بوغاتي W16 ميسترال.. بحدوة حصان وفيل راقص تسابق الريح
رغم أنها إحدى العلامات التجارية التي تُصنّف في الأسواق على أنها منتجة للسيارات، فإنه من الظلم بمكان أن يجري التعامل مع "بوغاتي" على أنها صانع للسيارات كالبقية، لأن الحقيقة تفيد بأنّ ما يخرج من مصانع مولشايم، هو شيء استثنائي بكل المقاييس، إنها تحفة هندسية خالصة، صحيح أنها تسير على عجلات، ومخصّصة للسير على الطرقات، كبقية السيارات، لكنها تملك من الميزات ما يجعلها تفارق وتتفوق على الجميع.
أما إذا كنت عزيزي القارئ لا توافقني في هذا الأمر، فتفضّل معي لمتابعة تفاصيل لقاء "مجلة الرجل" التي كانت حاضرة في إطلاق أحدث منتجات بوغاتي في دبي، طراز دبليو 16 ميسترال التي أُنتجت لتكون خير تكريم لمحرك الأسطوانات الست عشرة الشهير من بوغاتي قبل أن يحال إلى التقاعد.
حدوة الحصان
في البداية، ورغم أنها تقوم على أساسات طراز فيرون، لكنّ ميسترال تتمتع بتصميم مختلف تمامًا مع خطوط خارجية متناسقة تعزّز مستويات الأناقة بشكلٍ لافت، خاصةً أنّ فريق التصميم وفّر للسيارة واجهة أمامية جديدة أصبحت معها فتحة التهوية الكلاسيكية من بوغاتي، التي تتخذ شكل حدوة الحصان أكبر حجمًا، أما المصابيح الأمامية فأصبحت تتخذ شكلاً أفقيًّا ابتعدت معه بوغاتي عن تقليد المصابيح المربّعة التي تظهر على طراز شيرون.
ويتميز الزجاج الأمامي لميسترال باستدارته على الجوانب، الأمر الذي يجعله يبدو كأنه خوذة سباق ضمن خط تصميمي مستمر يتطابق مع زجاج النوافذ الجانبية بشكلٍ انسيابي.
ورغم أنه لم يجر عرض أي سقف للسيارة خلال ظهورها أمام الجمهور، فإنّ بوغاتي أخبرت مجلة الرجل أنّ ميسترال تتوفّر بلوحة تثبيت مؤقتة يمكن استخدامها لتغطية المقصورة في حال قرّر المالك قيادة السيارة تحت المطر أو في الأجواء الباردة، وهنا نفهم أنّ بوغاتي ترغب في أن تكون ميسترال سيارة مكشوفة بشكلٍ دائم، وكيف لها ألا تكون كذلك وهي آخر سيارة من الصانع الفرنسي الفاخر يمكن للسائق ومرافقه أن يستمتعوا عند قيادتها بنغمات محرك الأسطوانات الست عشرة الرخيمة.
في الخلف، تبرز أهم ميزة في سيارات بوغاتي الحصرية الحديثة، وهي مصابيح التوقف المتقاطعة التي ترسم شكل الحرف X، علمًا أنها تتضمن أحرف كلمة بوغاتي كمصابيح مضيئة باللون الأحمر.
اقرأ أيضًا:بوغاتي شيرون ثروة على اربع عجلات
قوة 1578 حصانًا
ميكانيكيًّا وكما هو معلوم، فإنّ المحرك الذي تحتفي به ميسترال هو محرك الأسطوانات الست عشرة المثبّتة على شكل الحرف W بسعة 8,0 لترات مع أربعة شواحن هواء توربينية ويولد قوة 1578 حصانًا، أي أنّ قوته هي قوة محرك شيرون سوبر سبورت 300+ نفسه، التي سجلت رقمًا قياسيًّا كأسرع سيارة إنتاج تجاري في عام 2019.
وتصل قوة المحرك إلى الطريق من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب مع قابض فاصل مزدوج ونظام دفع رباعي.
بوغاتي التي لم تشأ أن تكشف عن أي معلومات مفصّلة تتعلق بأداء ميسترال، أكدت أنّ السيارة ستصل سرعتها القصوى إلى 418 كيلومترًا في الساعة على أقل تقدير، وهي تطمح معها لتسجيل الرقم القياسي لأسرع سيارة رودستر مكشوفة في العالم، لكنّ ذلك يتطلب منها أن تتفوق رسميًّا على الرقم القياسي البالغ 408 كيلومترات في الساعة الذي سجّلته شقيقتها فيرون جراند سبورت فيتيس في عام 2013.
تمثال الفيل الراقص
من الداخل، يبدو تصميم مقصورة قيادة ميسترال مشابهًا لما يتوفر لدى طراز شيرون، مع لوحة القيادة نفسها، ومجموعة الأدوات، والمقود والكونسول الوسطي.
هذا في إطار التصميم العام للقسم الداخلي، أما على صعيد التخصيص فإنّ كل نسخة من نسخ ميسترال الـ 99 ستكون مختلفة عن الأخرى كونها ستخضع للذوق الشخصي لكل عميل على حدة، وبذلك فإنّ مقصورة النسخة التي قمنا بمعاينتها في دبي خلال الإطلاق الرسمي للسيارة في منطقتنا العربية أتت مميزة من خلال اللّون الأصفر الذي يتناغم مع لون السيارة الخارجي الأسود القاتم، ومع الإكسسوارات المصنوعة من الألياف الفحمية الناشفة، لتبقى أبرز ميزة داخل المقصورة، الميزة القادرة وحدها أن تعوض عن تشابه مقصورة ميسترال مع مقصورة شيرون هو مقبض التحكم بعلبة التروس المصنوع من الجلد والخشب، الذي يحتوي على تمثال الفيل الراقص الشهير من بوغاتي ضمن غلاف من العنبر.
اقرأ ايضًا:«Purisangue» أول سيارة دفع رباعي من فيراري.. فكم يبلغ سعرها؟
طلاء الخطوط الأنيقة
وتجدر الإشارة إلى أنّ بوغاتي نفذت طلاء ميسترال الأسود القاتم الذي تألق تحت أشعة الشمس خلال حفل الإطلاق بحرفية عالية، فالأخير يبدو مصقولاً بشكلٍ متناغم دون أي شوائب، كما أنه يتميز من خلال كشفه لتموجات نسيج الألياف الفحمية بشكلٍ يعزّز رونق السيارة وحضورها الرياضي، هذا الحضور الذي يعزّز أكثر من خلال مساحات من الألياف الفحمية الأخرى غير المطلية، وأيضًا من خلال فتحات التهوية على جسم السيارة التي تبدو متناغمة مع التصميم العام المتناسق للسيارة التي تؤدي دورها الفعّال دون أن تشكّل أي تعكير لانسيابية الخطوط الأنيقة التي تغلف السيارة.
اقرأ أيضًا:بورشه 718 بوكستر جي تي إس.. فخامة المظهر وسلاسة الأداء
بخطوطها الخارجية الفاخرة والأنيقة، تُعدُّ ميسترال بمنزلة تكريم للمحرك الأسطورة الذي لم يكن ليُبصر النور لولا الرؤية الثاقبة للراحل فرديناند بيخ، أحد أشهر مهندسي السيارات وأكثرهم طموحًا والرجل المسؤول عن الحالة القوية التي تنعم فيها مجموعة فولكس واغن اليوم، فعندما قرّر فرديناند إنتاج هذا المحرك، كان الهدف هو توفير ما يعتقد أنه أقوى محرك جرى تركيبه على الإطلاق في سيارة تسير على الطريق، وهو الأمر الذي حققته فيرون ومن بعدها شيرون.
ومع اقتراب نهاية عصر محركات الاحتراق الداخلي بسرعة، فإنه من المؤكد أنّ ميسترال ستكون ليس فقط تكريمًا لأحد منتجات بوغاتي، بل أيضًا خير شاهد على حقبة مميزة في تاريخ الساحرة ذات العجلات الأربع.