المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة تسجل زيادة بنسبة 3.5%
أصدرت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" تقريرًا جديدًا بعنوان "مرصد منشآت" للربع الثالث من العام الجاري 2023، الذي يكشف عن حدوث زيادة واعدة في عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة.
إذ اتضح من البيانات التي جمعها ورصدها التقرير أن تلك المنشآت سجلت زيادة بنسبة بلغت 3.5% مقارنة بالربع الثاني من العام نفسه، ليصل بذلك إجمالي عددها إلى 1.27 مليون منشأة.
وأفاد التقرير أن غالبية هذه المنشآت تركزت في العاصمة الرياض بنسبة 43.3%، تلتها منطقة مكة المكرمة بنسبة 18.3%، ولفت أيضًا إلى حدوث نمو مستدام في مختلف المناطق، وليس فقط في المناطق الكبرى.
تحفيز ريادة الأعمال
المرصد الذي تم نشره باللغتين العربية والإنجليزية، جاء ليسلط الضوء على منطقة القصيم كواحدة من الأمثلة البارزة للفرص الاستثمارية في المملكة.
وقدَّم الرئيس التنفيذي لمنصة "ماجنيت"، فيليب بحوشي، تحليلاً شاملاً لمشهد رأس المال الجريء في المملكة، حيث سجلت استثمارات بلغت قيمتها الإجمالية 326.3 مليون ريال خلال الربع الثالث من العام.
اقرأ أيضًا: "4 مجالات يمكن أن تخوضها".. ريادة الأعمال "تجربة تستحق المغامرة"
وهي الاستثمارات التي تبرز الجهود المبذولة في تحفيز ريادة الأعمال في المملكة، إذ نوه التقرير ببرنامج "انطلقنا" الذي أطلقته غرفة القصيم بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية لتمويل رواد الأعمال.
وبإلقاء نظرة شاملة على قطاع الصناعة، سلط التقرير الضوء على الجهود المستمرة لوزارة الصناعة والثروة المعدنية في دعم المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى حدوث نمو إيجابي في قطاع الصناعات التحويلية بنسبة 4.6% على أساس سنوي، مع زيادة في عدد الرخص الصناعية والمنشآت الصناعية.
والحقيقة أن هذا التقرير جاء ليعكس التزام المملكة بتعزيز بيئة الأعمال وتشجيع روح ريادة الأعمال، بما يعزز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة كمحرك رئيس للاقتصاد الوطني.
ريادة صناعة التمور في القصيم
رصد تقرير "مرصد منشآت" موجة ريادة الأعمال التي تشهدها صناعة التمور في المملكة، مع إلقائه الضوء بشكل خاص على منطقة القصيم، التي يقدر إنتاجها بـ 370 ألف طن سنويًا. وتزامن هذا التقرير مع جهود "منشآت" لتعزيز بيئة ريادة الأعمال وتقديم الدعم للقطاعات الحيوية.
وقدمت "منشآت" مجموعة من البرامج لدعم صناعة التمور، منها مبادرة توفير المواقف للشاحنات وتوسيع روابط البائعين والتجار المحليين مع شركات النقل المبرد، وذلك في سياق استعدادات "موسم عنيزة للتمور 2023"، حيث تتطلع المملكة لتعزيز مكانتها كمركز رائد لتجارة التمور على مستوى العالم.
كما سلط التقرير الضوء على الأنشطة التي قامت بها "منشآت" مثل التركيز على أسابيع الأعمال التي جذبت مشاركة وحضور واسعين من رواد الأعمال والخبراء في مجالات متنوعة. وتميز التقرير بلمحات فريدة من نجاحات رواد الأعمال وآرائهم، من خلال لقاءات مع شخصيات بارزة مثل أمين منطقة القصيم، المهندس محمد المجلي، والرئيس التنفيذي لكرنفال بريدة للتمور، الدكتور خالد النقيدان.
واجمالا، جاء تقرير "منشآت" ليعكس مدى التزام المملكة بتعزيز بيئة الأعمال ودعم رواد الأعمال، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية المستدامة.
اقرأ أيضا: "جواهرجي" الأفكار.. كيف تقتنص أفضل فرص الاستثمار في ريادة الأعمال؟
تفعيل الاستثمار في ظل رؤية المملكة 2030
تواصل المملكة العربية السعودية جهودها في تعزيز بيئة ريادة الأعمال، وتحفيز الاستثمار في العديد من القطاعات الحيوية، ومن بينها صناعة التمور التي تحظى بأهمية كبيرة. وقد أظهر تقرير "مرصد منشآت" الربعي أن منطقة القصيم تحمل علم الابتكار والاستدامة في إنتاج التمور، مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كواحدة من أبرز مراكز الصناعة الزراعية الرائدة على مستوى العالم.
تبوأت منطقة القصيم الصدارة في إنتاج التمور، وهو ما يعكس الجهود المستدامة لدعم رواد الأعمال وتسهيل بيئة الأعمال. وقد أظهر تقرير "منشآت"، بصفتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، مدى الالتزام بتوفير الدعم اللازم للمشاريع الناشئة وتعزيز التفاعل بين القطاعين العام والخاص.
وعكست مبادرات "منشآت" الجهود المبذولة لتحفيز ريادة الأعمال، إذ تعد برامج التمويل والدعم الفني أحد الركائز الأساسية لتشجيع الابتكار وتحقيق النجاح في سوق يتسم بالتنافسية الشديدة، في إطار تنفيذ رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص كمحرك للتنمية.
وبالاتساق مع سعى قطاع الصناعات التحويلية إلى تحقيق أهداف رؤية 2030، فقد تبنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية جهودًا فعّالة لدعم المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة. وأبرز التقرير أن قطاع الصناعة يشهد نموًا ملحوظًا، وأن عدد الرخص الصناعية ارتفع بشكل ملحوظ، ما يدل على الاستجابة الإيجابية لجهود تعزيز البيئة الاستثمارية.
ويأتي هذا التقرير في ظل استمرار مساعي المملكة لتحقيق أهداف رؤيتها الاستراتيجية 2030 من خلال تعزيز بيئة الأعمال وتشجيع ريادة المشاريع والابتكار. يظهر تقرير "مرصد منشآت" للربع الثالث من عام 2023 تقدمًا واضحًا في عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يشير إلى تفعيل رؤية 2030 في ميدان ريادة الأعمال.
وأشار التقرير إلى أهمية قطاع الزراعة وصناعة التمور في المملكة، حيث يلعب المنتجون في منطقة القصيم دورا بارزا في تعزيز هذا القطاع. وتعكس مبادرات "منشآت" تفانيها في دعم هذه القطاعات، مع التركيز على تقديم الدعم اللوجستي لضمان وصول المنتجات إلى الأسواق بكفاءة.
وفي إطار رؤية المملكة 2030، تسعى "منشآت" إلى تشجيع روح المبادرة والابتكار. برامج التمويل والدعم التي توفرها الهيئة تعزز القدرة التنافسية للمشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة. تلعب هذه المشاريع دورًا أساسيًّا في تحقيق التنمية المستدامة وتحويل الاقتصاد نحو المستقبل.
وفي سياق تعزيز الروح الريادية، اهتم "مرصد منشآت" بأن يقدم لقرائه لمحة عن الفرص الاستثمارية في منطقة القصيم، بحيث يشجع على استكشاف واستثمار الإمكانيات الكبيرة المتاحة في هذا القطاع الحيوي.
ومن خلال تقديم الدعم وتوفير الفرص، تستمر "منشآت" في تعزيز مسيرة ريادة الأعمال، لتواصل بذلك الإسهام في بناء اقتصاد متنوع وقوي ومن ثم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 نحو مستقبل واعد ومستدام.