مطوّف الرؤساء والملوك...هذا ما يفعله زعماء العالم امام الكعبة
علي المقبلي - مكة المكرمة:
من جامع لريش الحمام بين أروقة المسجد الحرام، إلى مطوّف للملوك والرؤساء، وضيوف السعودية؛ تلك هي قصة الشيخ جميل جلال الذي يعدّ أنموذجاً للعصامية وبناء الذات. عاش حياة الفقر، والتعب والكفاح، وحفر الصخر بأظفاره، وشقّ طريقه وسط الصعاب، متمسكاً بتعاليم دينه، وقيم مجتمعه، ليحقق النجاح تلو الآخر في ميادين العمل والطوافة، وليصبح من أبرز المطوفين شهرة. يعدّ جلال من الذين عاصروا الطوافة منذ القدم، وأسهموا في خدمة حجّاج بيت الله الحرام. يشرف على القيام بواجب الطواف والسعي لضيوف الحرم المكي الشريف، من كبار الشخصيات.
قضى الشيخ جميل اكبر مطوّف للملوك والرؤساء، اكثر من ستة عقود في الحرم المكّي، طاف خلالها بأغلب رؤساء العالم وملوكه، وكثير من المشاهير. وعاصر ملوك السعودية بداية من الملك عبد العزيز وحتى الآن. طاف برؤساء مصر من محمد نجيب الى عبدالفتاح السيسي. من خلال الاحتكاك مع الضيوف القادمين للحرم، تعلم الشيخ جميل تسع لغات مختلفه يتحدثها بطلاقة، وقال إنه حرص على تعلم اللغات حتى يستطيع ان يشرح لضيوفه الدعاء والمناسك. رأي جلال الرؤساء والملوك والزعماء، بين يدي عظمة الله في بيته الشريف، تنهمر دموعهم، عندما ينظرون الى عظمة الكعبة وهيبتها، ارتبط بأسماء كبيرة كثيرة في العالمين العربي والإسلامي، وهم يؤدّون العمرة أو الحجّ، منهم زعماء كبار وقياديون ومثقفون وأدباء ورجال سياسة ومجتمع وإعلام، والكثير من ضيوف الدولة الذين تناط به رسمياً مهام طوافهم وسعيهم في البيت العتيق. ويتحدث جميل عن قصص عاصرها مع ملوك الدول ورؤسائها.
بدأ بمهنة الطوافة وعمره لم يتجاوز 14 عاماً، طاف بالملك حسين ملك الاردن أول زعيم دولة يطوف خلفه. كان أول مبلغ حصل عليه هو ريال واحد، من الإمام أحمد ملك اليمن.
إلى تفاصيل حوار المطوف جميل جلال مع "الرجل":
* مطوف للملوك والزعماء ومشاهير العالم؛ كيف هي قصة البدايات؟
ولدت كغيري من أبناء مكة المكرمة، في حيّ الحفائر، حارة الباب، إلى جوار المسجد الحرام؛ فإذا أذن المؤذن للفريضة الحق، أقول "آمين" مع الإمام، فليس هناك مسافة كبيرة بين الحارة والحرم المكي؛ لذا كنت أصلي أكثر الفروض في الحرم. درست في الكتاتيب في حارة الباب إلى جوار مدرسة "الصولتية"، ثلاث سنوات، وسميت بالصولتية نسبة لامرأة من الهند حضرت إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، ورغبت في أن تهدي شيئاً لمكة، وأن يكون لها بصمة في أقدس بقعة في العالم، فأنشأت هذه المدرسة وسمّيت بالصولتية نسبة لها، وكانت تسمّى "صولت النساء"؛ درست فيها ثلاث سنوات، وحفظت فيها ألفية ابن مالك في تسعة أيام، على أيدي علماء أجلاء. درسنا على اللوح وكان وقتنا في ذلك الزمن الجميل للعلم وحفظ القرآن، ولامجال للعب. أمضيت ولله الحمد اليوم أكثر من 65 عاماً أقوم بخدمة ضيوف الرحمن. ومنذ ذلك التاريخ وأنا في كل يوم أشعر بسعادة لا يعلم بها إلا الله، حيث إنني أشرف بالقيام بواجب الطواف والسعي لضيوف الحرم المكي الشريف من كبار الشخصيات. وإذا أقاموا في مكة نبقى معهم، لنجيب عن كثير من الأسئلة في المناسك، وعن بعض الآثار الإسلامية في مكة. وكان مولدي في عام 1353هـ تقريباً، ولقد تخرجت في المعهد العلمي، وكانت دفعتي هي أول دفعة تتخرج في هذا المعهد، ووقتها ما كانت المعارف وزارة، بل كانت مديرية، ومديرها كان الشيخ محمد بن مانع، ثم تولى الملك فهد، يرحمه الله، وزارة المعارف..تابع القراءة