رجل الأعمال القطري فيصل الدوسري: ثَمّنا أهم معالم قطر العقارية
الدوحة- إسماعيل مرزوق:
لم تكن الظروفُ مواتية لرجل الأعمال القطري فيصل الدوسري، في مراحله العمرية الأولى، لتحقيق حلمه بالدخول الى السلك الدبلوماسي، فاتجه إلى الدراسة الأكاديمية في تخصّص مغاير مثّل تحدياً بالنسبة إليه، من أجل تحقيق النجاح والمرتبة المرجوة.
كانت الانطلاقة في عام 1986، بعد انتهائه من الدراسة ودخول القوات المسلحة، ليعمل مدرباً للصاعقة، وهو ما أعطاه الطاقة اللازمة لبدء العمل التجاري، بعد التقاعد من العسكرية، وتعلم مبادئ التجارة من والده بقوة، وأصبح يمتلك الكثير من الشركات، وذاع صيته على المستوى العربي والآسيوي والأوربي، واحداً من أهمّ رجال الإعمال القطريين، فهو رئيس مجلس إدارة شركة "المتحد" العقارية التي اشتهرت بوصفها واحدة من اهم المثمّنين العقاريين في قطر والخليج، وأصبح لها فروع اقليمية عدة. "الرجل" عادت مع الدوسري الى البدايات وكان الحوار التالي:
- كيف دخلت عالم العقارات؟
دخلت عالم العقارات بصحبة الوالد مشعل عبدالله الغيثات الدوسري، رحمه الله، الذي كان يعمل بهذه المهنة منذ فترة ليست بالقصيرة. ومنذ بداية دخولي بهذا العالم تعلّمت منه الأسس والقواعد السليمة التي مازلت، وحتى يومنا هذا، اذكرها ولا أتوانى عن العمل بها. وبدأت أول مشاريعي التجارية عام 1986، حيث عملت بمجالات مختلفة، منها مجال أعمال الديكورات والنقليات، ولم يكتب لي التوفيق.
- ما فلسفة الربح والخسارة بالنسبة إليك؟
لا أتردّد في الاستفادة من أفكاري وبلورتها في ما هو مفيد، وأعتقد جازماً بأن الحياة كاللعبة، يجب ألّا تكون فائزاً فيها على الدوام، ففي بعض الأحيان هناك حاجة للخسارة، والتي لا تعني الفشل والخوف من المحاولة مرة أخرى؛ إنما تعني تجدد الأمل ليكون وسيلة للنجاح. بهذه الرؤية المتفائلة استطعت أن ارتقي سلم النجاح خطوة خطوة بثقة عالية، حتى أصبح لديّ شركات خاصة عدة، في مجالات مختلفة تغطي جانباً من شغفي بها، حيث خسرت في أول مشروع، ما يقرب من 60 ألف ريال، ولم اخشَ من الفشل، بل كررت التجربة أكثر من مرة، لدرجة أنني خسرت في مشروع للنقل، ما يقرب من 200 ألف ريال ولم أيأس على الإطلاق.
- وهل هناك أعمال أخرى تمارسها إلى جانب هذه الشركة؟
أقوم إلى جانب الإشراف على أنشطة شركة "المتحد" للعقارات والخدمات المتعددة بالعمل خبيراً عقارياً ومثمّناً معتمداً لدى المجلس الأعلى للقضاء، ولكثير من البنوك وشركات التمويل العقاري في قطر.
- أين تصنّف شركتكم في خارطة المال والاعمال القطرية؟
هي واحدة من أقدم الشركات في مجال التسويق العقاري، في دولة قطر، حيث تأسست عام 1986، وبدأت الانطلاقة الحقيقية في عام 1994؛ اتخذت الشركة ومنذ بدايتها الصدق والثقة والأمانة والصراحة، واحترام الكلمة مع العملاء، شعاراً لها. كما ان هدف الشركة هو تلبية الرغبات الحقيقية للمستثمرين والعاملين في مجال العقارات، لتكون نواة لاستثمارات متعددة بدولة قطر، تتنوّع في مجال التنمية العقارية.
وتعدّ شركة "المتحد" من المؤسسات التي برزت في السنوات الأخيرة في مجال الاستثمار العقاري في دولة قطر، وهي من الشركات النشطة في الخدمات العقارية وذلك لمواكبة التطور الحديث الذي تشهده قطر في كل المجالات. وأقوم يومياً وبصفة مباشرة بالإشراف على نشاطات الشركة، ما بين إيجار وبيع وشراء وتثمين العقارات والأراضي والوساطة التجارية، وإدارة الأملاك والاستشارات العقارية، وتخليص المعاملات والاستثمار العقاري .
- ما الخطة التي وضعتها للصعود بالشركة؟
نتّبع داخل شركتنا نهجاً استراتيجياً خاصاً، وأعدّه سراً خاصاً للتفوّق والتميّز، وهذا سرّ نجاحنا وتفوقنا، لكنّي استطيع ان احدثك عن فلسفتي في العمل التجاري المتمثلة بالصدق والأمانة والشفافية والوضوح في التعامل مع الآخرين، وأهمّ ما يكسبه ويحافظ عليه رجل الأعمال الناجح هو سمعته. أما نشاطي التجاري عبر شركة المتحد للعقارات التي حققت فيها نجاحات كبيرة وعملاقة، بحيث أصبحت في طليعة الشركات التي تعمل في هذا المجال.
- ما طبيعتك علاقتك مع الموظفين في المؤسسة؟
الموقع الذي نحققه في السوق اليوم بفضـل الكـادر الوظيفي المـدرّب، بالإضـافة إلى أحدث الطرق واستخدام التقنيات الحديثة، والعمل بما يرضي الله، وتحرّي الصدق وتحمّل المسؤولية، والتعامل مع المسؤولين الأعلى رتبه بالمرونة، والتعاون مع الزملاء، والاهتمام بالموظفين ودعمهم، وكسب ثقتهم وتدريبهم، وتفويضهم المسؤوليات، وتحفيزهم، حتى أصبحت العلاقة بيننا علاقة حب. وهذا سرّ النجاح والتفوق . فالتخطيط للعمل والاستقرار ينعكس إيجاباً على نجاح الإدارة.
- هل دخلت عالم العقارات بالمصادفة، أم بالخبرة؟ صف لنا طريق الدخول لهذا العالم.
ولجت عالم العقارات معتمداً على جهودي الذاتية، ومتكئاً على طموحي اللامحدود، وأسّست حينها شركة "المتحد" للعقارات والخدمات معتمداً على خبراتي المكتسبة في عالم العقارات، وحققت الكثير من النجاحات المتوالية.
نحن الآن - وبلا فخر - نحمل فوق رؤوسنا خبرة الكثير من السنوات، خبرة آبائنا الذين سبقونا في هذا المجال، ليصبح لدينا بنية قوية في قطر، شهد لها الجميع بالصدق والثقة، خصوصاً أصحاب العقارات والمشاريع الضخمة في قطر. هذه البنية كانت الدعامة الأساسية التي توّجت شركتنا، بالدخول في عالم تثمين العقارات، لهذا نفخر بأننا مثمّنون معتمدون من المحاكم والبنوك المحلية والدولية والخليجية، حيث قمنا بتثمين أكبر معالم الدولة.
- ما طموحاتك؟
طموحاتي لا حدود لها، وتتجاوز المحلية إلى العالمية، لكن بخطى مدروسة. ونركز حالياً على مجال العقارات والتوسّع فيه بشكل أكبر في السوق القطري، ليؤهّلنا ذلك إلى اقتحام العالمية.
- حدثنا عن أولادك؟
لديّ أربعة أولاد ذكران وانثيان؛ أكبرهم مشعل، وأصغرهم ماجد، وأتعامل معهم كأصدقاء لي.
- كيف تقضي يومك؟
ما بين العمل والأولاد والأصدقاء والسفر، رغم أن معظم أوقاتي للعمل، ما بين الاجتماعات وأمور الشركات التي أمتلكها. ورغم ذلك فأوقات أولادي مقدّسة للجلوس معهم والتعرف إلى مشكلاتهم، فنحن نتعامل كأصدقاء، ولذا يسودنا الحب. وهذه المعاملة تعاملتها من والدي، وسرت على نهجه.
- وما أحب البلاد لقلبك؟
اقرب البلاد الى قلبي - بعد وطني – سويسرا، حيث الطبيعة الخلابة والمناظر الطبيعية الخضراء في كل مكان، وأينما توجهت عينك تجد الراحة والاستجمام، بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية وأعبائها.
- هل من بين أولادك من يحب العمل في هذا المجال؟
ابني الاكبر مشعل لديه التوجه الاقصادي، وابني الأصغر ماجد لديه توجه العمل التجاري، ويحرص من وقت إلى آخر على الحضور إلى الشركة، لاكتساب الخبرة.
- هل تتدخل في اختيارات أبنائك المستقبلية؟
لا اتدخل في قرارات أبنائي واختياراتهم، ولكن احاول ان اسدي إليهم النصيحة، للطريق الصحيح ومتابعة مسارهم عليه.
- لو لم تكن رجل أعمال، كيف كنت تفكر في مستقبلك ؟
كنت اطمح إلى العمل في السلك الدبلوماسي.
- وأين الرياضة في حياتك؟
كنت أمارس الرياضة في مرحلة الشباب، حيث لعبت في نادي الريّان الرياضي، النادي الأكبر جماهيرية في قطر. وإلى الآن لا أزال حريصاً على ممارسة الرياضة، ولو لمدة ساعة على الأقل يومياً.