ما الذي يمكن أن يتعلمه إيلون ماسك من وارن بافت وجيف بيزوس؟
قال رجل الأعمال الكندي الأمريكي إيلون ماسك صاحب شركة تسلا للسيارات الكهربائية إنه أحيانا يضطر إلى العمل 120 ساعة أسبوعيا، من أجل تحقيق أهداف شركته.
وفي هذا الوقت، يقول ماسك إنه يتجاهل الرد على المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية، كما أنه نادرًا ما يستحم، وينام على ارض المصنع؛ ووصف ماسك الأمر بأنه مؤلم وصعب.
وللتعامل مع هذه الأزمة، قيل إن المديرين التنفيذيين لشركة تسلا يبحثون عن شخص أخر يوكلون له بعض المهام التي من المفترض أن يقوم بها ماسك.
وبالرغم من أن ماسك قال في حواره مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه يشعر بالإنهاك والارهاق الشديدين، إلا أنه لا يخطط للتخلى عن مهامه كرئيس الشركة ومديرها التنفيذي.
وتسلط حالة ماسك الضوء على مشكلة كلاسيكية تواجه الكثير من القادة، وهي التردد في تفويض المهام. وقد يؤدي هذا التردد إلى عيش ليالي طويلة ومرهقة، وتضييع الكثير من الوقت. والأسوأ من ذلك هو أنه قد يؤدي إلى ظهور أسلوب "عرض الرجل الواحد" في الإدارة، ما يُبطئ القدرة على النمو، ويمنع القادة من التفكير في الوضع العام والصورة الأكبر للشركة.
يرفض القادة تفويض المهام لعدة أسباب، منهم من يعتقد أنه يقدر على فعل كل شيء، وقد يرون أنهم يقومون بعملهم على نحو أفضل، أو يظنون أن التخلي عن بعض المهام سيقلل من أهميتهم ومكانتهم.
يقول بيتر هارمز، أستاذ الإدارة في جامعة ألاباما، إن بعض مؤسسي الشركات مثل ماسك يشعرون بنوع خاص من المسؤولية، خاصة وأنه واحد من القلائل الذين يفهمون أسرار العمل وتعقيداته.
ويتابع: "يصرون على عدم التخلي عن السلطة، لأنهم في بعض الأحيان يتعاملون مع شركاتهم على أنها اطفالهم، وبالتأكيد لن تعطي طفلك لشخص غريب".
وبعض القادة الآخرين أحيانًا يفتقدون الثقة، يقول الخبراء إن تفويض المسؤوليات أحد سمات القائد الواثق جدًا بنفسه، فالقائد الذي يقرر التخلي عن بعض مهامه ومسؤولياته يجب أن يكون على قدر كبير جدًا من الثقة.
كيف يختلف بيزوس وبافت عن ماسك؟
ماسك، الذي يدير شركتي سبيس إكس وتسلا، يجب أن يتعلم مما فعله جيف بيزوس، ووارن بافت.
عيّن بافت مديرين تنفيذيين في مواقع مختلفة في شركته بيركشاير هاثاواي، ويقول كنت أنا في هذا الوقت بمثابة رئيس كل هؤلاء المديرين.
وأفادت تقارير أن بافت لا يتدخل في قرارات المديرين التنفيذيين، ما يمنحهم شعورًا بالاستقلالية، ويجعلهم يشعرون بالثقة.
وفي الوقت نفسه، جيف يبزوس، المدير التنفيذي لشركة أمازون، فوّض بعض مهامه ومسؤولياته في بعض شركاته الكبرى مثل بلو اورجين، وبيزوس إكسبيدشنز لمديرين تنفيذيين آخرين.
ويحاول بيزوس الاستفادة من تفويض بعض المهام والمسؤوليات في صنع القرارات. ويقول إن هناك نوعين من القرارات، النوع الأول يتمثل في القرارات الاستراتيجية والهمة، والنوع الثاني فهو القرارات التي يمكن تغييرها، وإعادة تقييمها، ويتولى الفريق المفوّض والمسؤولين التنفيذيين الآخرين مسؤولية النوع الثاني من القرارات.
تفويض المهام بالتدريج
يُشير خبراء الإدارة إلى أن هناك بعض الصفات الرئيسية التي يتسم بها القادة الذين يعانون مع تفويض المسؤوليات، ومن بينها العمل لساعات طويلة، والشعور بأنه لا يمكن الاستغناء عنهم أبدًا، بينما يعمل موظفيهم ساعات العمل العادية من التاسعة وحتى الخامسة مساءًا.
وبالنسبة للقادة الذين يسيرون على نهج ماسك ويعملون لساعات طويلة جدًا، فإنهم من الممكن أن يبدأون الأمر بالتدريج، فعلى سبيل المثال يمكنهم التخلي عن جزء بسيط من مسؤولياتهم، فليكون بإمكانهم اتخاذ 9\10 من القرارات الحاسمة.
هذا التغيير سيكون صعبًا جدًا على القادة الذين يقومون بكل شيء ويتولون كافة المهام، ولكنه في الوقت نفسه هام وضروري للشركات التي تبحث عن نمو سريع وفعال. وتأكد أنك عندما تعطي فريقك المساحة التي يحتاجونها، سينفذون أهداف الشركة بطرق مبدعة ومبتكرة للغاية.
ويجب أن تعلم أن هذا النوع من التغيير ليس سهلاً أبدًا، ومع ذلك، قد يشعر هذا النوع من القادة بأنهم عرضة للهجوم، ولكنهم قد يستمعون إلى الاقتراحات بالتغيير إذا كانوا يثقون بالشخص الذي يقدم لهم النصائح والمقترحات، وسيؤمنون بصدق هذا الشخص.
خورخي باولو ليمان.. الملياردير الذي يجمع بين الذكاء والحظ والمواهب الاستثنائية
واعلم أنه إذا كان هدفك ورؤيتك واضحان جدًا لفريقك، وكان لديك أساليب لمحاسبتهم إذا وقع خطأ ما، فهم بكل تأكيد سيتبعون أساليب وطرق جديدة لتحقيق أهداف الشركة.
وغالبًا ما كان هناك شخص موثوق به بجانب القادة ورواد الأعمال، مثل تيم كوك الذي عمل جنبًا إلى جنب مع ستيف جوبز مؤسس شركة آبل، وتولى بعض مسؤولياته ومهامه، ولكن مع الأسف لا يوجد شخص كهذا بجانب ماسك.