الشركات الصغيرة أفضل.. لماذا عليك الاكتفاء بعدد قليل من الموظفين؟
يدفع النمو الاقتصادي الملحوظ الذي سجّل أعلى مُعدلات ارتفاعه منذ عام 2014، بعض المسؤولين عن الشركات أو المسؤولين على التفكير في توظيف المزيد من الأشخاص وزيادة عدد فريق العمل؛ إلى أن الأمر ليس بهذه السهولة فربما عليهم الأنتظار والتمهل قليلاً وإعادة التفكير مرة أخرى.
وتؤكد الأبحاث الأكاديمية والمواقف اليومية التي تحدث في سوق العمل أن توظيف المزيد من الأشخاص يصاحبه الكثير من المشاكل، إذ تم التوصل إلى أن فرق العمل الصغيرة والمجموعات الأقل عددًا أكثر إنتاجية وتأثيرًا من الجماعات الكبيرة، أو المؤسسات التي يعمل فيها عدد كبير من الأشخاص.
وقال المدير التنفيذي الأسطوري جاك ويلش في إحدى المرات إنه عندما يزيد فريق العمل في مؤسستك عن 50 شخصًا، فإن الأمور تُصبح أقل كفاءة، وستزيد المشاكل، لأنك ستفقد القدرة على التواصل الشخصي مع الأفراد الذي يعملون لديك.
لذلك عوضًا عن قتالك مع المستثمرين أو المديرين الماليين الذين يعملون لديك للحصول على المزيد من المال لتلبية حاجات الموظفين، عليك الاكتفاء بعدد محدود من الموظفين وتوفير كل ما يحتاجونه، ومنحهم علاوات تحفيزية تساعدهم على القيام بعملهم على أكمل وجه.
وتؤكد الأبحاث والدراسات أن الفوائد العائدة على الشركات والمنظمات التي يعمل بها عدد قليل أو محدود من الموظفين لا يُمكن انكارها.
8 طقوس يمارسها الريادي بــِــن بديع.. تعزز سمات شخصيتك الحقيقية
وكلما تحسن أداء شركتك كلما أصبحت أكثر أهمية بين المنافسين، وهذا في حد ذاته عامل جذب، سيلفت أنظار المزيد من المستثمرين إليك، ويجعلك في الصدارة لفترة طويلة.
هل تريد مثال لتأكيد ذلك؟
المجموعات الصغيرة ذات الكفاءة العالية جعلت شركات مثل آبل وأمازون من أهم الشركات في التاريخ الحديث.
وقال جاي إليوت، نائب مدير شركة آبل السابق في كتابه عن العمل في الشركة رفقة مؤسس المنظمة ستيف جوبز، إن النجاح الذي وصلت إليه آبل يرجع إلى الاعتماد على عدد محدود من الموظفين الاستثنائيين.
وعندما أسس جيف بيزوس شركة أمازون وضع هذه القاعدة "فريق العمل يجب أن يكون صغيرًا بما يكفي، حتى يمكن إطعامه فطيرتين بيتزا".
ويقول بيزوس إن الفريق الكبير يتحرك ببطء وتسيطر عليهم جو من البيروقراطية، على عكس الفريق الصغير الذي يقوم بعمله بسلاسة وسرعة يساعدان على تحسين أداء الشركة، لأنهم أكثر قدرة على التركيز، ويحرصون جميعًا على المشاركة.
وفي تجربة أجراها الاساتذة في جامعة كاليفورنيا بولاية بنسلفانيا وجامعة نورث كارولينا، تم تكليف فريق مكون من شخصين أو أربعة أشخاص بتجميع هيكل "ليجو"، تمكن الفريق الثنائي من إتمام المهمة في 36 دقيقة، بينما انتهى الفريق الرباعي من عمله في 56 دقيقة.
قيّم الموظفين باستمرار
من الضروري تقييم أداء الموظفين باستمرار، إذ يجب على المديرين ورؤساء العمل تقييم مستوى الموظفين من آن لآخر، لتحديد من هم الأقل انتاجية ومن الأفضل في أداء العمل، ومن يخلقون مشاحنات أو يتسببون في مشاكل في محل العمل.
عليك التحرك سريعًا
على أصحاب الشركات ورؤساء الأعمال حسم أمرهم واتخاذ قرارات سريعة بالتخلص من الأشخاص الذين يتصرفون بشكل غير أخلاقي، أو يؤثرون سلبًا على زملائهم، أو اعتادوا على الفشل والاهمال.
ومن باب الانسانية، فعليك ابلاغ هؤلاء الأشخاص أنهم مُعرضون لفقدان وظائفهم إذا لم يحسنوا دائهم أو يقومون بعملهم بشكل أفضل، أو يعدلون سلوكهم إزاء الآخرين.
بعد إفلاسه.. التنفيذي أناتولي رويتمان يتخذ قراراً بالبدء من الصفر مجدداً
وحتى لا تتعرض للهجوم أو الانتقاد إذا فصلت هؤلاء الموظفين، امنحهم بعض الوقت لتقويم سلوكهم، وإرشادهم إلى الطريقة التي يستطيعون من خلالها تحسين أدائهم، وتابعهم من بعيد.
وإذا لم يتحسن الأداء واستسلم أحد أعضاء الفريق، فتخلص منه، ولكن افعل ذلك بطريقة انسانية، ولا تكرر خطأ الغالبية العُظمى من الشركات التي تسمح لموظفين أدائهم أقل من المتوسط، وأحيانًا يكونوا دون المستوى المطلوب للعمل فيها لسنوات، ما يؤثر على الإيرادات ووضع الشركة في السوق.
وتذكر أن استبدالك للموظفين الأقل كفاءة بعدد قليل ومحدود من الموظفين في وقت تنتعش فيه تجارتك، سيساعدك على تأسيس فريق من العاملين الاستثنائيين بينهم حالة من تنافس، ما يضع شركتك في القمة لفترات طويلة.