصدر: ١