4 أسباب للوفاة خلال النوم.. وهذه أهم طرق الوقاية
تُعدّ مشكلات القلب من أبرز أسباب الوفاة خلال النوم، خاصةً النوبة القلبية التي توقِف تدفُّق الدم إلى عضلة القلب، كما قد لا يفلت بعض مرضى السكري من النوع الأول من الوفاة خلال النوم، لكن هذا غيض من فيض، وثمّة أسباب متنوّعة قد تقف وراء الوفاة خلال النوم، فما هي تلك الأسباب؟ وكيف السبيل إلى تجنُّبها؟
ما الأسباب المُحتملة وراء الوفاة خلال النوم؟
تُوجَد أسباب عديدة ممكنة للوفاة خلال النوم، أبرزها توقُّف القلب أو التنفُّس، وتفصيل هذه الأسباب يتضمّن ما يلي:
1. توقُّف القلب
إذا توقَّف القلب فجأة دون سابق إنذار، وبلا تدخُل طبي لاستعادة نشاطه، فإنَّ موت القلب المُفاجئ مُتوقَّع في غضون دقائق، وخطر الوفاة مع توقُّف القلب في أثناء النوم أعلى؛ لتأخُّر التدخُّل الطبي.
يُعدّ توقُّف القلب المفاجئ من أبرز أسباب الوفاة خلال النوم، ونحو 22% من حالات الوفاة تقع بين الساعة العاشرة مساءً والسادسة صباحًا، حسب دراسةٍ عام 2021.
وتشمل أسباب توقُّف القلب المفاجئ ما يلي:
النوبة القلبية
تنشأ بسبب انقطاع تدفُّق الدم عبر الأوعية الدموية المُغذّية لعضلة القلب، ما يُؤدِّي إلى تضرُّر وموت الأنسجة، ويُعرَف ذلك أيضًا بـ"احتشاء عضل القلب"، الذي قد يكون طفيفًا لا يُؤثِّر على القلب كثيرًا، أو ربّما يصير كارثيًا يُؤدِّي إلى نوبةٍ قلبية، ومِنْ ثَمَّ الوفاة.
كذلك قد تُؤدّي النوبات القلبية الكبيرة إلى منع تدفُّق الدم إلى أجزاء الدماغ المُتحكِّمة في التنفُّس، ما قد يُوقِف التنفُّس أيضًا.
اضطراب النَّظم
قد يضطرب النظام الكهربائي للقلب، بما يُؤدِّي إلى عدم انتظام ضرباته، أو قد يُصبِح إيقاع ضرباته سريعًا للغاية أو بطيئًا جدًا، وربّما يصير ضخّ القلب عمومًا في مهب الريح.
وقد يكون عدم انتظام ضربات القلب سببًا من أسباب الوفاة خلال النوم، كما في حالة:
- توقُّف الانقباض، وهو توقُّف إيقاع القلب مع غياب أي دلالة على النشاط الكهربائي له.
- الرجفان الأذيني أو الرفرفة الأُذينية، التي قد تطيح بوظائف القلب.
- تسرُّع القلب البُطيني.
قصور القلب الاحتقاني
قد يُؤدِّي قصور القلب الاحتقاني إلى فشل القلب وتوقفه في الحالات الشديدة، وهو قصور يعتري القلب، إذ يفشل في ضخّ الدم بكميةٍ كافية إلى كامل أنحاء الجسم.
يُؤثِّر فشل الجانب الأيسر للقلب على الجانب الأيمن منه سريعًا، ما يُؤدِّي إلى تراكم السوائل في القدمين والساقين، وقد يُؤدِّي إلى توقُّف التنفُّس.
تشمل علامات قصور القلب الاحتقاني في مراحله الأخيرة ما يلي:
- ضيق التنفُّس في أثناء الراحة، أو مع أقل مجهود.
- التعب الشديد.
- السّعال المستمر.
- الاكتئاب والقلق.
- الإمساك.
- الغثيان المزمن.
- فقدان الشهية.
السكتة الدماغية
قد يُؤثِّر القلب على أعضاء الجسم الأخرى المُعتمِدة عليه، وتحديدًا قد يتسبَّب عدم انتظام ضربات القلب في تكوين جلطة تشقُّ طريقها عبر الدم وصولاً إلى الدماغ، مُسبِّبةً سكتة دماغية.
وإذا وقعت السكتة الدماغية عند جذع الدماغ، فقد يتأثَّر التنفُّس والقدرة على فتح العين والوعي بدرجةٍ شديدة، بل قد تكون هذه السكتات الدماغية قاتلة.
2. توقُّف التنفُّس
في غياب التنفُّس بصورةٍ صحيحة، تنخفض مستويات الأكسجين في الدم، وترتفع مستويات ثاني أكسيد الكربون، واستمرار هذا الاختلال قد يُؤدّي إلى توقُّف التنفُّس، والذي قد تتضمّن أسبابه ما يلي:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- التليُّف الكيسي.
- انتفاخ الرئة.
- سرطان الرئة.
- الالتهاب الرئوي.
- التليُّف الرئوي.
- صِمَّة رئوية "جلطة في الرئتين".
كذلك قد يتوقف التنفُّس عند الرضع، مُتمثلاً في متلازمة موت الرضيع الفجائي، الذي قد يحدث خلال النوم.
اقرأ أيضًا:الشخير خلال النوم عند الرجال.. إليك الأسباب وطرق العلاج
3. مرض السُّكري من النوع الأول
قد يُواجِه مرضى السُّكري من النوع الأول مشكلات في ضبط مستويات السكر في الدم خلال الليل، فإذا انخفضت مستوياته بشدة، فقد يُفضِي إلى الوفاة، وهي ظاهرة تُعرَف بـ "متلازمة ميت في السرير"، تُشِير إلى ظروف غير مفهومة تحدث لـ 5% من وفّيات السُّكري، تُسبِّب الوفاة خلال النوم.
قد تكون هذه الوفيات ناجمة عن هبوط مستويات السكر في الدم، لكن لا تُوجَد أدلة كافية لمعرفة سبب وفاة بعض مرضى السكري من النوع الأول خلال النوم.
ويُعدّ الشباب المُصابِون بمرض السكري من النوع الأول "دون 40 عامًا" أكثر عُرضةً للوفاة خلال النوم بفعل ذلك الداء.
4. انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي
حسب موقع "verywellhealth"، فإنَّ انقطاع النَّفس الانسدادي النومي قد يُؤدِّي إلى تفاقم المشكلات الصحية الأخرى، التي قد تكون قاتلة أحيانًا، مثل السكتة الدماغية، قصور القلب، واضطراب النَّظم، كما أنَّه من المُحتمل أن يُؤدِّي اضطراب النوم ذلك إلى اختناقٍ مميت.
هل الوفاة خلال النوم مؤلمة؟
يتوقَّف ذلك على سبب الوفاة، فمثلاً قد تُؤدِّي المشكلات الكبيرة، مثل السكتة الدماغية الشديدة، أو تمزّق الأوعية الدموية المتمددة إلى ألم شديدٍ كاف لإيقاظ المرء من نومه.
كذلك ثمّة أسباب أخرى لا تُفضِي إلى الألم، مثل تناول أدوية بجرعات عالية، تُوقِف وظائف أعضاء الجسم تدريجيًا، ما يُبقِي الإنسان فاقدًا للوعي إلى أن توافيه المنية.
هل يمكن تجنُّب الوفاة خلال النوم؟
نعم، يُمكِن تجنُّب الوفاة خلال النوم بعلاج الأمراض التي تُعانِيها وعدم إهمال حالتك الصحية، وفيما يلي سبُل تجنُّب الوفاة خلال النوم:
1. احذر انقطاع النَّفَس خلال النوم
عندما ينقطع التنفُّس في أثناء النوم، يستيقظ الجسم قليلاً لاستئناف التنفُّس، وهذا قد يحدث عِدّة مرات في الليلة الواحدة، فهي لن تمنعك من النوم جيدًا فقط، بل تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب واحتمال توقُّفه المفاجئ.
لذا ينبغي علاج انقطاع النَّفس خلال النوم، فطرق علاجه متوفرة، ويقول الخبراء إنَّ 80 - 90% من الأشخاص الذين يُعانُون ذلك الاضطراب لم يُشخَّصوا به، ويُعدّ الشخير أحد أعراضه، وربّما يُفضَّل استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كُنت تُعانِي ذلك الاضطراب أم لا.
2. لا تتجاهل إصابات الرأس
قد تُؤدِّي إصابات الرأس إلى الوفاة خلال النوم، بل إنّ إصابات الرأس قد تكون أخطر مِمّا قد تبدو عليه، فينبغي طلب الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن، خاصةً إذا كان المُصاب رأسه كبيرًا في السن، أو يتناول أدوية السيولة، أو الأدوية الجالبة للنعاس.
كذلك ينبغي التوجُّه إلى الطوارئ فورًا حال المعاناة من بعض الأعراض، مثل تغيُّم الرؤية، أو الصداع الشديد، أو الغثيان الشديد، أو أعراض شبيهة بالسكتة الدماغية عمومًا؛ كي لا تطرأ أي مشكلة خلال الليل وفي أثناء النوم.
3. فتِّش عن أسباب ألم الصدر
ألم الصدر العلامة الرئيسة للنوبة القلبية، لكنّه قد يكون ذا دلالة أيضًا على الإجهاد أو حُرقة المعدة، وأيًا كان سببه، فلا ينبغي تجاهل ألم الصدر، خاصةً إذا عانى الإنسان ضغطًا أو ضيقًا في منطقة الصدر، وألمًا يمتد إلى الرقبة أو الفك أو الظهر أو الكتفين، وضيق التنفس، فكلّ ذلك يحمل دلالات شِبه مُؤكّدة على النوبة القلبية، وبينما أنتَ يقظ، يسعك زيارة الطبيب وتشخيص المرض وتلقّي العلاج، أمّا عند النوم، فقد لا تتمكّن من لحاق نفسِك إذا واتتك نوبة قلبية.
4. اعتنِ بصحة قلبك
يُفضَّل إجراء فحوصات بدنية بانتظام؛ لمراقبة صحة القلب، فكثيرٌ من اضطرابات القلب يسهل كشفها بوساطة مُخطّط كهربية القلب "رسم القلب".
5. الأدوية
يتناول بعض الناس أدوية تُؤثِّر في الدماغ، خاصةً المُصابِين بأمراض قلبية أو رئوية، مثل المُهدّئات ومضادات الاكتئاب، فهؤلاء أكثر عُرضةً للوفاة خلال النوم؛ لذا ينبغي استشارة الطبيب خاصةً مع تناول المُهدّئات في مدى الحاجة إليها، وعدم الإفراط في تناولها، أو تجاوز الجرعة المُوصوفة طبيًا؛ لأنَّ الإفراط في تناول المُهدّئات قد يُوقِعك في نوم لا رجعة منه.
6. نصائح إضافية
يُفضَّل أيضًا اتّباع النصائح الآتية لتجنُّب الوفاة خلال النوم:
- الحرص على حياة صحية بممارسة التمارين الرياضية وتناول طعامٍ صحي، مثل الفواكه والخضراوات، وتجنُّب الأطعمة المُصنَّعة والدهون المُشبعة.
- علاج اضطرابات النوم التي تُعانِيها بوساطة المُختصين، وعدم النوم لأكثر من 9 ساعات خلال اليوم.
- استشارة الطبيب للتعامل مع مشكلات القلب التي تُعانِيها.