"عندما يعجز القلب عن ضخ الدم".. أسباب قصور القلب وطرق علاجه
لا يتوقّف القلب عن ضخّ الدم على مدار الساعة، بل هو يضخّ الدم بكميةٍ مناسبةٍ وبقوة تكفي لإيصاله إلى كافة أنسجة الجسم، فما إن يمتلئ القلب بالدم إلّا ويبدأ في ضخّه في الشرايين.
وإنَّ عجز القلب عن ضخّ الدم مُنذِر بمشكلات لا حصر لها، فلا يستطيع إيصال الدم كما ينبغي لأعضاء الجسم؛ فيما يُعرَف ب"قصور القلب"، الذي قد يحدث مع ضعف عضلة القلب أو قلة قدرة القلب على استيعاب الدم بداخله، ما يُؤدِّي إلى تراكُم السوائل وتورّم أطراف الجسم، وغيرها من أعراضٍ، فكيف يمكن علاجه وما النظام الغذائي المناسب له؟
ما هو قصور القلب؟
عجز القلب عن ضخّ كمية كافية من الدم تُلبِّي احتياجات الجسم؛ إذ لا يقدر على استيعاب كمية الدم المطلوبة، ما يُؤدِّي إلى تراكُم السوائل في أطراف الجسم، أو في الرئتين أو أعضاء الجسم.
كيف يعمل القلب؟
يضخّ القلب الدم على مدار الساعة بلا كللٍ أو مللٍ، وذلك بنظامٍ ثابت لا يتغيّر، فالجانب الأيمن من القلب لا يتداخل عمله مع الجانب الأيسر، ولا تأتي على القلب لحظة يضطرب فيها عمل أي من غُرفه، بل هو يمتلئ بالدم ويضخه باستمرار.
ففي البداية يستقبِل الأذين الأيمن من القلب الدم القادم من أوردة الجسم، عبر الوريدَين الأجوف العلوي والسفلي، والدم الوريدي غير مُؤكسج؛ أي أنّه سيحتاج إلى الوصول إلى الرئتين كي يُؤكسج ويستفيد منه الجسم.
ثُمّ ينتقل ذلك الدم من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن، ثُمّ يضخ البطين الأيمن ذلك الدم عندما يمتلئ به إلى الشريان الرئوي؛ الذي ينقل ذلك الدم إلى الرئتين كي يُؤكسج.
يخرج الدم مُؤكسجًا من الرئتين، ثُمَّ يصل إلى الأذين الأيسر عبر الأوردة الرئوية الأربعة، ثُمّ ينتقل بعد ذلك إلى البطين الأيسر؛ الذي ما إن يمتلئ؛ يضخّ ذلك الدم المُؤكسج داخل الشريان الأورطي، ومِنْ ثَمّ إلى كامل أنحاء الجسم كي تستفيد منه خلايا الجسم كافة في أداء مهامها الحيوية.
كيف يحدث قصور القلب؟
تلك دورة عمل القلب التي لا تتوقّف ما دام المرء حيًا وقلبه ينبض، لكن قصور القلب قد يشمل الجانب الأيمن منه أو الأيسر، ما يخلق رد فعلٍ مُختلفٍ؛ إذ يتراكم الدم في الأوردة، ومِنْ ثَمّ في الأنسجة التي تنقل تلك الأوردة الدم منها.
لنفترض أنّ القصور في الجانب الأيمن من القلب؛ أي أنّ البطين الأيمن عاجز عن ضخّ ما يكفي من الدم داخل الشريان الرئوي، والدورة الدموية لا تتوقّف، لذلك فإنّ الدم ينهمر عليه من الأذين الأيمن، الذي يأتيه ذلك الدم من كل الجسم - عدا الرئتين - فما النتيجة؟
النتيجة أنّ الأذين الأيمن سيفشل أيضًا في عمله، لأنّ البطين الأيمن قاصِر عن أداء وظيفته، ولا يزال الدم ينهمر عليه من كل حدبٍ وصوبٍ، ومِنْ ثَمّ ستتراكم السوائل في الجسم، ما يُؤدِّي إلى التورّم؛ سواء كان ذلك في أطراف الجسم أو في أي عضوٍ من أعضائه، لأنّ القلب لا يعمل كما ينبغي، ولا يضخ الدم بالقوة أو المُعدّل المطلوب.
أمّا لو كان القصور في الجانب الأيسر من القلب؛ أي أنّ البطين الأيسر عاجز عن ضخّ ما يكفي من الدم إلى الشريان الرئوي، فإنّ ذلك سينعكس على الرئتين، لأنّ الدم الآتي إليه عبر الأوردة الرئوية الأربعة، قادِم منهما، ومِنْ ثَمّ سيُؤدّي ذلك لاحقًا إلى تراكم السوائل في الرئتين والمعاناة من ضيق التنفس.
بل قد يزداد الأمر سوءًا مع زيادة قصور الجانب الأيسر من القلب، ويُلقِي بظلاله على الجانب الأيمن من القلب فيصير قاصرًا أيضًا عن أداء وظيفته، وذلك ببساطة لأنّ الرئتين تستقبلان الدم من البطين الأيمن، أي الجانب الأيمن من القلب، وإنّ حدوث خللٍ في سريان الدم عبر الرئتين، سيرتدّ أثره على الجانب الأيمن من القلب.
اقرأ أيضًا:عدم انتظام ضربات القلب.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية
أنواع قصور القلب
تشمل أنواع قصور القلب الاحتقاني، حسب ما ذكره "Cleveland Clinic":
- قصور الجانب الأيسر من القلب: يفقد الجانب الأيسر من القلب قدرته على ضخّ الدم بشكلٍ مناسب، وينقسم إلى قصور القلب الانقباضي؛ إذ يكون البطين الأيسر أضعف من أن يضخّ الدم إلى كامل أنحاء الجسم، أو قصور القلب الانبساطي؛ إذ يكون البطين الأيسر صلبًا ولا ينبسط أو يسترخي بشكلٍ مناسب، ما يجعل امتلاؤه بالدم؛ استعدادًا لضخّه في أنحاء الجسم، أمرًا صعبًا.
- قصور الجانب الأيمن من القلب: يحدث قصور الجانب الأيمن من القلب عندما يكون البُطين الأيمن للقلب أضعف من أن يضخّ ما يكفي من الدم إلى الرئتين، ما يُؤدِّي إلى تراكم الدم في الأوردة، والمعاناة من التورم وضيق التنفس.
أعراض قصور القلب
تشمل أعراض قصور القلب عمومًا، حسب جمعية القلب الأميركية "American Heart Association":
كما تختلف أعراض قصور القلب باختلاف الجانب الذي غلَب عليه القصور، كما يتضح فيما يلي:
أعراض قصور الجانب الأيسر من القلب
عندما يفشل الجانب الأيسر من القلب، لا يضخ البطين الأيسر الدم كما ينبغي أو لا يمتلئ بالدم كما ينبغي، وهو النوع الأكثر شيوعًا لقصور القلب، وتشمل أعراضه:
- ألم الصدر.
- تورّم الكاحل أو المعصم.
- ضيق التنفس.
- زيادة الوزن سريعًا.
- الضعف والتعب.
- زيادة مُعدّل ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- السعال المزمن أو أزيز الصدر.
أعراض قصور الجانب الأيمن من القلب
أمّا قصور الجانب الأيمن من القلب، فغالبًا ما يحدث نتيجة قصور الجانب الأيسر، ومع ذلك فقد يحدث أيضًا مع بعض الأمراض الرئوية، وتشمل أعراضه:
- ضيق التنفس، حتى بعد النشاط البدني القصير.
- التورّم، سواء كان في القدمين أو الساقين أو البطن أو الصدر.
- ألم الصدر.
- الضعف والتعب.
وقد ينشأ عن قصور الجانب الأيمن من القلب بعض الأعراض المُتعلّقة بتراكُم السوائل في أنسجة وأعضاء الجسم، خاصةً أعضاء البطن، ومن تلك الأعراض:
- الاستسقاء (انتفاخ البطن نتيجة تراكُم السوائل).
- ضعف الشهية.
- الغثيان والقيء.
- ألم وتورّم الكبد.
- تورّم أسفل الظهر.
اقرأ أيضًا:"لغط القلب".. متى يكون مصدر خطر على صحتك؟
درجات قصور القلب
قصور القلب ليس على درجةٍ واحدة، فليس شرطًا أن يُعانِي كل مريض بقصور القلب ضيق التنفس مثلًا بدرجةٍ واحدة، فقد يُعانِيه بعض المرضى حتى خلال راحتهم، بينما يظهر لدى بعضهم مع قليلٍ من النشاط البدني، وعمومًا تشمل درجات قصور القلب:
- الدرجة الأولى: لا يُعانِي المريض أي أعراضٍ مع النشاط البدني.
- الدرجة الثانية: لا تُوجَد أي أعراض في أثناء الراحة، لكن قد تظهر الأعراض مع النشاط البدني المنتظم.
- الدرجة الثالثة: لا تُوجَد أعراض خلال الراحة، لكن التمارين الخفيفة أو النشاط البدني الخفيف قد يُؤدّي إلى ظهور الأعراض.
- الدرجة الرابعة: يُعانِي المريض الأعراض حتى خلال الراحة ولا يستطيع ممارسة أي نشاطٍ دون ألمٍ.
أسباب قصور القلب
تختلف أسباب قصور القلب حسب الجانب الذي يغلب عليه القصور، كما يتضح فيما يلي:
أسباب قصور الجانب الأيسر من القلب
يُعدّ قصور الجانب الأيسر من القلب أكثر شيوعًا من قصور الجانب الأيمن منه، وتُقاس قدرة القلب على ضخّ الدم بما يُعرَف بـ "الجزء المقذوف"، ولذا تنقسم أسباب قصور الجانب الأيسر من القلب إلى:
1. قصور القلب مع انخفاض الجزء المقذوف
يكون الجانب الأيسر من القلب ضعيفًا؛ غير قادرٍ على ضخّ ما يكفي من الدم للجسم، وهذا قد يكون ناتجًا عن:
- اعتلال عضلة القلب: مشكلات عضلة القلب التي تجعل من الصعب عليه ضخّ الدم كما ينبغي، وحسب نوع الاعتلال؛ قد تُصبِح عضلة القلب أكبر وأشد سُمكًا وصلابة، ما يُضعِف عضلة القلب.
- مرض الشريان التاجي أو النوبة القلبية: قد تُؤدّي إلى قصور القلب، لأنّه يُحرَم من الأكسجين الذي يحتاج إليه لأداء وظيفته وضخّ الدم، خاصةً أنّ نقص الأكسجين والعناصر الغذائية يُؤدِّي إلى تلف عضلة القلب، فلا تنقبض كما ينبغي لضخّ الدم.
- مشكلات صمامات القلب: قد تحدث مشكلات صمامات القلب نتيجة مرضٍ أو عدوى "التهاب الشغاف أو بطانة القلب"، أو حتى عيب موجود منذ الولادة؛ إذ لا تُفتَح الصمامات تمامًا أو تغلق بالكامل مع كل نبضة القلب، ومِنْ ثَمّ تحتاج عضلة القلب إلى الضخّ بقوة أكبر للحفاظ على حركة الدم، وإذا صار العبء الذي يتحمّله القلب بسبب ذلك كبيرًا، فإنَّ قصور القلب هو النتيجة الحتمية.
- عدم انتظام ضربات القلب: قد يُؤدِّي زيادة مُعدّل ضربات القلب بشدّة أو بطئها أو عدم انتظامها إلى صعوبة إيصال القلب ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم.
2. قصور القلب مع الحفاظ على الجزء المقذوف دون نقص
يكون الجانب الأيسر من القلب صلبًا جدًا حيث لا يسترخي بالكامل بين نبضات القلب، ما يعني أنّه لا يمتلئ بما يكفي من الدم لضخّه في الجسم، ومن أسباب ذلك:
- ارتفاع ضغط الدم.
- بعض الأمراض المزمنة، مثل السمنة ومرض السكري، فبمرور الوقت، تتضخّم عضلة القلب للتأقلم مع كمية الدم لاستيعابها، ما يُؤدّي إلى تصلّب تلك العضلة، ومِنْ ثَمّ قصور القلب.
اقرأ أيضًا:"لا تضر القلب فحسب".. أضرار الدهون المشبعة وأفضل بدائلها
أسباب قصور الجانب الأيمن من القلب
قد يُؤدِّي استمرار قصور الجانب الأيسر من القلب إلى قصور الجانب الأيمن منه، خاصةً لو تُرِك بلا علاج مناسب لمنع تفاقم الأعراض.
وفي حالة قصور الجانب الأيمن من القلب، فإنَّ القلب لا يضخّ ما يكفي من الدم إلى الرئتين، والسبب الرئيس أو الغالب في ذلك قصور الجانب الأيسر من القلب؛ إذ يُؤدِّي إلى تراكُم الدم في الجانب الأيسر من القلب، ومِنْ ثَمّ ارتفاع الضغط داخل الأوعية الدموية التي تحمل الدم من القلب إلى الرئتين، ما يُؤدِّي إلى فرط ضغط الدم الرئوي، وحاجة الجانب الأيمن من القلب إلى بذل جهد مضاعف لتجاوز ذلك الضغط المرتفع الذي يواجِهه عند ضخّ الدم، ما يُؤدِّي إلى قصور الجانب الأيمن من القلب.
كذلك، قد ينجم قصور الجانب الأيمن من القلب عن:
- عيوب القلب الخلقية، خاصةً صمامات القلب، مثل ضيق أو ارتجاع الصمام ثلاثي الشرفات.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
أسباب أخرى لقصور القلب
أيضًا، قد يحدث قصور القلب لأسباب أخرى، مثل:
- فقر الدم الشديد "الأنيميا": عندما يكون هناك نقص في عدد كرات الدم الحمراء، يبذل القلب جهدًا أكبر لتوفير الأسجين اللازم لخلايا الجسم بمُعدّل ضربات قلبٍ أسرع، وهذا قد يُفضِي إلى قصور القلب.
- فرط الدرقية: يتسبَّب ذلك المرض في زيادة سُرعة ضربات القلب ونشاطه، وهذا قد يُرهِق القلب ويُؤدّي إلى قصوره بينما يُحاوِل مواكبة الوتيرة المُتسارعة للجسم عمومًا إثر ارتفاع مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الدم.
عوامل تزيد خطر الإصابة بقصور القلب
قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بقصور القلب، مثل:
- التقدُّم في العمر: فقد يُؤدِّي إلى ضعف وتصلُّب عضلة القلب، ومِنْ ثَمّ فالأشخاص الأكبر من 65 عامًا من العمر أكثر عُرضةً للإصابة بقصور القلب.
- تاريخ عائلي بالإصابة بقصور القلب: قد يكون للعوامل الوراثية دور في زيادة خطر الإصابة بقصور القلب، خاصةً لو سبقت إصابة أحد أفراد أُسرتك به من قبل، فالجينات قد تجعل نسيج القلب أضعف أو أقل مرونة.
- العادات المعيشية غير الصحية: مثل الحميات غير الصحية، أو التدخين، أو تعاطي الأدوية الممنوعة، أو ضعف النشاط البدني، فكلُّ ذلك قد يزيد خطر الإصابة بقصور القلب.
- بعض الأمراض: مثل السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، أو انقطاع التنفس في أثناء النوم، أو مرض الكلى المزمن، أو فقر الدم، أو مرض الغدة الدرقية.
- الرجفان الأذيني: فقد يُؤدِّي إلى عدم انتظام ضربات القلب، ومِنْ ثَمّ قد يُفضِي إلى قصوره.
- علاج السرطان: مثل العلاج الإشعاعي والكيميائي، فقد يُصِيب عضلة القلب، ويجعله عُرضةً للقصور.
مضاعفات قصور القلب
قد يُؤدِّي قصور القلب الشديد إلى مضاعفات خطيرة؛ أبرزها:
1. مضاعفات رئوية
قد يُعانِي مرضى قصور القلب احتقانًا رئويًا شديدًا، يتسبَّب في مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي أو الانصمام الرئوي "جلطة الشريان الرئوي".
والتنفّس مُتدهوِر ابتداءً نتيجة قصور القلب، لذا فإنّ المضاعفات الرئوية شديدة الخطورة على مرضى قصور القلب؛ إذ يتدهور التنفس أكثر، ولا يتمكّن الجسم من توفير احتياجاته من الأكسجين، كما قد يُعانِي بعض المرضى وذمة رئوية حادة "تراكُم السوائل في الرئتين"، والتي قد تُؤدِّي إلى الوفاة لو لم يتلقّى المريض علاجًا عاجلًا.
اقرأ أيضًا:هل يمنع الصيام النوبات القلبية؟ دراسات علمية تجيب
2. السكتة الدماغية
السكتة الدماغية من المضاعفات الشائعة مع قصور القلب، لأنّ الجلطات التي قد تتكوّن داخل القلب، قد تنتقل إلى الدماغ، وتسدّ الشرايين الدماغية؛ مُسبِّبةً سكتةً دماغية.
3. فشل الأعضاء
القلب عاجِز عن ضخّ الدم بما يكفي احتياجات أعضاء الجسم، ولذا فقد يكون فشل الأعضاء من مضاعفات قصور القلب، مثل الفشل الكلوي، أو اضطرابات الجهاز الهضمي الشديدة.
4. الوفاة المُفاجئة
قد ينتهي الحال بمريض قصور القلب إلى الوفاة المفاجئة؛ خاصةً بسبب عدم انتظام ضربات القلب "الرجفان البُطيني"، كما قد يكون قصور القلب شديدًا أحيانًا لدرجة تتوقّف معها عضلة القلب فجأة.
تشخيص قصور القلب
يُشخِّص الطبيب قصور القلب بناءً على التاريخ الطبي للمريض، وكذلك بعد فحص جسده، والأعراض التي يُعانِيها، لكن لا يكتمل التشخيص إلّا ببعض الاختبارات، مثل:
1. اختبارات الدم
قد يطلب الطبيب بعض اختبارات الدم لرصد مستويات بعض المُركّبات الكيميائية في الدم، مثل ببتيد مُدرّ الصوديوم الدماغي "BNP"، الذي تزداد مستوياته في الدم مع قصور القلب، كما قد تُساعِد اختبارات أخرى في معرفة قدرة الكلى والكبد على أداء وظائفهما، خاصةً أنّ قصور القلب يُهدِّد عملهما.
اقرأ أيضًا:عندما ينفطر فؤادك من شدة الحزن.. ما هي متلازمة القلب المكسور؟
2. اختبارات قياس الجزء المقذوف
قد يطلب الطبيب تخطيط صدى القلب أو اختبارات التصوير الأخرى لقياس الجزء المقذوف، وهو النسبة المئوية من الدم في البطين الأيسر التي يضخّها القلب مع كل نبضة، وهذا الاختبار يقيس مدى جودة ضخّ القلب للدم:
- إذا كان 40% أو أقل من الدم في البُطَين الأيسر يُضخّ في النبضة الواحدة، فهذا يعني قصور القلب مع انخفاض الجزء المقذوف.
- إذا كان 50% أو أكثر من الدم في البُطين الأيسر يُضخّ في النبضة الواحدة، فهذا يعني قصور القلب مع الحفاظ على الجزء المقذوف.
3. اختبارات أخرى
كذلك، قد يُجرِي الطبيب اختبارات أخرى للمساعدة في تشخيص قصور القلب، مثل:
- القسطرة القلبية مع تصوير الشرايين التاجية، لرؤية الشرايين من داخل، ومعرفة ما إذا كان هناك انسداد بها يُؤثِّر في القلب أم لا.
- تخطيط كهربائية القلب "رسم القلب".
علاج قصور القلب
يبدأ العلاج باكتساب بعض العادات المعيشية الصحية والتزامها قدر المُستطاع لتخفيف أعراض قصور القلب، ثُمّ حسب حالة المريض قد يصف الطبيب بعض الأدوية المناسبة له، وقد تحتاج بعض الحالات إلى تدخلٍ جراحيٍ، وعلى هذا النسق فإنَّ سُبل علاج قصور القلب تشمل:
1. تغيير نمط المعيشة
قد ينصح الطبيب ببعض العادات الصحية لتخفيف أعراض قصور القلب والمحافظة على صحته، منها:
- تقليل تناول الأملاح: لأنّ الأملاح قد تزيد احتباس السوائل في الجسم.
- الحفاظ على الوزن: أو خسارة الوزن الزائد، لأنّ الوزن الزائد يجعل القلب يبذل جهدًا أكبر لضخّ الدم.
- النشاط البدني المُنتظِم: قد يُوصِي الطبيب بممارسة التمارين الرياضية حسب ما يتناسب مع حالتك، وحسب درجة قصور القلب، للمساعدة في تخفيف الأعراض وتحسين الصحة العامة.
- التوقف عن التدخين: لأنّ التدخين يضر صحة القلب والأوعية الدموية عمومًا.
- السيطرة على عوامل الخطر: قد تزيد بعض العوامل أو تُفاقِم قصور القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب أو فقر الدم، وينبغي تلقّي العلاج المناسب لها، لتخفيف وطأة قصور القلب.
- النوم جيدًا: بعض اضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفُّس في أثناء النوم، شائعة بين مرضى قصور القلب، لذا فإنَّ علاج تلك الاضطرابات والنوم جيدًا أولوية قصوى لمن يُعانُون قصور القلب.
2. الأدوية
تختلف طرق علاج قصور القلب، حسب الجانب الذي غلَب عليه القصور:
علاج قصور الجانب الأيسر من القلب
- أدوية للتخلص من أملاح الصوديوم والسوائل المتراكمة في الجسم: مثل مدرات البول أو مضادات الألدوستيرون "مثل سبيرونولاكتون"، فهي تُساعِد في تقليل كمية الدم التي يضخّها القلب، ومِنْ ثَمّ تسهيل عمل القلب.
- أدوية مُوسّعة للأوعية الدموية: وهي أدوية تُسهِّل عمل القلب وضخّه للدم، فلا يلقَى مُقاوَمة كبيرة في ضخّ الدم نتيجة ضيق الأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم، ومِنْ تلك الأدوية مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين، مثل كابتوبريل، أو مضادات مُستقبِلات الأنجيوتنسين، مثل لوسارتان.
- أدوية تُبطِئ مُعدّل ضربات القلب: مثل بروبرانولول، أو إيفابرادين، فهي تُسهِّل عمل القلب أيضًا وقدرته على ضخّ الدم، كما تمنع تفاقُم مضاعفات قصور القلب طويلة الأمد.
- أدوية جديدة لقصور القلب: تُساعِد بعض الأدوية في علاج مرض السكري، بل هي تُوصَف لهذا الداء، وفي نفس الوقت قد تُساعِد في تقليل حاجة مريض قصور القلب إلى البقاء في المستشفى، مثل إمباجليفلوزين وسيماجلوتايد.
- ديجوكسين: يزيد قوة القلب وقدرته على ضخّ الدم، لكنّه يُستخدَم في الحالات الشديدة.
علاج قصور الجانب الأيمن من القلب
يقتصر استخدام الأدوية على الأدوية المُوسِّعة للأوعية الدموية، ومدرات البول أو الأدوية التي تساعد في التخلص من أملاح الصوديوم والسوائل المتراكمة في الجسم.
3. العمليات الجراحية والتدخلات الطبية
إذا عانى المريض قصور القلب مع انخفاض الجزء المقذوف أو تدهوره، فقد يحتاج إلى جهازٍ طبيٍ أو تدخلٍ لعلاج قصور القلب، مثل:
- جهاز تنظيم ضربات القلب للبُطينين: يُساعِد كلا جانبَي القلب أو البُطينَين في الانقباض بنفس الوقت، ما يُساعِد على تخفيف الأعراض.
- مضخة قلب ميكانيكية: قد تُستخدَم علاجًا طويل الأمد أو إلى أن يخضع المريض لتدخلٍ جراحيٍ مناسب.
- مُقوِّم نظْم القلب مُزِيل الرجفان القابل للزرع: يفحص مُعدّل ضربات القلب ويستخدم النبضات الكهربائية لتصحيح عدم انتظام ضربات القلب التي قد تُؤدِّي إلى توقف القلب المُفاجئ.
- جراحة القلب: قد تكون هناك حاجة إلى عملية جراحية لإصلاح عيب خلقي في القلب، مثل بعض عيوب الصمامات، ومِنْ ثَمّ علاج قصور القلب الناجم عنها.
نظام غذائي لمرضى قصور القلب
يحتاج مرضى قصور القلب إلى نظامٍ غذائي مُناسِب لهم؛ منعًا لتراكُم المزيد من السوائل والأملاح في الجسم وتراكم أعراض قصور القلب، ويعتمد ذلك النظام الغذائي على تقليل تناول أملاح الصوديوم، بما لا يُجاوِز 2,000 مغم يوميًا، وهو ما يُعادِل أقل من ملعقة صغيرة من ملح الطعام، كما قد يُوصِي الطبيب بتقليل تناول السوائل، لكن ذلك قد يختلف حسب حالة كل مريض.
ويُفضّل التركيز على الطعام الطازج، مثل الفواكه والخضروات، واللحوم الطازجة، ومنتجات الألبان، والبذور والمكسرات غير المملحة، إلى جانب التقليل من تناول الأطعمة المُصنّعة والوجبات الجاهزة، لأنّها غنية بالأملاح.
وفيما يلي نموذج نظام غذائي لمرضى قصور القلب:
- الإفطار: 1 كوب من الفواكه الطازجة - 1 شريحة من خبز الحبوب المنبتة - عجة بياض البياض مصنوعة من ½ كوب بياض بيض مع الخضروات "عيش الغراب والفلفل الحلو والبصل" مع ملعقتَي كبيرتَين من جبن الفيتا أو الخميرة الغذائية.
- وجبة خفيفة: 1 موزة صغيرة مع 1 ملعقة كبيرة زبدة فول سوداني طبيعية غير مملحة.
- الغداء: 85 غم من السلمون المشوي - 2 كوب من الخضروات المشوية - 1 ملعقة كبيرة زيت زيتون البكر الممتاز وصلصة خل - ½ كوب من التوت - 2 ملعقة كبيرة من شرائح اللوز الخالية من الملح.
- العشاء: 113 غم دجاج مشوي - 1 كوب بطاطس حمراء مُحمّصة في زيت الزيتون وإكليل الجبل - الفاصوليا الخضراء المطبوخة على البخار - 2 كوب سلطة مع صلصة منخفضة الصوديوم - 1 كوب بطيخ طازج.
حمية داش
ذكر موقع "healthline" أنَّ حمية داش قد تُساعِد - إلى جانب تقليل تناول الأملاح والسوائل - في تخفيف أعراض قصور القلب عبر تقليل مؤشرات الالتهاب في الجسم.
وتجتنب حمية داش تناول الأملاح، وكذلك الدهون المُشبّعة والمتحولة؛ الموجودة في الأطعمة المُصنّعة ومنتجات الألبان كاملة الدسم، واللحوم الحمراء، والحلوى.
وتُركِّز على تناول:
- الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والكينوا.
- الفواكه والخضروات.
- منتجات الألبان قليلة الدسم.
- اللحوم الحمراء الخالية من الدهن.
- الأسماك.
- الدواجن.
- البذور والمكسرات.
- البقوليات.