جورج كلوني : اخيراً عثرت على السعادة
باتريشيا داناهر – لوس أنجلوس:
عندما يتمشّى جورج كلوني في فندق فور سيزونز في بيفرلي هيلز، فإنه لا يبتسم بقدر ما تبدو عليه الضحكة من الأذن الى الأذن. إنه الشخص البالغ من العمر 53 سنة، والعازب الدائم، الذي لم يعد كذلك. وهو يلبس قميص"تي شيرت"، وقد طُبِعت عليه صورة وجه يوليا تيميشنكو، رئيسة وزراء أوكرانيا المخلوعة، التي صادف أن ممثلتها القانونية هي خطيبته، أمل علم الدين ، هي اول مقابلة صحفية يعطيها جورج كلوني لمطبوعة عربية بعد ان سقط عنه لقب اشهر عزاب العالم.
كلوني عابث دائماً ويمزح في كل المقابلات ويغازل بلطف. هذا اليوم هو تماماً على سجيّته المعروفة، يطلق النكات ويغيظ الجميع، يتحدث في السياسة بكل سهولة، مثلما يتحدث عن المقالب التي يوقِع أصحابه فيها. هو ابن مذيع الأخبار الذي يحظى باحترام واسع، نيك كلوني. كما أنه ابن شقيقالمغنية المشهورة روز ماري كلوني. لقد نشأ جورج محاطاً بالشهرة، رغم أنه حصل عليها في مرحلة لاحقة في حياته. وقد استخدم شهرته جيداً لتسليط الضوء على مجموعة من القضايا السياسية، وخصوصاً في دارفور، وهو لم يكن يخاف قط من الدخول في معارك للدفاع عمّا يؤمن به. وأصبح من الممكن أن نرى
بسهولة أكثر، السبب الذي جعل محامية دولية تدافع عن حقوق الإنسان، مع سمعة مماثلة من عدم الخوف، تلفت انتباهه وتستولي على قلبه.
انت الان على وشك دخول القفص الذهبي فما الذي تعنيه لك المراة؟
لديّ تقدير كبير للنساء، فقد كنَّ جزءاً كبيراً من حياتي. أعتقد أنه كلّما تقدمنَ في السنّ، فانك تبدأ بتقديرهنّ أكثر من ذي قبل. أنا أفهمهنّ أكثر كلما كبرت في العمر. أنا أفهم أمي وأبي أفضل؛ القرارات الذي اتخذاها في ذلك الوقت، والتي كنت أعتقد أنها فظيعة، أعلم بأنني لو كنت مكانهما فسأقوم باتخاذها نفسها. أعتقد أنه كلما زاد عمرك تصبح أكثر حكمة في كل شيء".
اسمعي، الحقيقة هي أن الذي يبحث عنه كل منّا، هو السعادة والسكينة والفرح. وما زلت أبحث عن ذلك طوال حياتي، والآن وجدتها.
ستتزوج انت وامل في شهر أيلول/ سبتمبر؟
نعم بعد سنة واحدة من لقائنا أول مرة. وسيتمّ الحفل في منزلي في ليك كومو (Lake Cuomo)، وفي لندن حيث تعيش أمل وتعمل منذ سنوات طويلة. وسيكون هناك حفل في لبنان أيضاً لعائلتها والأصدقاء المقربين.
وكما هي الحال دائماً، انا مشغول عبر مجموعة واسعة من الأفلام، وفي وقت سابق هذا العام كما تعلمين اخرجت فيلم "رجال الأعمال الخالدة" The Monuments Men، عن سرقة الأعمال الفنية من قبل النازيين، خلال الحرب العالمية الثانية. هؤلاء الرجال هم مجموعة من موظفي الحكومة الأمريكية، أو من ذوي الغيرة الذين حددوا مجموعة من التحف والأعمال الثقافية، وحاولوا الحفاظ على التحف الثقافية التي كانت مهددة بالنهب.
ومع اقتراب نهاية الحرب، كان أحد العناصر التي كانت تجري، هو أن النازيين كانوا سيقومون بإتلاف هذه الأعمال واللوحات على أية حال. لذا كانت الفكرة هي استعادتها وتسليمها مرة ثانية للناس. والآن هي قصة تحدث باستمرار ولا تتوقف. أنتِ ترين هذا يجري في سوريا الآن، حيث ترى المتاحف والكثير من الآثار المنهوبة. والعراق كانت الحدث الأكبر بالنسبة لنا. لم نقم بالتعامل مع هذا بطريقة سليمة، لقد تعلمت ذلك غالباً في السودان. عندما تذهب إلى تلك القرى التي احترقت تماماً، والناس الذين قتلوا، لكن الناس سوف يعودون إذا ما كان لديهم شيء من تراثهم هناك، مهما كان نوع الثقافة. هناك آثار مبنيّة. أفكر لماذا قصة رجال الأعمال الخالدة" مهمة جداً؟ السبب في ذلك هو لأنهم يريدون المحافظة على هذا التاريخ من حياتنا".
إذا شبّ حريق في بيتك، فما أهم شيء ثمين ستخاطر بحياتك من أجل إنقاذه؟
يقول: "هذا سؤال صعب. ما هو الفن؟ لديّ مجموعة من الرسائل المكتوبة باليد من بول نيومان ووالتر كرونكت وغريغوري بيك، وأناس آخرين أصبحت صديقاً لهم بالمراسلة. سأحاول أن أحافظ على هذه الرسائل أكثر من أي موجودات أخرى أمتلكها. إنها تعني الكثير بالنسبة لي، لأن لديّ مثل تلك العلاقات وبعض الأوقات الجميلة معهم. أنا قلق بخصوص اختفاء الرسائل المكتوبة باليد، نظراً لانتشار الكمبيوتر والهاتف الجوّال. نحن في سبيلنا إلى أن نفقد جيلاً كاملاً من القصص بسبب من الذي سيحتفظ بالنصوص.
هل تعشق جمع الاعمال الفنية اذن؟
" أنا لست جامعاً كبيراً للأعمال الفنية. لديّ لوحات على جدران منزلي، وهي مهمة بشكل كبير بالنسبة لي. لقد قمت بإعادة ترتيب منزلي قبل سنتين
، وقد استأجرت مهندساً للديكور لمدة 15 دقيقة الذي حضر للمنزل وقال "هذه اللوحات مفزعة"، وقلت له : "لقد اشتريت هذه اللوحات وعمري 33 سنة في رحلتي الأولى إلى باريس من على رصيف الشارع. واشتريت هذه اللوحة من مدريد التي أحبها". والناس يقولون إنها ليست لوحات عظيمة، وأنا اقول إنها كذلك بالنسبة لي. إن مجموعتي من اللوحات الفنية هي حقاً عن التجارب التي مررت بها في حياتي وعن الأماكن التي ذهبت لرؤيتها، وللأمانة لا أعتقد بأنه ستكون لديّ فرصة للذهاب ومشاهدتها مرة ثانية، لذا فهي مهمة بالنسبة لي بهذه الطريقة.
هل تعكس مقتنياتك شخصية جورج كلوني؟
"أنا لا أعتقد بأنها تعكس شخصيّتي الحقيقية بما هي كذلك، هناك منظر المطر في باريس الذي أمتلكه ولا اعتقد بأنه يعكس أيّ شيء عنّي. ولكن امتلاكه وعدم تركه لتحلّ محله رسوم غالية الثمن أو صور بقيمة 50 ألف دولار وأشياء أخرى. بالنسبة لي منزلي ممتلئ بصور العائلة والأصدقاء ولوحات من أماكن قمت بزيارتها. إنه يبدو أكثر دفئاً بهذه الطريقة، إنها طريقة اخترتها لأملأ بيتيفقط".
انت معروف بحبك للنكات حدثنا عن ذلك؟
(يبتسم) هناك قصص المواقف التي يتعرض لها الممثل خلال إعداده للأفلام التي يعمل فيها. وفي فيلم "رجال الأعمال الخالدة" قمت بخداع كلاً من والدي وصديقي منذ وقت طويل مات ديمون حيث"ظهر مات عندما وصل إلى برلين، وأخذ يقول لي: "استأجرتُ مدرباً وطبّاخاً لأني أريد أن أخفّف وزني خلال إقامتي هنا"؛وهكذا كان كل 3 أو 4 أيام تأتي فتاة خيّاطة لتأخذ بنطلوناته وتضيّقها نحوربع بوصة. وخلال مدة شهر تقريباً، كانت بنطلوناته ضيّقة جداً بالنسبة له ولم يكن يأكل شيئاً سوى الخسّ، كانت مشاهدته، وهو يعاني، متعة.
"كان والدي في لحظة التصوير الأخيرة في الفيلم، وعرضت عليه بعض اللقطات التي ستوضع في الفيلم عندما كنّا في ايطاليا، وأول ما ظهر على الشاشة كان "في ذكرى الحبيب نيك كلوني" وقال: "ماذا جرى لك؟" قلت: "حسناً، سيأخذ الفيلم وقتاً طويلاً حتى يتم إنجازه ويبدأ عرضه للجمهور، وقد وجدت أنه سيكون أرخص كثيراً أن نعدّ هذه الفقرة الآن، من أن نعدّها عندما تتوفى" ، فكر في الأمر ووجده دعابة لطيفة".
استطيع ان اقول لك انني استطيع ان اضع كل شخص في موقف مريح. وانا اقدر الناس ، فقد عانيت واجتهدت وكابدت لفترة طويلة، فلا أخذ أي شيء على محمل التسليم. وبالأحرى، غير راغب في تحمّل المخاطر خوفاً من أن الأمور يمكن أن لا تتمّ على النحو الذي ارجوه.
ما هي فلسفتك للنجاح؟
" لا توجد أبداً لحظات تعتقد فيها أنك تتولى السيطرة تماماً على جميع الأمور. لا يمكن أن يخطر على بالي أن أقول: "أوه! لقد حصلت على ما أريد الآن". في بعض الأحيان تدّعي بأنك أكثر كفاءة وقدرة مما أنت عليه، وخصوصاً في حالات إخراج الأفلام، لأنك تجد كل هؤلاء الناس ينظرون إليك. كانت هناك أوقات أثناء عمل هذا الفيلم، عندما كنت أعتقد أني قد توليتُ أموراً لا طاقة لي بها، ولكن عليك فقط أن تواصل ما هو عليك منهذا الحمل. في هذا الجزء من حياتي فقد اعتدت دائماً على النجاح، وقد اعتدت على الفشلأيضاً، وقد تعاملتُ مع الموقفين على حدّ سواء بشكل جيد، لذلك فأنا حقاً مرتاح حين أقوم بمجازفات معيّنة وأن أرى نتيجة ما أفعل. لذا فالفشل والنجاح همامن الأمور العامة ويعرفهما الناس إلى حد كبير؛ اعتاد الجمهور وكل الناس أن يطلعوا عليهما".
انت ثري وهذا امر يعرفه الجميع لكنك تهوى اصلاح الاشياء القديمة حدثنا عن ذلك؟
انا فعلا احب إصلاح الأشياء، وقد ورثت ذلك عن والدتي، التي وضعت الأساس لمنزلنا فقبل نحو شهر، تعطلت سيارة صديقي، وقمتباستبدال حزام المروحة لأجله. أستطيع أن اصلح السيارات. لقد أصلحتُ دراجتي النارية على جانب الطريق في مرات كثيرة. لقد أخذت كابل جهاز الحاضنة (الكلَتْش) وربطته إلى الهيكل واستخدمته حين تعطل الكيبل. أنا بالفعل أتقن هذه الأمور. حين تنشأ في كنتاكي، فإنه لا مفرّ من أن تقوم بنفسك بإصلاح الأمور، وبالتالي فأنا أصلح لأداء هذه الأعمال عندما تدعو الحاجة إليها. أحبّ العبث في الأشياء في أنحاء بيتي، وأستطيع أن أصلح أشياء كثيرة. هل تريدين مني أصلح شيئاً لكِ؟ لكن عليكِ أن تعلمي أنني أتقاضى أجراً عالياً للغاية!"
ماذا عن والدك؟
(مبتسما)إذا شاهد والدي مطرقة، فإنه سيقول: ليست لديّ فكرة عن طبيعة هذا الشيء. لقد قامت والدتي بنفسها بتركيب سقف بيتنا. هي الآن في الخامسة والسبعين من العمر وقد فعلت ذلك قبل 15 سنة حين كانت في الستين من العمر. سألتها ماذا تريد هدية في عيد ميلادها، وأرادت أن أحضر لها منشاراً للطاولة. اشتريت لها منشاراً كهربائياً قوياً. لقد قامت بنفسها بتركيب سقف البيت بالمعنى الحرفي. إن والدتي مشوّشة وغير مرتبة، لكنها جاهزة للعمل وتتقن أشياء كثيرة، وقد اكتسبتُ تلك المهارة منها. ثم إن أجرة يدها رخيصة للغاية!"