خطوات لإنجاح خططتك الإستراتيجية لكي لا تكون حبراً على ورق
لماذا عندما يلتقي عدد من المديرين في جلسة لوضع الخطط الإستراتيجية غالباً ما يخرجون من تلك الجلسة بوثائق لا إستراتيجية فيها وحتى أنها أحياناً لا تكون خطة أصلاً؟ سؤال طرحته مجلة هارفرد بيزنس ريفيو وحاولت الإجابة عليه من خلال تحديد النقاط التي تجعل الخطط إستراتيجية وتوضيح الخلل في الخطط الذي يجعلها أبعد ما تكون عن الخطط الإستراتيجية. المشكلة الأساسية في وضع الخطط الإستراتيجية هي ان الإجراء المنهجي لوضعها غير موجود. فلا يمكن القول بأن هناك طريقة «ثابتة» تحدد كيفية وضعها خطوة بخطوة.
الشركات جزء من نظام أشمل يتألف عن التعامل وإبرام الصفقات مع نفسها ومع أصحاب المصلحة الذي يمثلون الزبائن، العاملين، والمزودين والمساهمين. وظيفة التخطيط الإستراتيجي هي تحديد مواقع هذه النقاط بشكل يمنح القيمة لاصحاب المصلحة ويحقق أهداف المجموعة.
فكيف يمكن جعل الخطط الإستراتيجية إستراتيجية بالفعل؟
الخطوة الأولى: التعرف على الأمور التي تعتمد عليها
أي عليك التعرف على أصحاب المصالح، وهم الأفراد والمنظمات والذين لديهم أدوار فاعلة في المشروع، أو الفئة التي يحتمل تأثر مصالحها كنتيجة لتنفيذ المشروع أو استكماله.
هم يمكنهم التأثير على أهداف المشروع وعلى النتيجة النهائية وعلى أي فريق إدارة لأي مشروع كان أن يضع مصلحتهم بالحسبان وأن يعرف توقعاتهم وفي الوقت عينه الحد من سيطرتهم.
البعض قد يظن بأن معرفة أصحاب المصلحة من الأمور السهلة ولكن الامر معقد خصوصاً إن كان الشركة كبيرة. مثلاً متجر صغير في البداية أصحاب المصالح هم العملاء والموظفين والموردين والمالكين ولكن حين تكتشف بان بعض الموظفين هم أيضاً من المالكين فأن الوضع يصبح معقداً وكذلك الأمر بالنسبة للشركات الكبرى فأصحاب المصلحة مجموعات عديدة متداخلة.
الحل هو بتحديد دور اصحاب المصلحة مثلاً مصنع لمنتجات الحليب سيعمل فيه ويتعاون مع أكثر من طرف، يمكن على سبيل المثال تصنيف المزراعين كمساهمين و كموردين في الوقت عينه. أما اصحاب المصلحة فهم الموزعين وعملاء التجزئة، خدمة العملاء الصناعية والغذائية والمستهلك والموظف.
الخطوة الثانية: تحديد العميل المستهدف
النقطة هذه هامة للغاية وذلك لانها تحدد لك «كل شيء». عليك أن تحدد هدفك، فمن هو الزبون الذي تستهدفه؟ وحين تعرف ذلك فإن كل تفصيل في شركتك سيتأثر بها حتى عملية التوظيف ستتأثر بهذه النقطة. لو أخذنا شركة كي بي أم جي على سبيل المثال والتي هي واحدة من اكبر شركات الخدمات المهنية والمحاسبة الدولية في العالم والتي تملك اكثر من ١٥٥ الف موظف في اكثر من ١٤٥ دولة.
الشركة هذه حددت العميل المستهدف منذ البداية، هي لا لا تستهدف الموظف ولا الاشخاص ولا حتى الشركات الصغيرة بل تستهدف الشركات الكبرى والحكومية وعليه هي لا تقوم بتوظيف سوى المؤهلين لتقديم خدمات للعملاء الكبار وخططها التي يتم وضعها لا تتمحور حول «المحاسبة من الدرجة الثانية» بل هي تسعى للدرجة الاولى. وعليه هي تضع خططها الإستراتيجية لهذه النوعية من العملاء وليس للجميع لانها لا تريد «الجميع» كعملاء.
الخطوة الثالثة: ما تريده الشركة من أصحاب المصالح الرئيسيين
ما الذي تريده الشركة من كل مجموعة من أصحاب المصلحة الرئيسيين كي تتمكن من النجاح والتطور؟ هذه هي المقاربة الناجحة لوضع الخطط الإستراتيجية وليس بشكل معاكس والذي هو معتمد على نطاق واسع. المديرون في غالبية المؤسسات اعتادوا على التفكير في العمليات والتنفيذ عوض التفكير بشكل إستراتيجي. مثلاً لو أخذنا اصحاب المصلحة الذي هم من الموظفين. شركة يحاول قسم الموارد البشرية فيها والإدارة تحديد ما يرضيهم، وفي المقابل لا يتم التركيز على النتائج المطلوبة منهم .ولكن عند إعتماد مقاربة مختلفة والتركيز على زيادة الإنتاج والابتكار من خلال تطوير مقاييس لمراقبة هذه الاهداف، يتم تحقيق المطلوب والذي يعود بالفائدة على الطرفين.
الخطوة الرابعة: ما الذي يريده أصحاب المصلحة من الشركة؟
هي المعطيات التي تستخدمها كل مجموعة من مجموعات المصالح عندما «تتفاعل» مع شركتك. على سبيل المثال قد تتضمن العوامل التي تؤثر على قرار الشراء منك ( الزبائن) أو العمل في شركتك ( الموظفين) وتزويدك بالموادر ( المزودين )والإستثمار في شركتك ( المساهمين).
من الأهمية بمكان معرفة كيف تفكر كل مجموعة من مجموعات أصحاب المصلحة والتركيز على ما يريدونه وليس على ما تريده أنت. البداية تكون بمقابلات مطولة معهم والإستماع إليهم اليه والتعامل بجدية مع الشكاوى والإقتراحات. مثلاً في أي شركة كانت فإن قسم «خدمة العملاء» يتم تحديد مهامه بالتعامل مع الإستفسارات والشكاوى ولكن تبين بأنه من وجهة نظر الزبائن خدمة العملاء تعني الدعم الفني قبل وبعد البيع. وحين تبدل الشركة الية تعاملها وفق ما يتوقعه الزبون فهي ستتمكن من وضع خطط إستراتيجية تساهم في نجاحها.
الخطوة الخامسة: تصميم الإستراتيجية
الخطوة الخامسة هي تحديد موقف شركتك من كل عامل من العوامل الإستراتيجية الخاصة بكل مجموعة من مجموعات المصالح. وهو يتم قولبته من خلال الأهداف التي تم تحديدها للشركة والمعرفة التي اكتسبتها حول احتياجات أصحاب المصلحة الحالية والمستقبلية بشأن العوامل الاستراتيجية. أي ان الخطط الإستراتيجية يجب أن تبنى على اراء هذه المجموعات بعد تحديد الهدف ثم العمل من اجل النجاح لكل الاطراف المعنية.
الخطوة السادسة : التطور والتحسين المستمر
على كل شخص أن يدرك بانه لا يوجد يقين مطلق ونتائج مؤكدة عند الإنطلاق في تنفيذ الخطط الإستراتيجية. ولذلك يجب العمل على تطوير الخطط وتحسينها وفق المستجدات. اي انه يجب أن يكون هناك مرونة وعدم التعامل مع الخطط الإستراتيجية كأمر ثابت لا يجب المساس به. الثبات والجمود يؤديان الى الفشل والمرونة هي التي تضمن النجاح.