غرفة دبي: من شقة الى اهم منصة تجارية في المنطقة عبدالرحمن الغرير يروي تاريخها لـ"الرجل" .
رأي 17 مارس 2014
الرجل-دبي:
تمثل غرفة تجارة دبي نموذجاً حياً عن التطور الكبير الذي شهدته الإمارات منذ الاتحاد وحتى يومنا هذا، حيث حققت البلاد نهضة واسعة ونشاطاً تجارياً وعمرانياً، وقد كان نصيب دبي كبيراً في هذا التطور، حيث تكشف معدلات النمو كيف تحولت المدينة الى مركز للنشاط الاقتصادي وتجمّع للأعمال، وفي إطار تغطية مجلة "الرجل" لأنشطة الغرف التجارية العربية الأكثر فاعلية ونشاطاً، نتوقف في هذا العدد عند غرفة تجارة وصناعة دبي، التي كانت عند تأسيسها في 1 يوليو 1965 تتألف من شقةٍ تضم 3 غرفٍ صغيرة، والرابعة كانت مخصصة للاجتماعات،
وفي هذه الغرف الأربع كانت المرحلة الأولى من تاريخ غرفة دبي، حيث كان يعمل عشرة موظفين في مجالات محددة، وكان التركيز آنذاك على حل النزاعات التجارية، ومراجعة التشريعات والقوانين المحلية، ومنها قانون الجمارك ومراقبة أسعار الأدوية، وتنظيم تصدير الأسماك المجففة.
وفي منتصف السبعينات ومع انتقال مقرّ الغرفة إلى مبنى آخر قرب البلدية، نمت تدريجياً لتحتل خمسة طوابق. وقد أرست الغرفة، من 1975 إلى 1978 الأرضية الملائمة لتنظيم المعارض العالمية، فقامت خلال هذه الفترة بتنظيم المعارض قبل تأسيس مركز دبي التجاري العالمي،
وبالتالي لعبت من هذا المنطلق دوراً مهماً في المكانة الحالية التي تحتلها إمارة دبي عاصمةً عالميةً للمعارض والمؤتمرات. وطبعاً خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، بدأت دبي تشهد زخماً جديداً في القوانين الاتحادية والنشاط التجاري في مختلف القطاعات، حيث أسهم الاتحاد في تعزيز مكانة الدولة، وتحفيز النموّ الاقتصادي فيها.
وبدأت في فبراير 1995 مرحلة جديدة مع انتقال الغرفة إلى مبناها الحالي المتميّز المطلّ على خور دبي، فأصبحت مطلةً على المرفأ الذي يمثل تاريخ دبي وحاضرها ومستقبلها. وبدأت مع هذا الانتقال السلس إلى أحد أطول المباني في دبي، خلال تلك الفترة (سابع أطول مبنى في دبي في 1995)، مرحلة متقدمة من النجاح والتميّز، وتطورت خدمات الغرفة على مرّ هذه السنوات، حيث تم إنشاء مركز أخلاقيات الأعمال، ومركز دبي للتحكيم الدولي، وجامعة دبي ومجلس سيدات أعمال دبي، وإطلاق مبادرات وخدماتٍ جديدة، مثل جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال، وخدمة تحصيل الديون وخدمة التصنيف الائتماني.
153 ألف عضو
وواكبت خدمات غرفة دبي النهضة الاقتصادية التي تعيشها إمارة دبي، حيث تشمل حالياً الخدمات التي توفرها غرفة دبي لأعضائها ومجتمع الأعمال، إصدار شهادات المنشأ، وتوفير البيانات والأبحاث الاقتصادية، وتقديم خدمات الوساطة والتحكيم التجاري، واستقبال الوفود التجارية الأجنبية، وإرسال بعثات تجارية إلى الخارج، وكذلك تنظيم الملتقيات والندوات ولقاءات الأعمال ودورات تدريبية لممثلي مجتمع الأعمال، وخدمة مجموعات ومجالس الأعمال، فضلاً عن تقديم خدمات التصنيف الائتماني، وغيرها من الخدمات التي تلبّي حاجة الأعضاء، وتعزز بيئة الاستثمار في دبي.
واعتمدت الغرفة مؤخراً استراتيجية طموحة للتوسّع في الأسواق الخارجية الواعدة، وذلك لضمان وجود مجتمع أعمال دبي في الأسواق المجزية، وتعزيز تنافسيتهم عالمياً، فافتتحت ثلاثة مكاتب تمثيلية في أذربيجان وإثيوبيا وإقليم كردستان، على ان تتابع هذا التوجه باستهداف الأسواق العالمية الواعدة.
تحمل غرفة دبي طموحات واسعة وواعدة، حيث قال عبدالرحمن سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي في حوارمع "الرجل": "هناك رؤية واضحة وضعناها نصب أعيننا في غرفة دبي، وهي ان نصبح من أفضل غرف التجارة في العالم، ونعمل على هذا الأساس لتطوير خدماتنا وتعزيز تنافسية شركات دبي، وبالتالي - ومع تخطي عدد أعضائنا حاجز الـ 153 ألف عضو- فإننا أصبحنا أكبر غرفة تجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عدد الأعضاء، ولذلك فإننا نتطلع لنحافظ على ريادتنا في توفير أفضل الخدمات لمجتمع الأعمال، ومواكبة النمو والتطور الهائل الذي تعيشه إمارة دبي".
الغرفة تحشد لـ"إكسبو 2020 "
عن الدور الذي لعبته الغرفة في إكسبو 2020، قال الغرير إن الغرفة قامت بنشاطات عدة لدعم ملف دبي، لاحتضان إكسبو 2020 ، وذلك من خلال نشاطات كثيرة قامت بها، سواء عن طريق مكاتب التمثيل او عن طريق الوفود الرسمية والمعارض والندوات والاجتماعات المختلفة.
من غاندي إلى الرئيس البولندي
يؤكد رئيس الغرفة: "بحكم العمل الدؤوب، فإننا نستقبل خلال العام الواحد اكثر من 170 وفداً تجارياً وحكومياً - معدلاً عاماً - من مختلف أنحاء العالم. وقد زار الغرفة شخصيات مهمة على مرّ حقب مختلفة، بدءاً من انديرا غاندي ووليّ عهد الدانمارك إلى مبنى الغرفة القديم، وانتهاءً بزيارة الرئيس البولندي ورئيس وزراء فنلندا خلال العام الماضي. وقد بلغ عدد أعضاء غرفة دبي مع نهاية عام 2013، أكثر من 153 ألف عضو يخدمهم أكثر من 200 موظف، ومجلس إدارة يتكون من 24 عضواً. ويعمل تحت مظلة غرفة دبي 27 مجموعة عمل تمثل قطاعات اقتصادية مختلفة، و 43 مجلس عمل تمثل جنسيات معيّنة".
مجتمع الاعمال.
لعبت غرفة تجارة وصناعة دبي طوال العقود الماضية دوراً محورياً في إبراز مكانة دبي باعتبارها مركزاً عالمياً للأعمال والخدمات، حيث كرّست الغرفة شبكة علاقاتها وارتباطاتها الدولية على امتداد خريطة العالم في خدمة هذا الهدف، وذلك من خلال دعمها المتواصل لمجتمع الأعمال في الإمارة، وتفاعلها مع المتغيرات الاقتصادية، وتشمل الخدمات التي توفرها غرفة دبي لأعضائها ومجتمع الأعمال إصدار شهادات المنشأ، وتوفير البيانات والأبحاث الاقتصادية، وتقديم خدمات الوساطة والتحكيم التجاري، واستقبال الوفود التجارية الأجنبية وإرسال بعثات تجارية إلى الخارج، وكذلك تنظيم الملتقيات والندوات ولقاءات الأعمال ودورات تدريبية لممثلي مجتمع الأعمال، وخدمة مجموعات ومجالس الأعمال، فضلاً عن تقديم خدمات التصنيف الائتماني، وغيرها من الخدمات التي تلبي حاجة الأعضاء، وتعزز بيئة الاستثمار في دبي.
مبادرة لجذب اهم 100 شركة عالمية إلى دبي
يقول الغرير إن أحد الأهداف الاستراتيجية هو الترويج لدبي مركزاً تجارياً عالمياً، حيث يعمل في هذا المجال على تنظيم بعثات تجارية سنوية إلى وجهات واعدة أو متطورة، لجذب الاستثمارات إلى دبي، وإبراز مقومات بيئة الأعمال في دبي ومزاياها، من حيث توافر الفرص في معظم القطاعات الاقتصادية، والدعم الحكومي اللامحدود وحداثة المرافق واستمرار أعمال البنية التحتية،
وبالتالي فإننا في معظم المبادرات والفعاليات التي ننظمها نحرص على إبراز نقاط قوة مجتمع الأعمال وتنوعه وجذبه للاستثمارات. كما اطلقنا مؤخراً مبادرة لجذب اهم 100 شركة عالمية إلى دبي، ومستمرون على هذا النهج، لأننا نؤمن أن مستقبل الأعمال يكمن هنا في دبي، خصوصاً مع فوز الإمارة بشرف استضافة معرض اكسبو 2020، وإطلاق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمبادرة "دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي."
جذب الاستثمارات الخارجية
تتركز استراتيجية غرفة دبي التي أطلقتها مؤخراً، على تعزيز تنافسية بيئة الأعمال في دبي، وتحفيز النمو الاقتصادي فيها، حيث قامت الغرفة مؤخراً بمراجعة الخطة الاستراتيجية بما يتماشى مع الأهداف التنموية للإمارة، ولرفع مستوى اداء الغرفة ودورها الاستراتيجي في دعم التطور الاقتصادي لإمارة دبي. وتركز الاستراتيجية الجديدة على احتياجات بيئة الاعمال وتطوير الخدمات التي تقدمها الغرفة بشكل يتجاوب اكثر مع الاحتياجات المختلفة لبيئة الاعمال في الامارة.
وتركز الاستراتيجية على اربع مبادرات جديدة هي :
- صوت الأعمال
- ترويج دبي
-"أي دبي" (وحدة دراسات الأسواق الخارجية)0
- تطوير علاقات الأعضاء.
كما أطلقت الغرفة مؤخراً مبادرة شبكة الأعمال العالمية، لتشكل أداةً فعّالةً وجديدة ضمن استراتيجيتها لجذب الاستثمارات الخارجية إلى دبي، وتعزيز مكانة الإمارة وجهةً رئيسيةً لعالم المال والأعمال، حيث تشكل شبكة الأعمال العالمية المنصة الملائمة للشركات العالمية خارج دبي، للحصول على معلومات عن بيئة الأعمال فيها، والشروط والمتطلبات القانونية لتأسيس الأعمال، فضلاً عن التمتع بالمزايا التي توفرها غرفة دبي لأعضائها من دراسات وأبحاث ومبادرات.
ويمكن للشركات العالمية من خلال الانضمام إلى الشبكة، الحصول على كل ما يحتاجونه من معلومات لتأسيس أعمالٍ لهم في دبي. وتشمل هذه الخدمات توفير دليل مبسّط عن كيفية تأسيس الأعمال، وإمكانية الحصول على دراسات موثقة تتضمّن التوقعات الفصلية لقادة الأعمال، واستعمال مرافق الغرفة بالرسوم والتسهيلات التي يتمتع بها أعضاء الغرفة. ويتمتع أعضاء شبكة الأعمال العالمية بحسومات مخفضة للتسجيل والمشاركة في الفعاليات والندوات التي تنظمها الغرفة، وإمكانية الاستفادة من خدمة التصنيف الائتماني، وخدمة صياغة عقود تأسيس الشركات الحديثة، بالإضافة إلى إتاحة المجال لهم لعقد لقاءات ثنائية والتواصل مع شركاء محليين محتملين.