الرجفان الأذيني.. هل ترصده الساعات الذكية بدقة؟
أطلق بعض الباحثين على الرجفان الأذيني أنَّه "وباء أمراض القلب والأوعية الدموية الجديد في القرن الحادي والعشرين"، كما أنَّه أكثر شيوعًا بين الكبار، فقد شُخِّص به أكثر من 33 مليون إنسان تخطَّوا ال55 ربيعًا حول العالم، وليس الرجفان الأذيني ناجمًا فقط عن قصور الشريان التاجي، بل قد لا يكون له سببٌ معلومٌ، وبغض النظر عن السبب، فقد أظهرت الساعات الذكية تقنيات فائقة مؤخرًا، فهل يُمكِن رصد الرجفان الأذيني قبل وقوعه باستخدامها؟
ما هو الرجفان الأذيني؟
عدم انتظام ضربات القلب، الذي يبدأ من الأذين؛ إذ تنقطع الدورة الطبيعية للإشارات الكهربائية في القلب، ما يُؤدِّي إلى تسارع دقَّاته، وعدم انتظامها، بالإضافة إلى ضعف تدفُّق الدم من الأُذين إلى البُطين.
عوامل تزيد فرص الإصابة به
تزداد فرص الإصابة بالرجفان الأذيني مع تقدُّم السن، خاصةً بعد بلوغ 65 عامًا، كما تُساهِم العوامل الآتية في ظهور الرجفان الأذيني:
- ارتفاع ضغط الدم (واحد من كل 5 مرضى مُصابين بالرجفان الأذيني يُعانون ارتفاع ضغط الدم).
- السمنة.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- قصور القلب.
- مرض الشريان التاجي.
- فرط الدرقية.
- أمراض الرئة.
- التدخين.
هل ترصد الساعات الذكية الرجفان الأذيني؟
نُشرت دراسةٌ جديدة في المجلة الكندية لأمراض القلب، مُؤكِّدة قدرة الساعات الذكية على رصد الرجفان الأذيني، لكن قد يكون عمر البطارية المحدود، وعدم توفُّر ملاحظاتٍ فورية بعد استقراء النتيجة مُحجِّمة لفعاليتها، بينما أوردت دراسةٌ أنَّ تشخيص ساعات آبل الذكية للرجفان الأذيني كان دقيقًا.
اقرأ أيضًا: 5 أجهزة صحية قابلة للارتداء.. حافظ على صحتك أينما كنت
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة على 734 مريضًا بالمستشفى بعد إجراء مُخطَّط كهربية القلب، مُتبَعًا برصد كهربية القلب لمُدَّة 30 ثانية بوساطة ساعة آبل، وقد صنَّفت الساعة التسجيلات إلى ما يلي:
- لا علامات للرجفان الأذيني.
- الرجفان الأذيني.
- نتائج غير حاسمة.
ثُمَّ أعاد اختصاصي الكهربية تصنيف النتائج تبعًا لما أظهرته الساعة الذكية إلى ما يلي:
- الرجفان الأذيني.
- غياب الرجفان الأذيني.
- التشخيص غير واضح.
بينما قام اختصاصيٌ آخر بفحص 100 تسجيل عشوائي لمخطط كهربية القلب، فتبيَّن ما يلي:
- فشل الساعة الذكية في التشخيص التلقائي بنسبة 20%، وقد كانت نسبة ذلك الإخفاق مرتفعة لدى المرضى المُصابِين بالانقباض الأذيني، أو البطيني المُبكِّر، أو الخلل الوظيفي للعقدة الجيبية، أو الإحصار الأذيني البطيني من الدرجة الثانية أو الثالثة.
- ليست الساعة الذكية بنفس دقة الوسائل المُستخدَمة سريريًّا، مثل: مُخطَّط كهربية القلب، إذ تبلغ دقته نحو 98 - 99% في رصد الرجفان الأذيني.
وأشار الباحثون إلى قدرة الساعة الذكية على تشخيص 78% من الأشخاص المُصابين بالرجفان الأذيني، ما يُدلِّل على إمكانية استخدامها في رصد الرجفان الأذيني.
مَنْ يحتاج الساعات الذكية لرصد الرجفان الأذيني؟
تُعدُّ الساعات الذكية مفيدة خصيصًا لـ:
- الذين يشكُّون في إصابتهم بالرجفان الأذيني، لكن لم تتأكَّد إصابتهم بعد.
- المُشخَّصين مُسبقًا بالرجفان الأذيني؛ إذ تُساعِدهم الساعة الذكية في تتبُّع مدى نجاح العلاج الذي حصلوا عليه - سواء كان أدوية مضادة لاضطراب النظم، أو التدخُّل الجراحي - في الحد من الرجفان الأذيني.
- المُتردِّدين في الحصول على أدوية السيولة - بعد تشخيصهم بالرجفان الأذيني - إذ قد يرغبون في تناول العلاج ما رصدت الساعة لهم الرجفان الأذيني.
أوجه قصور الساعات الذكية
قد لا تُعطِي الساعات الذكية نتيجة نهائية، أو ربَّما تُشخِّص خطأً، وإِنْ كانت نسبة ذلك قليلة، لكنَّها ليست نادرة، كما أنَّ ضعف الاتصال بين الساعة الذكية وبشرة مُرتديها، يحول أحيانًا دون رصد ضربات القلب بالدقة المطلوبة.
أيضًا لا تُوفِّر الساعات الذكية بيانات حول فرص الإصابة بالسكتات الدماغية، أو النوبات القلبية، أو قصور القلب.
ربَّما تُعطِي الساعة الذكية نتيجة إيجابية زائفة لدى المُصابِين بالانقباض البطيني المُبكِّر، كما أنَّها أخفقت في تشخيص التسارع القلبي الأذيني (تخطِّي مُعدَّل ضربات القلب 100 ضربة في الدقيقة الواحدة)، وكذلك الرفرفة الأُذينية.
اقرأ أيضًا: «كبسولة ذكية» تكشف أمراض الجهاز الهضمي
طرق الوقاية من الرجفان الأذيني
تُساهِم النصائح الآتية في الوقاية من الرجفان الأذيني:
- اتِّباع حمية غذائية صديقة للقلب، كأن تكون غنيةً بالفواكه والخضراوات، والمكسرات، والحبوب الكاملة مع تجنُّب الدهون المُشبَّعة، واللحوم الحمراء والمُصنَّعة، وكذلك المشروبات السُّكرية.
- ممارسة التمارين الهوائية لما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًّا مع متابعة ضربات القلب أثناء الممارسة، وقد تُساعِدك الساعة الذكية لهذا الغرض بالتأكيد.
- التوقف عن التدخين.
يُؤدِّي ذلك بالطبع إلى تقليل ضغط الدم المُرتفع، واستعادة مستويات الكوليسترول الطبيعية، بالإضافة إلى خسارة الوزن، ما يعني إنهاء العوامل التي قد تجعلك عُرضةً للرجفان الأذيني.