زيارة الأمير محمد لأمريكا تطبيق لمقولة «انتهت الأقوال وبدأت الأفعال»
على هامش زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تدخل أسبوعها الثاني عن جملة من المكتسبات المهمة جداً من خلال الكشف عن تجاوز الاستثمارات بين البلدين.
يرى الخبير والمفكر اقتصادي الدكتور محمد بن دليم القحطاني، أن زيارة الأمير محمد هي تطبيق لمقولة:" انتهت الأقوال وبدأت الأفعال"، فبلا شك الأمير يسير وفق نهج محدد لتطبيق رؤية 2030، فهذه الزيارة لدولة مثل أمريكيا زالتي يمثل اقتصادها قرابة 45 % من الاقتصاد العالمي يُثبت أن الأمير محمد بدأ التوجه لتنويع محفظة الاستثمار السعودي سواء بجذب الاستثمارات الأجنبية وبتعزيز الصناعات والخدمات في المملكة ، وهنا أشار الدكتور محمد بن دليم القحطاني إلى عدة نقاط فيما يختص بجولة ولي العهد السعودي لأمريكا .
استقطاب القوى العالمية:
نحن نعلم سابقاً أن جولة الملك سلمان التي كانت في آسيا قبل أشهر فكان هناك زيارة لروسيا ونحن اليوم في أمريكا، ولا تتوقف تلك الزيارات على تلك الدول ولكنها سوف تمتد إلى دول أخرى ذات اقتصادات نشطه.
ماهي أبرز الاستثمارات التي ستفيد المملكة من تلك الجولة:
إذا لاحظنا الوزراء الذين رافقوا سمو ولي العهد فنجد ان كل وزير مسؤول عن الإشراع في تنفيذ و العمل على المبادرات التي من شأنها العمل على رؤية 2030 وكأن الوزارات في حالة تسابق إيجابي، حيث أن جميع الوزراء لديهم أجنده يعملون على تحقيقها وعلينا أن نلاحظ أن ولي العهد الأمير محمد سلمان هو وزير الدفاع ولذلك نجد اهتمام كبير بالصفقات العسكرية من جانبه وهذا امر طبيعي.
تركيز مهم على الاستثمارات الطاقية، ما هو سبب ذلك؟
بالإضافة إلى أن المملكة تتوفر على مخزون كبير من البترول فقد تم أيضا اكتشاف أكبر مخزون غاز في العالم في مناطق جيزان وبعض مناطق المملكة، ولكن المملكة تريد أن تكون صديقة للبيئة لذا تستثمر في الطاقات النظيفة والبديلة التي من شأنها تقنين استخراج هذه الثروات والاحتفاظ بها للأجيال القادمة، فإذا كان بإمكاننا التطور والتنويع فهذا لا يمنع الحفاظ عن الموارد الطبيعية واستخدامها في أوقات الشدة، فبالتالي عندما نلجأ إلى الطاقة النووية السلمية فهذا دليل واضح على أن المملكة متجهة على تقليل الاعتماد على النفط، ولذلك قد تكون الطاقة النووية مردودها افضل من ناحية التكلفة من النفط .
الاقتصاد الذكي واهمية التقنية:
الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، قد تجاوز ما يعرف بالاقتصاد المعرفي، لذا فهو يحدث مفهوم جديد في عالم الاقتصاد وهو الاقتصاد الذكي، الذي من شأنه أن يساير توجه العالم وشغفه في حب التقنية والتي يتم تزويدها بالعقول البشرية التي تولد كل يوم بأفكار جديدة تتجاوز كل الحدود، بشباب من هنا وهناك فالتقنية استطاعت أن توحد العالم فبالتالي لعل المملكة أدركت مبكراً أهمية التقنية ولذلك تعتبر من أول البلدان في الشرق الأوسط التي اهتمت مبكراً بالمجال التقني، حيث تتوفر منذ عشرات السنين على بنية تحتية قوية جداً في مجال التقنية، ما يجعلها متهيئة لرسم كل خططها ومصانعها على التقنية الحديثة.
التسلح الذكي:
كما سيكون هناك إدارة ذكية في مجال الصناعات العسكرية والتسلح العسكري حيث أنه خلال العشر السنوات القادمة سوف يتم الاعتماد على الأسلحة الذكية، ولذلك من يملك مفاتيح التقنية في المقام الأول أمريكا تليها الدول الغربية، فمهم جداً أن نلامس عقولهم ونهيأ لهم البيئة الخصبة لذلك.
الانفتاح وجذب الاستثمارات الأجنبية:
المملكة من أوائل دول العالم العربي التي عززت مفهوم الانفتاح وجذب الاستثمارات الأجنبية من عهد الملك المؤسس رحمة الله، عندما تمت استقطاب شركة أرامكو الأمريكية للبترول والتي ساهمت في نقله نوعية للمملكة وهذا يعد ذكاءاً من الملك عبد العزيز رحمه الله.
ومثل هذا التوجه سوف يلامس الاستثمارات الأجنبية ونقدم لهم شيء يتجاوز مستوى الفكري لديهم مما يخلق نوع للتحدي، أتوقع انه بسبية 100 % سوف يكون هناك خطط لتعاون بين شركات اجنبية على أرض المملكة، وسوف نشاهد مفاجآت كثيرة في الأيام القادمة.
لتكتسب مقومات النجاح بشكل مختلف.. 10 أفلام عليك مشاهدتها على الفور (فيديو)
العمل في الصمت:
حقيقاً ان الأمير محمد رجل يعمل بصمت رجل لا يحب الزخرفة رجل يتحدث عندما يريد ان يتحدث ولكنه الآن بدأ العمل الجدي وتهيئة المجتمع ليكون جاذباً وليس منفراً للاستثمارات والثقافات الخارجية ونجد ان المملكة العربية السعودية هي أول بلد عربي انفتح على الاستثمارات الأجنبية، لذا فولي العهد الأمير محمد بن سلمان يزيد بأفكاره لانفتاح المملكة عن طريق إشراك المرأة أكثر فأكثر في المجتمع الذي سيؤدي لتقليل نسبة البطالة فالمملكة.
اقتناص فرص الاستثمار الأمريكي:
أتمنى وجود مكاتب في المدن الرئيسية الأمريكية، والتي تتوفر على فرق عمل مهمتها متابعة ما تم الاتفاق عليه بين ولي العهد وأمريكا، لاقتناص أي فرصه تظهر في الاقتصاد الأمريكي والاستفادة منها في مجالات الترفيه والصحة وتكون قريبه من الشركات الكبرى.
إنفوجراف| للمدير التنفيذي.. توقف عن الكلام واطرح تلك الأسئلة لتكتسب ميزة القائد
التسلح النووي:
هناك تصريحات قوية بخصوص المجال النووي وقد تما أخذها من قبل الحكومة الأمريكية بجدية وبعين الاعتبار خصوصاً بعد تصريح وزير الطاقة مما يعزز الإصرار على امتلاك الطاقة النووية السلمية، فأرى أنها مطلب قيادة وشعب لا نفرط فيها من أجل تخفيف العبء على مواردنا الطبيعية.
أتوقع أن تكون مثل تلك المفاعلات النووية تشمل مختلف مناطق المملكة شاملاً وجنوباً وغرباً وشرقاً والوسط حيث سيكون هناك شبكة، متواصلة مترابطة مع بعضها البعض.