لماذا عليك أن تنغص على موظفيك ولا تشعرهم بالراحة من وقت للآخر؟
يشعر الناس بالراحة في الأماكن التي يجلسون فيها، والمشاريع التي يعملون عليها، وفرق العمل التي يتحملون مسؤوليتها. وبالنسبة للقادة فإن الأيام التي لا يواجهون فيها أحداث درامية، ويعمل الجميع دون مواجهة أي مشاكل فهي الأفضل دائمًا، لذا يفترضون أن تلك الأيام الهادئة الخالية من المصاعب يجب أن تستمر، حتى يتمكن الجميع من العمل في سلام، إلا أن هذا غير صحيحًا، لأن الشعور بالراحة لا يساعد على زيادة الانتاجية، ويبقى مستواها ثابتًا.
الراحة والهدوء يجعلونا نشعر بالرضا عن ذاتنا، فتقل رغبتنا في التعلم، ونفقد الشغف لاكتشاف الجديد، ومع مرور الوقت يقل الفضول المتعلق بالقيام بالأمور الجديدة، فنحن نفقد اهتمامنا بالأشياء التي تبقينا هادئين ومرتاحين، لذا من الضروري أن تجعل فريقك يشعر بالتوتر، وعدم الراحة بين الفينة والأخرى.
تعرف على الأسباب الخفية التي دفعت أمازون إلى رفع الحد الأدنى لأجور موظفيها
لا يتحمس أغلب الناس للقيام بنفس الشيء للأبد
سيدرك كل قائد مع مرور الوقت أن الموظفين لن يقبلوا بعمل نفس الشيء للأبد، حتى إذا كانوا يشعرون بالراحة إزاء ما يقومون به الآن، لن يقبلوا بالوضع الحالي وهم يرون أن هناك الكثير من الفرص التي تساعدهم على تحقيق نمو وظيفي في سوق العمل، لذا إذا لم تعطهم هذه الفرصة أو على الأقل إذا لم توفر لهم تحديات جديدة، سيفقدون شغفهم بالعمل.
يصبح الناس أفضل عندما يواجهون تحديات دائمة
ترقية الموظفين تعد من أفضل الطرق لدفعهم خارج مناطق الراحة، ولكن هناك أشياء أخرى بإمكانك استخدامها لفعل ذلك، ومساعدة فريقك على زيادة الإنتاجية وتحقيق النمو الوظيفي، على سبيل المثال، تشتهر شركة جنرال إلكتريك ببرامجها الدورية التي تهدف إلى نقل القادة في أعمال التوربين إلى أعمال الإضاءة.
صُممت هذه البرامج خصيصًا من أجل تطوير قدرات القيادة، وتنمية مواهب الموظفين وتحفيزهم على تعلم كل ما هو جديد، خاصة لأنها تهدف إلى اشراك فريق العمل في مهمات جديدة، واصقال مواهبه في عدة مجالات.
القيام بالتغيرات الصغيرة سيكون له تأثيرًا واضحًا
تستفيد الفرق من إجراء تغييرات في بيئتها وفي عملها، وخلال مراقبتك لزملائك وإلقاء نظرة عامة على من يتواجدون حولك في المكتب، ابحث عن الأشياء التي كانت تثيرهم ولكنها باتت عادية جدًا الآن، وتخلص منها ومن العادات القديمة التي سبق أن تم استخدامها في تنفيذ المهام.
بإمكانك القيام ببعض التغييرات البسيطة، مثل تغيير أماكن المكاتب، أو وضع ملصقات على الجدران.
من الضروري أن يشعر الموظفون بالألفة في العمل، ولكن إذا وجدت أنهم يشعرون بالراحة الشديدة وسط مجموعات صغيرة من الموظفين فعليك بناء فرق جديدة، وعقد اجتماعات مع أشخاص لا تجمعهم علاقات قوية، حتى يؤسسون علاقات جديدة، كلف الموظفين بمهام مختلفة مع أشخاص لم يعتادوا على العمل معهم.
وفي نهاية الأمر، تذكر أن التحدي الأكبر الذي تواجهه باعتبارك قائد هو تطوير ايقاع صحي لجعل فريقك في حالة حركة دائمة. فإذا لم تجعلهم يشعرون بعدم الراحة، فإن الهدوء الشديد الذي يسيطر على الأجواء سيؤدي إلى حدوث اضطرابات، وسيجعلك تفقد الموظفين الموهوبين.