رسميًّا.. السعودية ترأس اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
انتخبت المملكة العربية السعودية رسميًّا لرئاسة الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "كوب 16"، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المنعقد في العاصمة الرياض.
وتستمر ولاية السعودية لمدة عامين، حيث تتولى قيادة الجهود الدولية لإعادة تأهيل الأراضي واستصلاحها ومكافحة التصحر والجفاف، وفقًا للعربية.
وتحولت الرياض إلى وجهة تجمع صناع السياسات، والمنظمات الدولية، والشركات، والمؤسسات غير الحكومية، بالإضافة إلى الجهات المعنية الكبرى، لمناقشة حلول عاجلة للأزمات العالمية المتعلقة بتدهور الأراضي والجفاف والتصحر.
التزام سعودي بالعمل البيئي الدولي
وخلال الافتتاح الرسمي للمؤتمر، صرح المهندس عبدالرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة ورئيس الدورة السادسة عشرة للمؤتمر، أن استضافة السعودية لهذه الدورة تعكس التزامها الراسخ بالمحافظة على البيئة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
ولفت إلى تقارير دولية تشير إلى تدهور أكثر من 100 مليون هكتار من الأراضي الزراعية والغابات سنويًّا، مما يؤثر على أكثر من 3 مليارات إنسان حول العالم، ويتسبب بخسائر تتجاوز 6 تريليونات دولار سنويًا.
وقال الفضلي: "تتطلع المملكة إلى تعزيز الجهود تحت مظلة اتفاقية مكافحة التصحر للتصدي للتحديات البيئية الرئيسة، وتكامل العمل مع اتفاقيات دولية أخرى، مثل اتفاقيات ريو المعنية بتغير المناخ والتنوع الأحيائي".
اقرأ أيضًا: الإعلان عن تفاصيل النسخة السادسة من رالي داكار السعودية 2025
رؤية 2030 لحماية البيئة أولوية وطنية
وأشار الفضلي إلى أن المملكة تواجه تحديات بيئية كبرى في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد من أكثر المناطق تأثرًا بتدهور الأراضي والجفاف والتصحر.
وأكد أن رؤية السعودية 2030 أولت حماية البيئة ومكافحة التصحر أهمية قصوى، حيث تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيئة، وإنشاء صندوق للبيئة وخمسة مراكز بيئية متخصصة، إلى جانب تحديث الأنظمة البيئية بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.
وشملت الجهود السعودية وضع مبادرات وبرامج للحد من التلوث، وتنمية الغطاء النباتي، وتعزيز إدارة النفايات، وتنفيذ مشاريع لإعادة تدوير المياه، كما تضمنت الاستراتيجية الوطنية للزراعة تعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي والإدارة المستدامة للأراضي، إلى جانب استراتيجية الأمن الغذائي التي تهدف إلى تقليل الهدر في الغذاء.
مبادرات نوعية لمستقبل مستدام
كما تتضمن مبادرة السعودية الخضراء أهدافًا طموحة تشمل إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة وزيادة مساحة المناطق المحمية إلى 30% بحلول عام 2030.
وأعلنت المملكة هذا الهدف قبل الإعلان عن المستهدف العالمي في 2022، كما تسعى المملكة إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 50% من مزيج الطاقة، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب تعزيز استدامة مصادر المياه من خلال استراتيجية وطنية شاملة.
اقرأ أيضًا: السعودية تتصدر العالم بأكبر تجمع غذائي من نوعه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية
التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية
وأكد الفضلي أن فقدان التنوع الأحيائي وتفاقم تأثيرات التغير المناخي يؤثران على عناصر الحياة الأساسية، مما يزيد من معدلات الهجرة ويهدد الأمن الغذائي والمائي، مشيرًا إلى أن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تمثل إطارًا لتعاون دولي يتطلب الاستثمار في الحلول المستدامة وتعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية.
"استضافة المملكة لمؤتمر كوب 16 تمثل امتدادًا لاهتمامها بالمحافظة على البيئة وطنيًا وإقليميًا ودوليًا" من كلمة رئيس الـ(كوب16) خلال انطلاق أعمال مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر#COP16Riyadh pic.twitter.com/SxmG1txPfO
— وزارة البيئة والمياه والزراعة (@MEWA_KSA) December 2, 2024
وأضاف أن الجهود السعودية تهدف إلى تعزيز الأمن البيئي العالمي، وإطلاق مبادرات تدعم إعادة تأهيل الأراضي، وتخفيف آثار الجفاف، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ستسهم في تحقيق مستهدفات اتفاقيات دولية أخرى، مثل التغير المناخي والتنوع الأحيائي، مع تحسين جودة الحياة للمجتمعات البشرية.
التطلعات المستقبلية
واختتم الفضلي حديثه بالتأكيد على أهمية تعزيز العمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات البيئية الجسيمة، معربًا عن تفاؤله بأن تؤدي الجهود المبذولة في إطار مؤتمر "كوب 16" إلى نقلة نوعية في تعزيز استدامة البيئة وتحقيق رفاهية البشرية.