الأسواق العالمية تنهار بعد هبوط مؤشر الداو جونز 1175 نقطة
تشهد الأسواق حالة من الذعر، فيما يبحث المستثمرون عن ملاذات جديدة بعد أن تراجع مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 1500 نقطة خلال التداولات ليغلق متراجعاً 1175 نقطة أو 4.6% يوم الاثنين. ولم تظهر العمليات البيعية الهستيرية أي علامات على وجود استثناء في آسيا حيث تراجع مؤشرا النيكاي وتوبيكس أكثر من 6% في حين تراجع مؤشر (Nifty) ومؤشر (ASX) ومؤشر (STI) جمعيها بأكثر من 3%.
ومع خسارة الأسهم الأميركية لجميع مكاسبها المحققة في شهر يناير/ كانون الثاني وتراجع مؤشراتها إلى أدنى مما كانت عليه في بداية العام، فإن الرئيس الجديد للفدرالي جاي باول سوف يتعرّض لاختبار جدّي. وقد كانت النار التي أشعلت فتيل العمليات البيعية في الأسواق هي الخوف من تصاعد التضخّم، ممّا يعني أن الفدرالي سيكون مضطراً إلى رفع الفائدة بوتيرة أسرع.
وعلى الرغم من أنّ البيانات الاقتصادية الصادرة في أميركا كانت ملفتة جدّاً، حيث وصل مؤشر معهد التوريدات غير الصناعية (ISM) الأميركي إلى 59.9 في يناير/ كانون الثاني، إلا أنّ ذلك لم يكن عنصراً مساعداً في تهدئة الأسواق، لا بل كان له تأثير معاكس لأنه يشير إلى أنّ السياسة النقدية يجب أن تُشدّد بوتيرة أسرع لتحاشي حصول حالة من السخونة في الاقتصاد.
وسجّلت عوائد السندات، التي شكلت مصدر ضغط رئيسياً على الأسهم هذا الأسبوع، تراجعاً قوياً بعد أن عثر المستثمرون على مكان جديد للاستثمار فيه. فقد تراجعت عوائد سند العشر سنوات الأميركي أكثر من 20 نقطة أساس عن أعلى مستوى وصلت إليه يوم أمس، وإذا حصل المزيد من التخارج من الأسهم فإنني أتوقع رؤية المزيد من التراجع في العوائد.
كنا نتوقع حصول تصحيح في الأسواق منذ فترة طويلة، ولكن عندما تصاب الأسواق بثقة مفرطة، فإن عمليات التصحيح تصبح أكثر حدّة. ومن الصعب تحديد مدى الانحدار الذي ستشهده الأسواق، ولكن بما أن الأساسيات الاقتصادية تظل قوية، فإنني أعتقد بأن المستثمرين سيبدؤون بالشراء عند الانخفاضات عاجلاً وليس آجلاً.
كما تشهد العملات المشفّرة تخلّصاً واسعاً منها حيث تراجعت البيتكوين إلى حدود 6000 دولار يوم الاثنين. وبالتالي فإن أشهر العملات الرقمية قد تراجعت بنسبة 69% عن الرقم القياسي المسجّل في ديسمبر/ كانون الأول، وبحدود 59% عمّا كانت عليه في بداية العام. ويأتي هذا التراجع بعد أن درست عدّة بنوك في أميركا والولايات المتحدة حظر إمكانية شراء الزبائن للعملات المشفّرة باستعمال البطاقات الائتمانية. ويبدو أنّ الحرب ضد العملات المشفّرة أبعد من أن تكون قد انتهت، ولا أحد يعلم إلى أين ستسير الأمور من هنا، لكن المخاطر بالتأكيد مرتفعة.
وكانت أسواق العملات هادئة نسبياً مقارنة مع التحرّكات التي سجّلت في أسواق الأسهم والسندات، ولكن من المتوقع أن يقوى الين إذا واصلت الأسهم هبوطها طوال جلسة التداولات الأميركية.
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXT