لماذا يتطلع القادة الناجحون لـ «المشاركة» دون مقابل؟
أسرع طريقة لجمع الأشياء هي أن تأخذ، وتأخذ، وتأخذ. وأن تحارب من أجل ذلك، وتظن أنك إذا لم تحصل على الأشياء التي تحارب من أجلها، فسيقوم شخص آخر بذلك، أليس كذلك؟
هذا الأمر خطأ برمته، فهذه طريقة عمل القادة السيئون اللذين يعتقدون أنه ليس هناك وقت كافي للمراوغة واستخدام مثل هذه الأساليب مع فريقهم، لذلك يبذلون كل طاقتهم في محاولات الحصول على كل ما في وسعهم. يقاتلون من أجل المال، والثناء، والدرجة الوظيفية، ويفعلون كل ما بوسعهم للحصول على كل شيء.
هذا النوع من القادة يعتقدون أنهم إذا لم يحصلوا على كل شيء، فلن يتمكنوا من الحصول على أي شيء على الإطلاق. كما أنهم يعملون لجمع كل ما ينقصهم. سواء مال، أو ثناء، أو سلطة، لذا فإنهم يسعون للحصول على ما ينقصهم.
ولكن الحقيقة أن هذه الطريقة ليست الأفضل، بدلاً من ذلك، كل ما تحتاجه هو اتباع منهج جيد. فأفضل القادة يشعرون بالسعادة عبر مشاركة ما لديهم. وبذلك، يضعون فريقهم في المراتب الأولى وتحتل احتياجاتهم الخاصة المرتبة الثانية. وهذا بدوره يسمح للجميع بالازدهار، بما في ذلك القائد.
وإذا نظرنا للموضوع نظرة سطحية نجده يبدو بسيطًا. فسوف تذهب للعمل غدًا، تكون معطاءً مع الجميع، أو ستتخلى عن بعض سلطتك لموظفك المساعد. وبعد ذلك، يمكنك تجاوز هذا والرجوع إلى تنفيذ أعمالك كالمعتاد، وضع في اعتبارك أنك بذلك تكون متشارك.
لم يكن الأمر يوماً بهذه البساطة. فهذه ليست مجرد مهمة في قائمة المهام خاصتك. ولكنك تحتاج إلى خلق ثقافة الكرم من خلال العطاء يومياً.
إذاً، فالآن يبدو الأمر أصعب قليلاً، أليس كذلك؟ ولكن هذا ليس بالأمر الصعب. فإذا كنت تفعل أربعة أشياء يومياً، سوف تصبح قائدًا كريماً. وسوف ينظر إليك الجميع كقائداً معطاء بدلاً من النظر إليك على أنك تحارب للحصول على كل شيء، وهذا ما سيعود على شركتك بالازدهار.
اهتم بموظفيك
يسعى الذين يحاربون لامتلاك كل شيء للحصول على كل الاهتمام لأنفسهم. فلا يتواصلوا مع موظفيهم لأن هذا يعني أنه يجب عليهم تقديم شيء في المقابل. فعليك إذاً أن تفعل عكس ذلك.
اهتم بالناس من حولك وتواصل معهم. وكُن كريماً لتصبح قائداً أكثر عطاءًا. وأثناء إجراء هذا التواصل، فسوف يجتهد فريقك ويعمل بكد أكثر من أجلك. وسوف تدرك سريعاً أنه كلما أعطيت أكثر، كلما زاد ما ستحصل عليه في النهاية.
شارك ما تعرفه
لقد اكتسبت ثروة من المعرفة كقائد على مر السنين، والمعرفة هي القوة في عالم الأعمال، لذا شارك بعض معرفتك مع الآخرين. قم بتعليم الناس ما تعلمته على مر السنين، حتى يتمكنوا من أن يكونوا هم أنفسهم قادة في المستقبل. فإذا كنت تريد أن تحيط نفسك بأفضل الأشخاص، فهذا سيكون أسهل عندما تشارك تدريبك ومعرفتك مع الآخرين.
شارك وقتك
"لا يمكنني أن أكون كريماً إن أفرطت في الحفاظ على وقتي" كرر هذه الجملة مرارًا وتكرارًا حتى تترسخ في رأسك.
فهذا هو أصعب شيء يمكن أن يفهمه القادة، وهو أمر مهم جدًا. فإذا كنت دائماً على عجلة من أمرك وتريد فقط قضاء وقتك في القيام بالأشياء التي ترغب في القيام بها، فسوف تحصل على سمعة كشخص يسعى للحصول على كل شيء. فعندما تكون مستعدًا لمشاركة وقتك، فأنت تُظهر هذا للأشخاص الذين تعتقد أنهم مهمون. ومن ثم سوف ينظرون إليك على أنك كريم.
وبالطبع هذا لا يعني أن تكون متاحاً في جميع الأوقات. فسيكون عليك التعامل مع المواعيد النهائية لتسليم الأعمال، ولكن لا تقضي طوال اليوم في مشاهدة الساعة. فقط قم بمنح شخصًا ما 10 أو 20 دقيقة. وهذا الشخص سوف يُدر لك ربحاً.
التحكم فى التفويض
قد يبدو هذا سخيفًا، لكن العديد من القادة يخافون من تفويض الموظفين للقيام ببعض الأعمال. فمن المؤكد أنهم يبقون على موظفيهم مشغولين، ولكنهم يرفضون التخلي عن الأعمال المهمة. لان البعض يخاف من أن يقوم الشخص الآخر بالعمل بشكل صحيح، ولذلك قرروا القيام بذلك بأنفسهم. بينما لا يريد الآخرون التخلي عن المهام المهمة لأنهم لا يريدون أن يحصل شخصاً آخر على مكافأة كما إنهم يريدون كل المجد لأنفسهم، لذا يقومون بالعمل بأنفسهم.
أياً كان الوضع، فكل شيء يأتي تحت منطق التحكم والسيطرة. فالناس الذين يرفضون تفويض الموظفين للقيام ببعض الأعمال لا يريدون التخلي عن السيطرة.
كصاحب شركة.. كيف تجعل العملاء يقعون في حب منتجاتك ؟! (إنفوجراف)
إذاً فقد حان الوقت لتغيير ذلك. أظهر لموظفيك أنك تثق بهم من خلال تفويض بعض المهام الرئيسية لهم. ثم أثني عليهم عندما يقومون بعمل جيد. وسيُظهر ذلك للجميع أنك على استعداد لمنح الموظفين فرصة للنجاح، وعندما يفعلون ذلك، فستأخذ أنت كل المديح.
التعلم من كل ما تسمعه أو تقرأه أو تراه
إذا كنت من الساعين للحصول على كل شيء، فستواجه صعوبة في القيادة. وسيدرك الموظفون سريعاً أنك تستخدمهم لمصلحتك الشخصية، وسيفقدون جميعًا ثقتهم بك. ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يفهموا أنه حتى لو نجحوا، فستحصل أنت على المكافأة. وسيبدؤون بالفشل لأنه لا يوجد حافز للنجاح.
ومن ناحية أخرى، إذا كنت معطاءً، فسوف يطلقون عليك قائد كريم. وستتمكن من إنشاء فريق قوى، وسيكون لديك المزيد من الوقت. وسوف تبنى تواصلاً حقيقياً مع موظفيك، وسوف تقيم بيئة عمل جيدة أيضًا.