3 أشياء تعلمها مستثمران من تناول غداء بقيمة 650 ألف دولار مع «وارن بافت»
ينفق المواطن الأمريكي العادي حوالي 1000 دولار في العام الواحد على تناول الغداء في المطاعم سنويًا، ولا يُقارن هذا بالمبلغ الذي دفعه المستثمران غاي سبير، 52 عامًا، وموهي بابري، 53 عامًا، اللذان أنفقا حوالي 650 ألف دولار على وجبة غداء واحدة تناولاها مع رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي الملياردير وارن بافت.
دفع المستثمران المبلغ في المزاد السنوي الذي تعقده مؤسسة جلايد عام 2007، والذي يساعد المشردين والفقراء على بناء تأسيس جديدة، وفازا بعشاء مع بافت.
تحدث بافت مع المستثمرين في الغداء عن بعض القضايا التجارية والمالية. وقال المستثمر الأمريكي، في مقابلة أُجريت معه وقتذاك مع شبكة سي إن بي سي، إنه من المحتمل أن يتحدث مع المستثمرين عن بعض القضايا والمسائل التجارية والمالية.
وأوضح بافت، في تلك المقابلة، أنه سوف يتحدث مع المستثمرين عن أي موضوع يرغبون في التطرق إليه. فيما اعتبر المستثمران أن الغداء الباهظ الثمن سيكون فرصة رائعة للاستفادة من حكمة وخبرة مستثمر ورجل أعمال كبير مثل بافت.
قال المستثمران إن التجربة لم تكن رائعة فقط، ولكنهما تعلما الكثير من بافت، وتقريبًا لقنهما ثلاثة دروس هامة للغاية، وهي:
خورخي باولو ليمان.. الملياردير الذي يجمع بين الذكاء والحظ والمواهب الاستثنائية
1- حاول تحقيق كل شيء بنزاهة
خلال الغداء، أوضح بافت للمستثمرين كيف تمكن هو وشريكه التجاري تشارلي مانجر التأكد من أنه يجب السعي إلى تحقيق الأهداف بصدق ونزاهة وأمانة.
وتحدث بافت مع الرجلين بطريقة مُبتكرة، واقنعهما بضرورة التعامل بنزاهة بأسلوب غير تقليدي، فقال لهما: "هل تريدان أن تصبحان أعظم عاشقين في العالم ولكن تُعرفان بأنكما الأسوأ، أم تفضلان أن تكونان أسوا عاشقين في العالم ولكنكما تُعرفان بأنكما الأعظم؟".
وقال: "إذا تمكنتما من الإجابة على هذا السؤال بطريقة صحيحة، فإنكما تسيران على الطريق السليم".
قال سبير، أحد المستثمران، إن بافت شخصية شيقة جدًا ومثيرة للاهتمام، فهو يستطيع التجول في أرجاء المكان، ويسمع تعليقات سيئة جدًا عن ما يفعله، ولكنه في أعماقه يعلم أنه يقوم بالأمر الصحيح، لذلك فهو لا يهتم بهذه التعليقات.
دائمًا ما يدعو بافت إلى التعامل بنزاهة، واتباع سياسة تزرع في نفوس الموظفين التعامل بأمانة وصدق، وقد أشار في وقت سابق إلى أنه يبحث دائمًا عن هذه الصفة في الموظفين الذين يتقدمون للعمل لديه.
قال بافت، في مقابلة سابقة، إن الطلاب خاصة الطلاب الجامعيين بإمكانهم تحديد نوع الشخص الذين سيصبحون عليه عندما يكونوا في الستين من عمرهم، وإذا لم يكن لديهم نزاهة في شبابهم، فلن تكون لديهم أبدًا.
قصص ملهمة وتجارب حياتية رائدة.. مشاهير حولوا الفقر إلى ثراء فاحش
2- لا تخاف من الرفض
ذكرت تقارير سابقة أن بافت قال في إحدى المرات إن الفرق بين الأشخاص الذين يحققون نجاحًا عاديًا والأشخاص الذين يحققون نجاحًا مُبهرًا، هو أن النوع الأخير يرفض أغلب الأمور التي لا تعجبهم، ولا يخشى الرفض وقول لا.
وأكد بافت أنه لا يحب تنظيم وقته، وأنه يترك مساحات كبيرة فارغة للقيام بأشياء عفوية غير منظمة، وهذه ليست عادة استحدثها مؤخرًا، ولكنها عادة قديمة.
وقال بيل جيتس، رجل الأعمال والمستثمر والصديق المقرب لبافت، إن بافت جعله يرى دفتر مواعيده وجدول أعماله في إحدى الأيام وكانت صفحاته خالية تقريبًا.
وتعلّم جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، درسًا قيمًا من بافت، وهو أنه على الشخص التحكم في وقته.
وبعد عدة سنوات، لم يتغير أي شيء في بافت، وما زال حتى الآن يعتز بتطور قدرته على الرفض، وقول لا لأي اقتراح لا يرضيه.
وبعد انتهاء الغداء، تعهد سبير، أحد المستثمرين اللذان تناولا الغداء مع بافت، أن يقوم بالمثل وألا يخشى من الرفض أبدًا.
وقال سبير إن بافت شخصية عطوفة ورجل طيب القلب، ولكنه ليس لديه أي مشكلة في تحمل مشقة رفضه لبعض الأمور في بعض الأحيان.
ويؤكد سبير أن قدراته وعمله تحسنوا كثيرًا بعد أن بات يرفض ما يراه غير مناسب.
3- افعل ما تحب
أكد بافت على أهمية أن يفعل المرء ما يحب. قال سبير، لشبكة سي إن بي سي في ذلك الوقت، إن الملياردير الأمريكي أشار إلى أن سيسيل ويليامز، مؤسسة مؤسسة جلايد، يفعل ما يحبه من خلال رعاية الأشخاص الأقل حظًا، وهؤلاء الذين يعانون من المشاكل الكبيرة.
وأضاف بافت: "أنه يجب أيضًا عمله كمدير تنفيذي في شركة بيركشاير هاثاواي".
وفي الحقيقة، فإن بافت الذي تُقدّر ثروته بحوالي 87 مليار دولار أمريكي، يحب عمله ويكون سعيدًا جدًا عندما يقوم بمهامه.
وحث بافت الشباب الأصغر سنًا، وهؤلاء الذين يؤسسون عملهم بأن يقوموا بالأعمال التي يحبونها.
وقال: "عندما تخرج إلى سوق العمل بحثًا عن وظيفة، فعليك ألا تقوم بالعمل لأنه يوفر لك المال فقط، ستخسر كثيرًا إذا كنت تعتقد أن المال سيجعلك تشعر شعور جيد حيال نفسك عندما تكون أكبر سنًا، عليك أن تقوم بالعمل الذي تحبه".