بوغاتي EB110.. المجد الضائع
في عالم السيارات، قليلة هي العلامات التجارية التي تمتلك أكثر من قصة واحدة، كما هي الحال مع بوغاتي.
ولكن كوننا نتحدث اليوم عن طراز أي بي 110، لذا لن نتطرق لبداية اسم بوغاتي في عالم السيارات على يد المؤسس أيتوري بوغاتي، ولا عن الحقبة الحالية التي تعيشها بوغاتي اليوم في كنف مجموعة فولكس فاغن العملاقة، بل عن المرحلة التي يقف وراءها شغف رجل دفعه طموحه للقيام بما تعجز الشركات الكبيرة أحيانًا على فعله.
إنه رومانو أرتييولي، الأب الروحي لـ بوغاتي أي بي 110.
فمع هذه السيارة ذات الخطوط الخلابة وُلدت بوغاتي من جديد في العام 1991 عندما تم الكشف عنها في العام 1991 على منصات معرض باريس، بالضبط بعد 100 عام من ولادة المؤسس إيتوري بوغاتي.
وأي بي 110 هي سيارة فائقة من جميع النواحي، إذ إنها أتت مجهزة بمحرك يتألف من 12 أسطوانة سعة 3.5 ليتر مع أربعة شواحن هواء توربو، يولد قوة 553 حصانًا ويتصل بنظام دفع رباعي خلال علبة تروس يدوية من ست نسب، علمًا أنّ هذا المحرك تمت ترقيته في الفئة أي بي 110 أس أس بإضافة 50 حصانًا إلى قوته لتصبح 603 أحصنة.
والجميل في الموضوع هو أنّ المحرك الذي يجهز أي بي 110 هو من تصميم وإنتاج بوغاتي نفسها بإدارة المهندس الشهير باولو ستانزاني، الذي يحمل سيرة ذاتية مفعمة بالإنجازات في عالم الساحرة ذات العجلات الأربع، فهو الذي عمل على كل من لامبورغيني ميورا وكونتاش، بالإضافة إلى بوغاتي أي بي 110 التي نتحدث عنها هنا.
اقرأ أيضًا: باجاني هوايرا كودالونجا 2022 الجمال في التجريد المطلق
ولعل هذا ما يجعل بوغاتي في حقبة رومانو أرتيولي مميزة فعلاً، فهي كانت الصانع الصغير الوحيد الذي اعتمد على قدراته في إنتاج قلب السيارة وأهم مكوناتها، أي المحرك.
ففي المقابل وجريًا على العادة التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، تستخدم بوغاتي اليوم المكونات والقدرات المالية والتقنية لمجموعة فولكس فاغن في صناعة محركها الشهير الذي هو عبارة عن محركين بثماني أسطوانات مدمجين معًا في محرك واحد، أما غيرها من الصانعين المحدودي الإنتاج فكل واحد منهم يستخدم محركًا من إنتاج شركة كبيرة.
فأستون مارتن تستخدم محركات مرسيدس أي أم جي أو كوزورث.
ماكلارين تستخدم محركات من إنتاج ريكاردو. غوردان موراي تستخدم محركات كوزورث ولوتس تستخدم محركات أي أم جي أيضًا.
تحدثنا كثيرًا عن محرك أي بي 110، إلا أنه يستحق حقًّا الكلام الكثير. ولكنه ليس وحده ما يميز السيارة، فالأخيرة تتمتع بجسم خارجي يحمل خطوطًا خلابة صُقلت من خلال عدد لا يحصى من المحاولات التي كان يرفض فيها رومانو كل مرة التصميم الذي يُعرض أمامه، حتى رسي الأمر على التصميم الذي نفذه مارسيلو غانديني وعدّله جانباولو بانديني الذي قام أيضًا بتصميم مصنع الشركة.
اقرأ أيضًا: أساطير الغد.. «لامبورغيني هوراكان ستيراتو» و«بورشه 911 داكار»
وكان سائق سباقات سيارات فورمولا 1 الشهير، مايكل شوماخر، بين الأثرياء والمشاهير الذين يمتلكون بوغاتي إي بي 110 أس أس، وباع سيارته في العام 2010 مقابل 2.4 مليون ريال سعودي، بعدما قطعت مسافة 4627 كيلومترا فقط.
من الداخل، وكما هي الحال في السيارات الرياضية الفاخرة، تمتعت مقصورة أي بي 110 بتصميم أنيق لعب فيه الجلد الطبيعي دورًا هامًا، إذ انه لم يترك أي مساحة داخلية إلا وغطاها، فيما تزيّنت لوحة العدادات والكونسول الوسطي بالخشب المصقول الذي أعطى السيارة رونقًا خاصًا.
إستمرت أي بي 110 على خطوط الإنتاج منذ العام 1991 حتى العام 1995، خلال هذه الفترة تم إنتاج 139 نسخة من السيارة قبل أن تتأثر بالوضع الاقتصادي غير المستقر وتعلن إفلاسها.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ سعر النسخة ذات الحالة الفنية الجيّدة من أي بي 110 يتراوح بين 7.3 و11 مليون ريال سعودي.