تجربة قيادة «فيراري 296 جي تي بي».. حصان ميكانيكي إيطالي أصيل
مما لا شك فيه أنّ لـ «فيراري» إرث كبير في عالم الساحرة ذات العجلات الأربع، وهذا تحديدًا ما تُركز عليه الشركة مع إطلاق كل طراز جديد منها، فهي تعتمد لتحقيق ذلك على سمات ولمحات مستمدة من تاريخها الكبير.
فعندما أطلق الصانع الإيطالي طراز «مونزا أس بي 1 / إس بي 2»، جاء هذا الطراز كإعادة إحياء لطرازات طيبة الذكر على غرار «750 مونزا»، «250 تيستاروسا» و«166 إم إم».
الأمر نفسه ينطبق على «فيراري 296 جي تي بي Ferrari 296 GTB» التي نقوم اليوم بقيادتها على حلبة ياس، والتي أتت لتُخلد تصميميًا طراز «250 إل إم الأسطوري».
حتى الآن كل شيء منطقي، إذ إنه من الطبيعي أن يعمد صانع سيارات كـ«فيراري» لتكريم طرازاته الكلاسيكية التي نالت مركزًا مرموقًا في تاريخها بطراز جديد مستمد منها، إلا أنّ الغريب أو غير الطبيعي هو أن يتفوق الجديد على القديم من حيث الأهمية ما أن يصل إلى صالات العرض، فطراز «مونزا إس بي 1» لفت المراقبين بشكلٍ كبير بسبب عدم احتوائه على زجاج أمامي، أكثر من أي عامل آخر، كقربه تصميميًا من الطراز الذي يُفترض أنه يكرمه.
اقرأ أيضًا: عرض سيارة فيراري F12tdf ذات النسخة المحدودة بمزاد في كاليفورنيا
كذلك الأمر مع «296 جي تي بي» التي تتمتع بمواصفات تقنية تملأ الدنيا وتشغل الناس أكثر بكثير من حقيقة أنها تتشارك ببعض سماتها التصميمية مع جدتها «250 إل إم».
وكوننا من المراقبين الذين يقدرون تاريخ «فيراري» إلى حدٍ بعيد، إلا أننا نهتم أكثر بحاضر «فيراري» ومستقبلها، لذا نفضّل أن نتحدث عن هذا الحاضر المشرق الذي تمثله «296 جي تي بي» خير تمثيل، فالسيارة التي قمنا مؤخرًا بقيادتها تتمتع وكما ذكرنا بالكثير من المواصفات التي تعكس إمكانات جبارة يمكن أن تستمتع بها اليوم، في الوقت الذي تعطي فيه بوادر لمستقبل مشرق سيحل بالتأكيد على «مارانيللو».
في البداية، وعندما اتُخذ قرار تطوير السيارة من قبل مجلس إدارة «فيراري»، قررت الأخيرة اعتماد قاعدة عجلات قصيرة لطراز «206 جي تي بي»، الأمر الذي يسمح للسيارة بأن تتمتع بتركيبة بنيوية قوية أساسًا، الأمر الذي بدوره أدى إلى تحقيق توازن أفضل وتماسك ممتاز، وبذلك لم يعد يتوجب على نظام التعليق مواجهة تحد ديناميكي عال وهو يضبط حركة جسم السيارة ويبعد تأثيرها عن العجلات، والسبب بكل بساطة هو عدم وجود هذا التحدي الكبير، فالسيارة مدروسة بنيويًا من الأساس، كما أنّ تثبيت العجلات على زوايا السيارة الأربع وبشكلٍ متقارب نسبيًا، «الأمر الذي تحقق بفضل قاعدة العجلات الأقصر» يسمح للسيارة بأن تتمتع فيزيائيًا بأفضل توازنًا.
ميكانيكيًا، تتمتع «296» بمجموعة محركة تبلغ قوتها قوة 818 حصانًا وتتألف من محرك من ست أسطوانات سعة 2.9 ليتر بزاوية تبلغ 120 درجة مع شاحن هواء توربو ومحركين كهربائيين.
وما يعزز أداء السيارة الانسيابي من جهة أخرى هو أنها تتمتع بجانح خلفي نشط مستوحى من طراز «لافيراري» ومدمج في المصد الخلفي للسيارة، وعند اتخاذه الوضعية القصوى يتمكن هذا الجناح من توليد قوة ضغط هوائي إلى الأسفل تبلغ 360 كيلو غرامًا على سرعة 250 كلم / س.
اقرأ أيضًا: «Purisangue» أول سيارة دفع رباعي من فيراري.. فكم يبلغ سعرها؟
وللمزيد من الأداء، أُوكلت مهمة تبريد محرك الاحتراق الداخلي وعلبة التروس لمشعاعين مركبين في مقدمة السيارة أمام العجلتين الأماميتين، كما تمّ تركيب مكثفين أيضًا لتبريد البطارية عالية الجهد.
ومن أجل تفادي تأثير الهواء الساخن على هواء التبريد الذي يصل إلى المبردات الداخلية عبر القسم العلوي من فتحات التهوية المثبّتة على جسم السيارة خلف النوافذ، يتم سحب الهواء الساخن على طول قسم السيارة السفلي، وبذلك أصبح من الممكن رفع فعالية تدفق الهواء إلى أقصى مستوى دون التأثير كثيرًا على سلاسة تصميم السيارة.
من الداخل، وباستثناء المقود الذي سنأتي على ذكره لاحقًا، تُعد المقصورة بسيطة وأنيقة، وهي تحاكي إلى حدٍ ما مقصورة الشقيقة الأكبر «إس إف 90». أما لوحة القيادة، فهي عبارة عن شاشة رقمية بالكامل.
أما المقود فيحتوي على جميع أدوات التحكم بوظائف السيارة، بالإضافة إلى وظيفته الأساسية.
ورغم أنّ النسخة التي قمنا بقيادتها من «فيراري 296 جي تي بي» كانت تنتمي إلى فئة القاعدة من السيارة، إلا أنّ من يرغب بالحصول على أفضل أداء من السيارة ولو على حساب الأناقة، يمكنه طلب تجهيز سيارته بحزمة أسيتو فيورانو مع تعديلات تشمل ممتصات صدمات خاصة قابلة للتعديل ومشتقة من سباقات الـ «جي تي» مع تعديل يسمح باستخدامها على الحلبة، فضلاً على إضافات مصنوعة من ألياف الكربون على المصد الأمامي تؤمّن المزيد من قوة الضغط الهوائي نحو الأسفل، وغيرها من عناصر تعزيز الأداء.
وفي الختام، يبقى أن نشير إلى أنّ «296 جي تي بي» بما تتمتع به من تقنيات حديثة، تصميم خلاب ومنظومة ميكانيكية هجينة هدفها الأول والوحيد هو الأداء الممتع والقوي.
هي واحدة من أكثر سيارات الصانع الإيطالي العريق تكاملاً.