لا تنتقم
لا تفكر في الانتقام. إنّها محرقة تستهلك مشاعرك وفكرك وأحاسيسك. لا تضع الانتقام وسيلة للراحة، بل التجاهل ربما الوسيلة الأنجع لتجاوز دائرة الفعل وردّ الفعل. كم من معارك في حياتنا نكتشف لاحقاً أنها لم تكن تستحق حتى جهد التفكير. وكم من أشخاص استنفدوا من طاقتنا ومشاعرنا الكثير، ونحن ساعدناهم بتفكيرنا فيهم، ونزولنا الى مستوى صراعاتهم. لاتسمح لهذا التيار الجارف أن يقودك، ضع دائماً النقطة في آخر السطر وابدأ مرحلة جديدة.
اجعل من تفاؤل البدايات طاقة تبدّد كل سلبيات الماضي؛ ربما من الصعب النسيان، وصحيح أن الحديث أسهل من التنفيذ، لكن التناسي قد يكون حلاً يمنحنا مساحة من التجاوز والترفّع عن الوقوع في فضاء التألم والشكوى والمرارة. الانتقام وسيلة الجبناء، لأنهم لا يمتلكون القدرة على التسامح، فيضعفون أمام شهوة الانتقام. ودائرة الانتقام هي حلقات متوالية لاتنتهي؛ واحدة تقود الى الأخرى. وهكذا يمضي العمر في الحسابات الهامشية والمسارات الخاطئة.
كيف تقنع الآخرين بذكائك وتجبرهم على احترام شخصيتك؟
الجرح صعب، خاصة عندما يأتي من شخص قريب وغير متوقع، والإحساس فيه مؤلم. وكم من شخص يعاني جحودَ الآخرين وتنكّرهم، لكن هذه هي الحياة بتنوعها وتعدد طبيعة الاشخاص واختلاف معادنهم. ونحن لانستطيع أن نجعل الناس كما نعتقد، ولكننا نتقبّلهم كما هم، ومن جانبنا نضع خياراتنا التي نحددها ونسير في طريقنا. الوقوف أمام المحطات الضائعة هو ضياع جديد.
هناك أشخاص يستمتعون بالإساءة الى الآخرين، ويتعاملون في هذه الحياة على أنها حرب مستمرة يسجلون فيها نقاطاً لمصلحتهم؛ يعدّون فوز أي شخص خسارة لهم، وينسون أن الحياة تستوعب الكثير، وأن قمة النجاح ليست مدببة، والحياة ليست معركة تنتهي بخروح خاسر واستمرار منتصر. الحياة أبسط من ذلك بكثير، فالتصالح مع الذات وراحة الضمير وارتباط الشخص بقيم تحدد معايير مساره وسلوكه في الحياة، أهم من المعارك الجانبية والادعاءات الزائفة.
شاهد| قصة أول امرأة في التاريخ تقود سيارة أطول مسافة
تجاهلْ كل الحروب الجانبية في حياتك، وركّزْ على أهدافك التي تسعى من أجلها، واجعل العطاء وصنع السعادة للاخرين واحداً من أهدافك، فبقدر ما نعطي تمنحنا الحياة في نهاية المطاف ما نستحق. المعركة الحقيقية هي الإنسان مع ذاته، وحينما يدرك المعاني النبيلة والقيم المهمة في حياته، يصبح لحياته معنىً، ويكون لمعاركه هدفٌ ورسالة.
السطر الأخير:
حينما ننتقم، نخسر مرتين:
ألمنا في الجرج الأول، وطاقتنا ومشاعرنا في فعل الانتقام.