توزيع الميزانية في الأعمال.. فهم أنواعها وخطوات إعدادها
إعداد ميزانيات الشركات من العمليات التي عادة ما تقترن ببعض الصعوبات كونها عملية حيوية وذات طبيعة خاصة، وتستلزم من القائمين عليها في الشركات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، قدرًا كبيرًا من الحرفية، لتتمكن الشركات من تحديد أهدافها المالية، وتوجيه مواردها بفعالية وضمان استقرارها المالي.
كما أن توزيع الميزانية في الأعمال من الأساسيات التي تسهل على المنظمات والشركات الوصول لمستويات متقدمة تساعدها على النجاح، كونه يفيد في التخطيط، والضبط المالي، واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة.
ولكن السؤال الذي قد يتبادر للأذهان بهذا الصدد: ما هي الميزانية بالضبط؟ وما الهدف الذي ينبغي تحقيقه بعد إعدادها؟ سنتطرق في هذا التقرير إلى مختلف أنواع الميزانيات، وأهمية خطوات إعداد الميزانية، بالإضافة إلى تقديم أمثلة توضيحية عن كيفية إعداد الميزانية والفرق بين الميزانية والموازنة.
نستعرض في البداية مفهوم الميزانية، وأهميتها في الأعمال، والشركات وكذلك تصنيفاتها المختلفة. أول شيء يجب معرفته عن توزيع الميزانية في الأعمال هو تعريف الميزانية وإبراز مفهومها.
والحقيقة أن الميزانية هي واحدة من أهم أدوات التخطيط والرقابة المالية في الأعمال، إذ تساعد على توزيع الموارد المالية، وتحديد الأهداف، وتتبع الأداء المالي للشركة أو المنظمة. ويمكن تصنيف الميزانيات إلى العديد من الأنواع، ومن أبرزها الميزانية التقديرية، الميزانية الثابتة، الميزانية المرنة، والميزانية الفعلية.
ويمكن التعامل مع الميزانية على أنها أداة مالية أساسية تستخدم في إدارة الأموال وتخطيط الإنفاق. كما أنها تعد جزءًا حيويًّا من إدارة الأعمال، وتمكين المؤسسات والأفراد من تحديد آلية توزيع الأموال بشكل فعال لتحقيق أهدافهم المالية. ونلقي نظرة في هذا التقرير على أنواع الميزانية وخطوات إعدادها.
ما هي الميزانية؟
عند الحديث عن توزيع الميزانية في الأعمال، يجب استكشاف معنى أو تعريف الميزانية بشكل عام، ولمن لا يعرف، فهي خطة مالية تعكس توقعات الإيرادات والنفقات المستقبلية للمؤسسة. وتهدف الميزانية إلى تحقيق التوازن بين الدخل والنفقات، وتساعد على تنفيذ الأهداف المالية للمؤسسة في المدى القصير والمتوسط والبعيد. وبإعداد الميزانية، يمكن للمديرين اتخاذ القرارات المالية الصائبة وضبط أداء الشركة.
ويمكن القول أيضًا إن الميزانية هي وثيقة مالية تُستخدم للتخطيط وإدارة الأموال. وتعد واحدة من أهم الأدوات المالية التي تمكن الأفراد والشركات والجهات الحكومية من التحكم في إنفاقهم وتوجيه أموالهم بفعالية.
وتحدد الميزانية في جوهرها كيفية توزيع الأموال على مختلف الأنشطة والمصادر خلال فترة زمنية محددة. وتشمل الميزانية مخططًا تفصيليًا للتوقعات الخاصة بالإيرادات والنفقات، وهي تستند إلى تقديرات مستقبلية.
وبشكل عام، تعمل الميزانية كأداة تخطيط تسهل على الشركات إمكانية تحقيق الاستدامة المالية، وضمان تحقيق الأهداف المالية بفعالية ضمن مخطط توزيع الميزانية في الأعمال. ويجب أن تكون الميزانية مرنة بما فيه الكفاية للسماح بتعديلات إذا كانت هناك متغيرات غير متوقعة، ما يجعلها أداة قوية لتحقيق النجاح المالي.
الهدف من إعداد الميزانية
هناك العديد من الأهداف التي يجب تحقيقها عبر إعداد الميزانية. فعلى سبيل المثال، يسعى القائمون على الأعمال للتخطيط للمستقبل، وضمان استدامتها عبر توجيه الإيرادات، وتحديد أفضل السبل للنفقات.
كما تسهم الميزانية في تحسين العمليات التشغيلية، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد المالية والبشرية. وبصفة عامة، يمكن اعتبار الميزانية إحدى الأدوات المهمة لتحقيق النجاح التجاري، وتحقيق استدامة الأعمال.
وبناء على ذلك، يمكن القول إن الهدف الرئيس من إعداد الميزانية هو تحقيق التخطيط المالي والإدارة الفعالة للأموال وفق رؤية توزيع الميزانية في الأعمال. ولك أن تعلم أن تلك الأداة المالية يمكنها تحقيق العديد من الأهداف التي من أبرزها:
- توجيه الإنفاق: تساعد الميزانية في تحديد كيفية توزيع الأموال على مختلف الأنشطة والنفقات، كما تحدد الأولويات وتوجه الإنفاق بما يتوافق مع أهداف المؤسسة أو الشخص.
- تخطيط الإنفاق المستقبلي: تسمح الميزانية بالتخطيط للإنفاق في المستقبل بناءً على توقعات الإيرادات والنفقات المستقبلية. وهذا يجعلها أداة قيمة للتوقعات والتخطيط للمصروفات.
- ضبط الأداء المالي: من خلال مقارنة الأداء الفعلي بالميزانية، يمكن تحليل الفرق واتخاذ إجراءات تصحيحية إذا كانت هناك حاجة لذلك.
- تحقيق الأهداف المالية: تعمل الميزانية كدليل لتحقيق الأهداف المالية، إذ تساعد في تحديد كمية الأموال المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف وكيفية توجيه الموارد لتحقيقها.
- ضمان الاستدامة المالية: تساعد الميزانية في ضمان استدامة الأعمال، والحفاظ على السيولة المالية الكافية لتلبية الالتزامات المالية.
- اتخاذ القرارات الاقتصادية: توفر الميزانية البيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات اقتصادية مستنيرة، مثل الاستثمار في مشروع جديد أو توسيع العمليات.
- مراقبة الإنفاق: إذ تساعد الميزانية في مراقبة الإنفاق، ومنع الإنفاق الزائد أو الهدر المالي.
بشكل عام، يمكن القول أن الميزانية تعمل على توجيه الأموال، وتنظيم الأنشطة المالية بطريقة تساهم في تحقيق الأهداف المالية والاستدامة المالية للأفراد والشركات والجهات الحكومية تبعًا لما يتم تحديده بشأن توزيع الميزانية في الأعمال.
أهمية الميزانية العمومية
يرى الخبراء والمختصون أن الميزانية العمومية هي إحدى الطرق التي يمكن الاعتماد عليها حال الرغبة في معرفة وتعقب مسار النفقات والأرباح بأي منشأة أو جهة، وتعرف أيضًا باسم "بيان الموقف المالي"، ولهذا فإن بوسعها الإفصاح عن كثير من التفاصيل والبيانات التي لم تكن معلومة عن المنشأة.
ويشير الخبراء أيضًا إلى أنه من الممكن استخدام الميزانية العمومية في أمور أخرى، من أبرزها تحليل اتجاهات نمو الشركات، وذلك بعقد مقارنة بأداء نفس الشركات خلال السنوات الماضية، فضلاً عن إمكانية استخدامها في الكشف عن مدى توسع الأعمال المحتمل، وكذلك المصاريف المستقبلية.
وبخلاف ذلك، يمكن للميزانية العمومية أن تفيد في الحصول على قروض، وذلك لأن البنوك عادة ما تلجأ إلى بيانات الميزانيات العمومية للوقوف على حالة المشروع التجاري القائم، ومعرفة ما إن كان مؤهلاً لضخ سيولة مالية به أم أن وضعه متعثر، واستكشاف ماهية الأرباح والعوائد المتوقعة.
ولعل تلك هي الأسباب التي تساعد المستثمرين بشكل رئيس على معرفة المشروع وفهم كامل أبعاده، ليكونوا على دراية بكل صغيرة وكبيرة، ومن ثم التعرف على العائد الذي قد يتحصلون عليه في المقابل.
وهو ما يمكن أن يتم عبر عرض بعض المعلومات التي من ضمنها طبيعة الأصول التي تمتلكها الشركة أو المنشأة، وكذلك الالتزامات التي يتعين على الشركة القيام بدفعها، إلى جانب القيمة المالية لأصحاب الأسهم أيضًا، وهي الخطوط العريضة التي ينطوي عليها نشاط توزيع الميزانية في الأعمال.
ما الطريقة التي يمكن من خلالها استخدام الميزانية العمومية؟
تجدر الإشارة بهذا الخصوص إلى أن الميزانية العمومية تنقسم في واقع الأمر إلى قسمين رئيسين هما: قسم الأصول وقسم الخصوم.
- قسم الأصول يعنى في الأساس بتوضيح إجمالي أصول المنشأة "الشركة" والطريقة التي تُموَّل بها الأصول، وذلك إما عن طريق الديون وإما عن طريق حقوق الملكية.
- قسم الخصوم يظهر إجمالي مطلوبات أو احتياجات المنشأة "الشركة" وكيفية تمويل تلك المطلوبات.
وبشكل عام، يمكن القول إن الميزانية العمومية تُستخدم في إلقاء الضوء عن قُرب على صحة الأعمال والأنشطة التجارية بمختلف أنواعها، وهو ما يترتب عليه فوائد عديدة بالنسبة لأداء الشركات الآن ومستقبلاً.
فعلى سبيل المثال يمكن الاعتماد على الميزانية العمومية من أجل رسم صورة واضحة ومتكاملة توضح ما إن كان للشركة أصول سائلة بما يكفي لتغطية التزاماتها حال تعرضها لأزمة مالية. وكذلك يمكن الاستعانة بتلك الميزانية في سبيل تقييم ملاءة الشركة بالنظر لمستويات الدين وملكية الأسهم.
أنواع الميزانيات
نقدم فيما يلي أبرز أنواع الميزانيات التي تستعين بها الشركات والمؤسسات لضبط وتسيير أعمالها الحالية والمستقبلية:
الميزانية التقديرية
أولاً، الميزانية التقديرية هي النوع الأكثر استخدامًا، وتتميز بأنها تقوم على التوقعات والتكهنات بشأن العوامل المالية المستقبلية، وتهدف إلى تخطيط الإيرادات والنفقات للمدة الزمنية المحددة.
الميزانية الثابتة
الميزانية الثابتة هي ميزانية تستند للأهداف المالية الثابتة ولا تتغير مع تغير الظروف أو تقلبها، بغض النظر عن التغيرات المحتملة التي قد تحدث في الظروف المالية للشركة.
الميزانية المرنة
وبالمثل، الميزانية المرنة تسمح بتعديل الإيرادات والنفقات بناءً على المتغيرات المحتملة في سوق الأعمال.
الميزانية الفعلية
وأخيرًا، الميزانية الفعلية التي تمثل الميزانية التي تم تخصيصها بالفعل للعام الماضي، وتساعد على تقييم أداء الشركة ومقارنتها بالمستهدف.
خطوات إعداد الميزانية
خطوات إعداد الميزانية والطرق الواجب اتباعها لضمان إعدادها على أفضل ما يكون هي إحدى الركائز التي يجب الاهتمام بها. فعند البدء في إعداد الميزانية، يجب تحديد الأهداف المالية الحالية والمستقبلية التي يجب تحقيقها، ومن ثم يتعين جمع البيانات المالية اللازمة لتحليل أداء المؤسسة والرؤية العامة لمستقبلها.
إعداد متوسط الإيرادات والنفقات يتطلب تحليل البيانات المالية المجمعة، وتقدير الإيرادات المتوقعة، والتكاليف المطلوبة لتحقيق الأهداف المالية. بعد ذلك، يجب توزيع الموارد المالية بطريقة فعّالة وعادلة بين الأقسام والمشاريع المختلفة، مع التركيز على الأولويات والأهداف الاستراتيجية.
أخيرًا، يجب مراجعة وتحديث الميزانية بشكل منتظم لضمان اتباع خطة استراتيجية مرنة تتكيف مع التغيرات المحتملة، وتحقيق الأهداف المالية المرجوة.
ونوضح فيما يلي أهم خطوات إعداد الميزانية بشكل سليم ودون أي أخطاء من شأنها أن تؤثر على الأداء:
1. تحديد الأهداف المالية:
حدد الأهداف الرئيسة لشركتك، مثل زيادة الإيرادات أو تقليل النفقات.
2. جمع البيانات المالية:
استعرض السجلات المالية السابقة لمعرفة أنماط الإنفاق والإيرادات.
3. تحديد متوسط الإنفاق والإيرادات:
استخدم البيانات المالية لتقدير متوسط الإنفاق والإيرادات لكل فئة.
4. توزيع الموارد:
قم بتوزيع الموارد المالية بناءً على أولويات الشركة والأهداف المالية.
5. مراجعة وتحديث الميزانية:
قم بمراجعة الميزانية بانتظام وتحديثها لتعكس الظروف المالية الحالية.
مثال على إعداد الميزانية
لتقريب الصورة أكثر وإيضاح المقصود بآلية إعداد الميزانية، نقدم فيما يلي مثالاً توضيحيًا لشركة متخصصة في مجال تقديم الطعام، وتود البدء في إعداد ميزانيتها للعام القادم، علمًا بأن إيراداتها السنوية تُقدر بـ 1,000,000 ريال سعودي، وأن كُلفة البضائع المباعة تُقدر بـ 600,000 ريال سعودي، فحينها سيكون بمقدور مسؤولي الشركة إعداد ميزانية تقديرية مبنية على تلك الأرقام وفقًا لما يلي:
الإيرادات السنوية: 1,000,000 ريال سعودي
تكلفة السلع المبيعة: 600,000 ريال سعودي
إجمالي الربح: 400,000 ريال سعودي
استنادًا لتلك الأرقام، يمكن للقائمين على الشركة تحديد الأولويات المرتبطة بالإنفاق، وكذلك توزيع الموارد المالية. ومثال على ذلك لو أن الشركة ترغب في زيادة ميزانية التسويق لاستقطاب عملاء جدد، أو توظيف عمالة جديدة لتحسين جودة الخدمة.
وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك بعض الخطوات الأخرى التي قد تفيد بهذا الخصوص وهي كما يلي:
- تحليل الوضع الحالي:
يجب أن تبدأ عملية إعداد الميزانية بتحليل الوضع الحالي، بما يعني ضرورة الاهتمام بدراسة الإيرادات والنفقات الحالية.
- توقع الإيرادات:
إذ يُنصح بتحديد مصادر الدخل المتوقعة، مثل الرواتب والأرباح والاستثمارات.
- تحليل النفقات:
إذ يُنصح أيضًا بتحليل النفقات المتوقعة، مثل الإيجار والفواتير والنفقات الشخصية.
- تحديد الأولويات:
يُنصح كذلك بتحديد الأولويات فيما يتعلق بالنفقات وتخصيص الموارد لأهم احتياجاتك.
- إعداد الميزانية:
يجب إعداد الميزانية الفعلية، والتي تشمل الإيرادات المتوقعة والنفقات المخططة بتفاصيلها.
- متابعة ومراقبة:
بمجرد إعداد الميزانية، يُنصح بمراقبة الأداء المالي على مدار الفترة المالية، ومقارنة الأرقام الفعلية بالميزانية.
- التعديلات إذا لزم الأمر:
حال ملاحظة أن هناك اختلافات كبيرة بين الأداء الفعلي والميزانية، يمكن إجراء بعض التعديلات الضرورية لتحسين إدارة الأموال بما يتسق مع توزيع الميزانية في الأعمال.
وبشكل مختصر، يمكن التعامل مع الميزانية على أنها أداة قوية للتخطيط المالي، وتحقيق الأهداف المالية. ويمكن اعتبارها من الأدوات التي تسهل إمكانية السيطرة على الأموال وتوجيهها بشكل فعّال نحو تحقيق النجاح المالي وتحسين جودة الحياة عمومًا.
لفهم أفضل لعملية إعداد الميزانية وكذلك توزيع الميزانية في الأعمال، سنقدم مثالاً لتوضيح الصورة كاملة، فعلى سبيل المثال يمكن افتراض أن شركة ما تهدف إلى زيادة إيراداتها بنسبة 20% خلال العام المقبل، يجب على الشركة تحليل البيانات المالية السابقة، وتوقع الزيادة المقترحة، وبناءً على هذا التحليل، ستقوم الشركة بتحديد النفقات المطلوبة لدعم هذه الزيادة في الإيرادات، مثل زيادة التسويق والمبيعات والموارد البشرية.
وفيما بعد، سيتم توزيع الموارد المالية على الأقسام والمشاريع المختلفة وفقًا للأهداف والأولويات. وباستمرار المدققين الماليين والمختصين، يتم متابعة أداء الشركة ومقارنتها بالميزانية المعتمدة.
الفرق بين الميزانية والموازنة
ربما هناك من يربطون بين مصطلحي الميزانية والموازنة، ويتصورون أنهما نفس الشيء، لكنهما مختلفان وهناك بعض الفروق بينهما، وهو ما سنوضحه باستفاضة في سياق السطور التالية.
الميزانية هي خطة مالية للعام المقبل تحدد الإيرادات والنفقات المستهدفة وتتطلب التخطيط والتحليل المالي. أما الموازنة، فهي عملية تحليل وتقييم الأداء المالي بالمقارنة بميزانية محددة.
ما هو مفهوم الميزانية؟
الميزانية باختصار هي بيان مالي يمكن اعتباره بمثابة تلخيص شامل وتوضيحي لحالة الأصول والخصوم وحقوق الملكية خلال وقت محدد.
وتوضح الأصول في الميزانية على حسب الأهمية التي تحظى بها، إلى جانب كتابة قسم الخصوم، بما فيه الديون وجميع الالتزامات المالية على المنشأة، وكذلك كتابة حقوق الملكية التي تنطوي على قيمة النقد والأصول السائلة "التي تُعرف بالأموال الجاهزة".
ولك أن تعلم أن فهم واستيعاب الميزانية العمومية يساعد على معرفة الوضع المالي للمنشأة، ومن ثم حجم أصول الشركة ومنافسيها وحقوق الملكية، وهو ما يتيح لك بالتبعية إمكانية تحديد قيمة حجم الديون المتراكمة على الشركة، ومدى قدرتها على الدخول بجولات استثمار في المستقبل.
ما هو الهدف من إعداد الميزانية؟
ينطوي إعداد الميزانية العمومية على بعض الأهداف التي ينبغي تحقيقها، ومن أبرز هذه الأهداف ما يلي:
• قيام المنشآت والشركات بإنشاء الميزانية للوقوف على أوضاعها المالية وتحديدها خلال مدة زمنية قصيرة أو طويلة الأجل.
• تسليط الميزانية العمومية الضوء على قيمة الممتلكات "الأصول" في نهاية السنة.
• إبراز قيمة الالتزامات والقروض "الخصوم" التي يتعين على الشركة سدادها في نهاية السنة.
• توضيح كامل البيانات عن الدائنين والمدينين للمنشأة خلال فترة زمنية محددة.
ما هي أقسام الميزانية العمومية؟
تنطوي الميزانية العمومية على 3 أقسام رئيسة هي "الأصول، الخصوم، وحقوق الملكية".
والفكرة هي أن جميع البيانات يتم تلخيصها تحت كل بند من البنود السابق ذكرها كل على حدة.
ما هو مفهوم الموازنة؟
في علم المحاسبة، يمكن التعامل مع الموازنة العامة على أنها عملية مبنية على تحليل الإيرادات والنفقات الكلية للمنشأة أو الشركة خلال فترة زمنية محددة، والهدف من وراء ذلك هو ضمان تحقيق التوازن بين الإيرادات والنفقات، وكذلك تحقيق أهداف الشركة على المدى القريب والبعيد.
ولك أن تعلم أن الموازنة العامة تصدر بصورة سنوية من جانب وزارة المالية في الحكومة، ويتلقاها رئيس الدولة ليدرسها ومن ثم إما أن يقبلها أو يرفضها.
ما هي أهداف الموازنة؟
الهدف الرئيس من الموازنة في علم المحاسبة هو العمل على تحسين إدارة الموارد المالية، والاجتهاد في سبيل تطوير الاستراتيجيات ذات الفعالية التي تسهل إدارة الأعمال وتحسن الأداء المالي والتشغيلي.
ونبرز فيما يلي أهم أهداف الموازنة:
• فرض السيطرة على الإيرادات والنفقات، والقدرة على تحديد الميزانية والموارد المتاحة وإدارتها على نحو فعال.
• القدرة على تقييم الأداء المالي والتشغيلي، وكذلك القدرة على تحديد نقاط القوة والضعف.
• القدرة على التنبؤ بالإيرادات والنفقات المستقبلية، والقدرة كذلك على تحديد المخاطر المحتملة، ومن ثم وضع استراتيجية فعالية لضمان مواجهتها على أفضل ما يكون.
• القدرة على عمل موازنة بين الإيرادات والنفقات.
• إتاحة بيانات مالية مفصلة ودقيقة للإدارة والمستثمرين والشركاء وباقي الجهات الخارجية من أجل تعزيز الشفافية، وتحسين مستوى الثقة في الأداء المالي للمنشأة أو غيرها أيًا كان نوع النشاط التجاري القائم.
ما هي مكونات وعناصر الموازنة؟
• الإيرادات: وهي الأموال المتوقع أن تحصلها الحكومة في مدة زمنية محددة وهي مقسمة إلى نوعين هما "الإيرادات الضريبية والإيرادات غير الضريبية".
• النفقات: وهي النفقات التي يتوقع أن تدفعها الحكومة في مدة زمنية محددة ومن ضمنها ما يلي "نفقات التسيير والنفقات الاستثمارية ونفقات الدين العام".
وبالتالي، فإن الميزانية تعد الخطة المالية المحددة، بينما تقوم الموازنة بمراقبة وتحليل أداء الشركة بالنسبة إلى هذه الخطة. ويمكن تلخيص الفرق بين الميزانية والموازنة بشكل مبسط في النقاط التالية:
التعريف:
- الميزانية "Budget": هي وثيقة تحدد توقعات الإنفاق والإيرادات المالية المتوقعة في فترة زمنية محددة، وتُستخدم كأداة تخطيط للمستقبل.
- الموازنة "Actual": هي البيانات الفعلية التي تم جمعها بعد نهاية الفترة المالية، وتشمل الإنفاق والإيرادات الفعلية التي تم تحقيقها.
الهدف:
- الميزانية تهدف إلى توجيه الشركة في الإنفاق المستقبلي، وضبط نفقاتها بناءً على أهدافها واحتياجاتها.
- الموازنة تهدف إلى تتبع الأداء الفعلي للشركة بناءً على البيانات الفعلية المجمعة.
الزمن:
- الميزانية تعتمد على التوقعات المستقبلية وتعد قبل بداية الفترة المالية.
- الموازنة تستند إلى البيانات الفعلية وتتم بعد انتهاء الفترة المالية.
المرونة:
- الميزانية قد تتغير أو تُعدل أثناء الفترة المالية بناءً على المستجدات والاحتياجات.
- الموازنة تعكس الأداء الفعلي ولا يكون هناك مجالاً لتعديلها عادة فيما بعد.
الاستخدام:
- الميزانية تُستخدم لتخطيط النفقات والإيرادات المستقبلية واتخاذ قرارات إدارية مستنيرة.
- الموازنة تُستخدم لمراقبة وتقييم أداء الشركة بالمقارنة بالميزانية وتصحيح المسار إذا كان ذلك ضروريًا.
باختصار، يمكن القول إن الميزانية هي بيان يبرز توقعات المستقبل وخطة خاصة بالإنفاق المستقبلي، في حين أن الموازنة تمثل الواقع وتُستخدم لمراقبة الأداء الفعلي وضمان الامتثال للمخطط المالي.
ويمكن القول في الأخير إن إعداد الميزانية من العمليات الضرورية التي لا غنى عنها في سبيل تهيئة الظروف التي تضمن تحقيق الشركة النجاح، وبلوغ أهدافها المالية التي تتطلع إليها على أساس سليم ضمن خطة توزيع الميزانية في الأعمال.
وباتباع الخطوات والآليات التي تطرقنا إليها باستفاضة في التقرير، يمكن لمسؤولي الميزانيات في أي شركة أو مؤسسة أن ينتهوا من إعدادها على أفضل ما يكون لضمان تحقيق الاستقرار المالي لمؤسساتهم.