نصائح من المستثمر الشهير "تشارلي مانغر" للنجاح في ريادة الأعمال
تشارلي مانغر واحد من أشهر المستثمرين ورجال الأعمال على مستوى العالم، قضى عمره في مجال المال والأعمال، واستطاع أن يُكون لنفسه اس بارز على مدار حياته، وصار رمزًا للمثابرة والسعي الدائم وراء النجاح.
وقد رحل "مانغر" قبل بضعة أيام عن عمر ناهز الـ 99 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا لا يمكن إنكاره في عالم البيزنس، وبعد مسيرة حافلة في شركة بيركشاير هاثاواي القابضة، حيث شارك بفاعلية مع شريكه الشهير، وارن بافيت، في تحويل الشركة إلى قوة اقتصادية كبرى.
وباعتباره صديقًا وشريكًا مقربًا لـ"بافيت"، أظهر "مانغر" تأثيره في تحديد مسار الشركة ووضعها على خريطة النجاح. وسبق أن أشاد "بافيت" بدور "مانغر" الكبير، وذلك في رسالة بعث بها للمساهمين عام 2015، إذ أكد وقتها أن "تشارلي مانغر" لم يكن مجرد مساهم، بل كان جزءًا لا يتجزأ من بنية الشركة.
دروس في قيادة الأعمال
وأضاف أنه كان يتعلم من حكمته التي امتدت على مدار عقود، إذ كان يشارك آراءه في مواضيع متنوعة من الذكاء الاصطناعي إلى العملات المشفرة خلال اجتماعات المساهمين السنوية للشركة.
ونستعرض معكم فيما يلي بعض من دروس القيادة التي يمكن أن نستفيد منها في مختلف مجالات الأعمال وفقًا للرؤية التي كان يتبعها "مانغر" في جوانب كثيرة من حياته الشخصية والعملية:
التعلم المستمر
قاعدة مهمة في حياة "مانغر" كانت "التعلم مدى الحياة"، وسبق له أن أكد مرارًا وتكرارًا على أهمية الاستمرار في تطوير قدراتنا وزيادة معرفتنا حتى مع التقدم في السن.
قوانين النجاح
حدد "مانغر" ثلاثة قوانين أساسية لتحقيق النجاح: عدم بيع أي شيء لن تشتريه لنفسك، عدم العمل لصالح أي شخص لا تحترمه، والعمل مع الأشخاص الذين تستمتع بالعمل معهم.
التزام البساطة
ركز "مانغر" على أهمية الابتعاد عن التعقيد وتبني البساطة في اتخاذ القرارات المالية والاستثمار.
الوعي الذاتي
أكد على أهمية الاعتراف بالجهل، وأن الوعي بحدود قدراتنا هو جزء أساسي من الذكاء العملي.
استمرار الرغبة في التعلم
أشار إلى أهمية استمرار الشغف بالتعلم والتطور لتحقيق النجاح على المدى الطويل.
اقرأ أيضا: "4 مجالات يمكن أن تخوضها".. ريادة الأعمال "تجربة تستحق المغامرة"
تجنب الإجراءات الروتينية
رفض هياكل العمل البيروقراطية، وشدد على أهمية الكفاح ضد البيروقراطية في سبيل تحقيق الكفاءة.
الاعتراف بالأخطاء
أشاد بأهمية اعتراف الأفراد بأخطائهم وسوء سلوكهم كوسيلة لتحسين الأداء.
الحسد عدو
حذر من خطر الحسد والكراهية، وشدد على أهمية التخلص من تلك الصفات السلبية.
تعلم من أخطاء الآخرين
أشار إلى أهمية الاستفادة من أخطاء الآخرين والتعلم منها لتجنب التكرار.
التقدم بخطوات صغيرة يوميًا
أكد أن كل يوم هو فرصة لزيادة المعرفة والحكمة، وأن الانضباط في اتخاذ قرارات صغيرة يوميًا يسهم في تحقيق النجاح على المدى البعيد.
الحوافز مهمة
أشار إلى أهمية فهم كيفية تحفيز الفرق، بتأكيده أن الفهم الجيد للحوافز يسهم في إدارة فرق العمل بكفاءة وتحقيق الأهداف.
اعرف حدودك
أكد على أهمية معرفة حدود قدراتنا، وكيف يمكن لفهم تلك الحدود أن يكون عاملاً مهمًا في تحديد استراتيجيات النجاح.
حس "المستثمر"
شدد على أهمية فهم الأفراد للتفاصيل واتخاذ القرارات بناء على تحليلات دقيقة للظروف والمتغيرات بحس الشخص "المستثمر" لما لذلك من أهمية في الإدارة الفعّالة.
التعلم من الفرص
أشار إلى أن الفرص تظهر عندما يقع الآخرون في قرارات غير حكيمة، وطالب بضرورة التعلم قدر المستطاع من الفرص.
استخدام الاعتراف بالجهل
ركز على أن الاعتراف بالجهل هو أمر أكثر أهمية من العبقرية، حيث يعد الوعي بحدود معرفتنا أمرًا أساسيًا لاتخاذ قرارات ذكية.
تعزيز التفاهم الأخلاقي
شدد على أهمية التفاهم الأخلاقي وقبول الأخطاء بصدر رحب كوسيلة لتحسين الأداء الفردي والجماعي.
الاستفادة من الحياة
أشار إلى أهمية الاستفادة من فرص الحياة، وتحديدًا فيما يتعلق بالعمل والاستثمار، وأكد أن تجربة الحياة هي مدرسة لا تنضب.
التقدم بثقة واستمرار الإيجابية
أكد على أهمية الاعتماد على الثقة بالنفس والاستمرار في النظر إلى الأمام بإيجابية حتى في وجه التحديات.
اقرأ أيضا: "جواهرجي" الأفكار.. كيف تقتنص أفضل فرص الاستثمار في ريادة الأعمال؟
مدرسة مانغر في ريادة الأعمال
وفي سياق ريادة الأعمال، كان ينظر "تشارلي مانغر" إلى التعلم المستمر على أنه شيء جوهري بالنسبة للنجاح، جنبًا إلى جنب مع روح الاستكشاف والاستفادة من التحديات للمساهمة في تطوير فرص العمل والابتكار.
وكان يرى أن حُسن الحوار وتعزيز الفهم الأخلاقي في البيئات الريادية من الأمور التي تلعب دورًا مهمًا فيما يتم بذله من جهود لتشكيل أساس قوي يمكن استخدامه في بناء علاقات قوية، ونجاح الأعمال على المدى الطويل.
كما كان يهتم "مانغر" بتحفيز التفكير الإبداعي، وتجنب البيروقراطية من منطلق أنهما يعززان التنوع والابتكار داخل الشركة الناشئة، مع استخدام هياكل عمل مرنة وفعّالة للإسهام في التكيف مع التحديات المتغيرة.
وكان يشدد "مانغر" على أهمية اكتساب مهارة التكيف والمداومة على تعديل الاستراتيجيات، بما يسمح لرواد الأعمال بالبقاء على اطلاع دائم على احتياجات السوق، ومن ثم تلبية تلك الاحتياجات بفعالية.
وسبق أن لفت "مانغر" في سياق مقابلات أجراها إلى أهمية الاعتراف بالأخطاء، وتحويلها إلى فرص للتعلم والتحسين، مع ضرورة التفكير في مفهوم الأعمال المستدامة، وترجمة ذلك وفق رؤى مستنيرة إلى مساع جادة نحو الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة في مشاريع ريادة الأعمال المختلفة.
وسبق له أن تحدث أيضًا عن أهمية البحث عن الشركاء الذين يشاركون القيم والرؤية، ما يعزز التعاون الإيجابي، ويحقق النجاح المشترك، مع التركيز على ضرورة استثمار الوقت والجهد في تطوير القدرات الشخصية والمهنية.
وفي الأخير يمكن القول إن تلك الدروس هي مجموعة مبادئ عميقة وشاملة للقيادة والنجاح، إذ استطاع "تشارلي مانغر" أن يترك بصمته القوية في عالم الأعمال والاستثمار لتبقى تلك الدروس باقية لإرشاد وتوجيه الأجيال القادمة.