قلق قادة الأعمال ليس قدرًا: تخلص من "متلازمة المحتال" واحتفل بانتصاراتك
يعتقد البعض أن القلق يرتبط في الغالب بالعصبية أو الخوف، لكنه قد يظهر بعدة أشكال أخرى، إذ قد يتسلل إلى تجارب قادة الأعمال ليقودهم إلى أمور أخرى لم تكن في مخيلتهم، مثل عاصفة المشاعر التي تنتج مثلاً عن حجم المسؤوليات المتراكمة عليهم وتصيبهم بنوبات من القلق.
أسباب نوبات القلق التي تداهم صاحب العمل
1- متلازمة المحتال
يعاني أصحاب الأعمال غالبًا من متلازمة المحتال، ومع أنهم قد لا يكونون على دراية بها، فإنها قد تتولد لديهم بسبب الخوف. وتحدث نتيجة لعدم اعتقاد الفرد بأنه كفء بالقدر الكافي الذي يجعله يؤدي دوره في العمل بشكل مناسب.
ويمكن أن يقود هذا الشك إلى قلة الثقة بالنفس وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة. لذا تذكر وأنت في دور القيادة أن تفكر في إنجازاتك ومهاراتك وآرائك الفريدة التي أوصلتك الى هذا المكان، ثم عُد إلى شخصيتك الحقيقية واعترف بأن لديك من المهارات ما يلزم للقيادة.
يستطيع مرشدو الأعمال المساعدة في تحويل نظرتك عن نفسك، مع ضرورة الانتباه إلى البراهين التي تثبت أنك الشخص المناسب لهذا الدور، لذا فإن أي انتصارات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، هي دليل على ذلك. ونصيحة: لا تستهن بالنجاحات الصغيرة، فهي غالبًا ما تجسد الصورة الأكبر التي تبرز قدراتك ومهاراتك.
2- الخوف من الفشل
ينبع القلق في القيادة من الخوف من الفشل (وهو مرتبط أيضًا بمتلازمة المحتال)، إذ إن الضغط الناتج عن ضرورة تحقيق التوقعات والنتائج المطلوبة يمكن أن يخلق شعورًا دائمًا بعدم الارتياح. ولكن بدلاً من اعتبار الفشل انعكاسًا لقيمتك، أعد صياغته كفرصة للنمو، ومن ثم يجب أن تغير وجهة نظرك تجاه هذه الأمور وتنظر للفشل على أنه خطوة نحو النجاح.
واسأل نفسك: "ماذا يمكنني أن أتعلم من تلك التجربة؟" – "كيف يمكنني أن أتحسن؟"، ثم فكر في المجالات التي تعتقد أنك لم تقدم فيها شيئًا جديدًا، وحدد كيف يمكنك أن تتجنب أخطاءك السابقة في المرات القادمة. فاليقين والتوجيه وسيلتان سهلتان للبدء في التخفيف من تلك المشاعر المرتبطة بالقلق.
3- الإحباط والشلل في اتخاذ القرارات
قد يصيبك القلق بحالة إحباط شديد، ما يفقدك القدرة على اتخاذ القرارات. ومعروف أن التسويف قد يبدأ في الظهور عند دخول مجال جديد، وهو ما يرتبط بشكل كبير بالخوف من الفشل، إذ نتجنب اتخاذ أي إجراء جديد لأننا نخشى المشاعر السلبية التي يجلبها الفشل.
لكن لا بأس، فيمكنك اجتياز ذلك بتقسيم المهام إلى خطوات قابلة للإدارة والاعتماد على تحديد الأولويات بشكل فعال. وكذلك يمكنك طلب المساعدة في المدخلات من فريقك والأشخاص الموثوق بهم. وتذكر أنك لا تحتاج إلى تحمل العبء بمفردك، بل يمكنك تفويض المهام عند اللزوم، وثق بالحكمة الجماعية لفريقك.
4- تحديات التواصل الفعال
قد يَحُول القلق دون التواصل بشكل فعال، فالخوف من الحكم عليك بشكل خاطئ أو حدوث سوء تفاهم قد يمنعك من التعبير عن أفكارك بوضوح، وهو ما قد يجعلك تلجأ للتواصل بشكل غير مباشر، حيث لا تُعبّر كما ينبغي عن احتياجاتك أو مشاعرك الحقيقية.
لذا فالوعي هنا هو المفتاح، وفي كثير من الأحيان، لا ندرك حتى أننا لا نعبر عن أنفسنا بوضوح. لذا يجب عليك أن تبدأ بالأمور الصغيرة، وأن تتواصل مع أي من مرشدي الأعمال لتقديم يد العون.
وفي بعض الأحيان، قد يكون القليل من تمارين التأمل والاسترخاء هو كل ما يلزمك للعودة إلى الطريق الصحيح مرة أخرى.
5- صعوبة التوازن
يواجه قادة الأعمال صعوبة في إيجاد توازن بين العمل والحياة الشخصية، فالضغوط المستمرة يمكن أن تزيد الانشغال والفكر، ما يؤدي إلى الإرهاق وزيادة القلق، لذا عليك أن تضع حدودًا وأن تعطي الأولوية لذاتك.
وتذكر أن الاعتناء بنفسك أمر ضروري لتعزيز قدرات القيادة والإدارة، ثم عليك بتفويض المهام والبحث عن الدعم عند الحاجة، والمشاركة في الأنشطة التي تعيد شحن طاقتك. وكذلك عليك أن تضع ذلك في روتينك اليومي، وأن تُجدول الوقت الخاص بك وأن تجعل ذلك أولوية في حياتك.
اقرأ أيضًا: تسريح العمال ليس الحل... كيف تنجو بشركتك في فترات الركود؟
طرق التغلب على القلق في الأمور المرتبطة بالإدارة
1- تقبل نقاط الضعف
اعترف بضعفك وتقبله، وتفهم أنه من الجيد أن تطلب المساعدة وأن تظهر نقاط الضعف. وبتلك الطريقة، يمكنك أن تخلق بيئة يشعر فيها الآخرون بالأمان للقيام بالشيء نفسه. واعلم أن نقاط الضعف تعزز الثقة، والمصداقية والتعاون.
2- طلب الدعم
لا تتردد في طلب الدعم من المدربين أو الزملاء الموثوق بهم ممن سبق أن مروا بتحديات مماثلة، إذ يمكنهم تقديم الإرشاد والتوجيه. وتذكر أنك لست وحدك في رحلتك، وطلبك الدعم هو علامة على القوة (وسوف تلهم أيضًا من حولك للقيام بالشيء نفسه).
اقرأ أيضًا:لماذا يجب على القادة تشجيع موظفيهم على استكشاف إبداعاتهم ؟
3- تمرين التركيز الكامل
انغمس في تمرين التركيز الكامل للذهن لتطوير الوعي الذاتي وإدارة القلق. ومن ضمن أشكال هذا التمرين هو ممارسة تمرين التأمل وتمارين التنفس العميق والتصوّر الإبداعي، إذ قد تساعدك على البقاء في اللحظة الحاضرة وإدارة التوتر والحفاظ على مستوى التركيز. وكذلك عليك بأخذ الأمور ببساطة، إذ أظهرت الدراسات أن 3 دقائق فقط من ممارسة اليقظة الذهنية قد تساعدك على تعزيز قدراتك العقلية بشكل كامل.
4- الاحتفال بالنجاحات
اعترف بنجاحاتك واحتفل بها، بغض النظر عن حجمها. وعليك أيضًا استقطاع وقت للاسترخاء والتفكير في إنجازاتك وأهدافك، إذ يعزز الاحتفال بالنجاح ثقتك بنفسك ويؤكد قدراتك ويحفزك لمواجهة التحديات المستقبلية بعقلية إيجابية. ولك أن تحتفل أيضًا بهذه النجاحات مع فريقك كونه عاملاً من عوامل التحفيز.
5- التعلم المستمر والنمو
اعتمد عقلية التعلم المستمر واتبع نهج النمو، وابحث عن فرص لزيادة معرفتك ومهاراتك وقدرات القيادة، وشارك في تطوير قدراتك المهنية، واحضر ورش العمل أو المؤتمرات، وتواصل مع الأفراد الذين يشاركونك الأهداف نفسها.