كيف تتخلص من إدمان العمل؟.. تجربة حقيقية لمختص تسرد الحل
"كتبت عن النوبات القلبية عدة مرات من قبل، ولكن المرور بالتجربة نفسها هو أمر مختلف تماماً، بالإضافة أنني ما زلت في مرحلة طويلة للشفاء، وفهم ما يدور حولي وما أحتاج لتغيير حياتي".
بهذه الكلمات بدأ "جيوفيلا جيمس" الكاتب والخبير في مجال الأعمال، حديثه عن إدمانه للعمل الذي كاد أن يقتله، حتى قرر أن يغير حياته تماماً، بعدما تعرض لنوبتين قلبيتين، وأصبحت قعيد بالمستشفى قرابة الشهر.
هكذا ظهر زعماء العالم في الأماكن العامة.. لقطات عفوية لولي العهد يطلب مشروب من كافية بأمريكا
استغرب "جيمس" ذلك بشدة لأنه لم يكن يعانى من زيادة الوزن، وغير مدخن، ولم يكن له أي تاريخ مع أمراض القلب في عائلته، ولكنه انغمس تحت ضغط هائل لاستمرار في العمل دائماً، من أجل تأمين حياته حسب معتقداته وقتها.
لدرجة أنه استعرض 6 ميزات كان يعمل باستمرار عليها وهي:
1- يعمل ساعات العمل الخاصة به فقط
2- يحدد هدف العمل الخاص به
3- العمل فقط مع الأشخاص الذين يحبهم
4- جني المال بشكل جيد
5- الحصول على العمل من المنزل
6- عمل ما يستمتع به بشكل عام
واستعرض "جيمس" مدى اقترابه من الموت عندما انسدت جميع الشرايين القلبية السبعة باستثناء واحدة منها بنسبة 100%، أي أنه كان حرفياً على حافة الموت، ولكن معجزة ما جعلته مازال على قيد الحياة.
ومن هنا قرر تغيير نمط حياته بالكامل، وتقديم 5 خطوات لمدمني العمل، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة للموت.
1- التخلي عن الأهداف الغير واقعية
كان السبب الرئيسي في الإجهاد المرتبط بالعمل هو الشعور بعدم تحقيق هدفين على مدار عشرين عاماً كاملة، وهما كتابة الكتب الأكثر مبيعاً في صحيفة "نيويورك تايمز"، وكتابة رواية يتم تحويلها لفيلم.
وأكمل حديثه أنه على الرغم من كتباته العديد من الأعمال الناجحة إلا أنه لم يصنف قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، وحتى رواياته لم تحظ باهتمام هوليود، فكان الحل هو تقليل عدد الأهداف والمزيد من الوقت.
إنفوجراف| لماذا لا يتولى غير المصريين رئاسة جامعة الدول العربية؟
2- معرفة قدرات نفسك وإعادة تعريفها
بالتزامن مع السعي وراء تلك الأهداف الطموحة، كان لابد من الاعتراف بإمكانياتك الحقيقية، لأنه الاكتفاء فقط بالقول إنك فشلت في تحقيق أهدافك كفي بجعلك تكره نفسك وتعر بالتوتر الكبير.
وبعد التعرض لنوبة قلبية ، أدركت أنني لا أستطيع التفكير في نفسي بهذه الطريقة ، و إذا كنت أريد البقاء على قيد الحياة.، لايد من تقبل فكرة أنني كاتب موهوب إلى حد ما، وأب جيد، و زوج، وصديق.
3- التوقف عن أي أعمال لا تحبها
لا أحد يعرف أنني أكتب رسائل تسويقية بشكل احترافي وجذاب، وهو الأمر الذي كان يجلب لي الكثير من العملاء لكتابة رسائل تسويقية مميزة، وحتى التسويق عبر البريد الإلكتروني، ومن الناحية المادية كان الأمر مربحاً تماماُ، وهنا فررت بالتوقف فوراً.
على الرغم من استعداد عملائي على دفع المزيد من الأموال لإعادة صياغة رسائلهم التسويقية، إلا أنني فضلت الابتعاد لأن الأمر أشبه بصيد الأسماك بالديناميت بالنسبة لي، وهو ما لن يضيف لي شيء في المستقبل.
4- صحتي رقم 1 في أولوياتي
قبل التعرض لنوبة قلبية كنت أعمل بشكل منتظم، وأول اهتماماتي كان "إنجاز المهمة"، ونادراً أقوم بعمل فحص عام للاطمئنان على صحتي في العقد الماضي، وهو التصرف الغير ذكى تماماً.
اليوم أصبحت مداوماً على التدريبات الرياضية للحفاظ على صحتي، ولكن بمعدل معقول لأنه لو سنحت للأمر تماماً سيكون هناك ضغط عصبي ويتكرر الخطأ، ولا مانع حينما أشعر بذلك بالحصول على أجازة فوراً.
5- ملئ حياتي مع الامتنان
كمدمن عمل، كنت مدمناً على الأهداف الطموحة، والفضول الذي يكمن وراءه التوتر، الذي دفعني لإدمان تحقيق المزيد والمزيد والمزيد، حتى كاد أن يقتلني.
لذلك أنا الآن أتخلص من كل ذلك، أحاول أن أستخدم الامتنان كوقود يبقيني مستمراً ، وما زلت أكتب وما زلت أبدع، حيث اعتدت على الاعتقاد بأنني ضد العالم ورجلاً عصاميًا.
ولكنني أدرك الآن أنني كنت محظوظاً للغاية، وبقيت فترة طويلة متمسكاً بتلك الأفكار والحظ معاً، وأخيراً تمنوا لي التوفيق في حياتي الجديدة.