باغاني هويرا آر.. لقاء السحر مع الأداء العالي

محرك من 12 أسطوانة بتنفس طبيعي، سرعة دوران محرك تبلغ 9000 دورة في الدقيقة، قوة 850 حصانًا، 1000 كلغ من قوة الدفع الهوائي من أعلى إلى أسفل، وزن إجمالي لا يزيد كثيرًا على 1000 كلغ، نظام عادم يُصدر صوتًا يحاكي ما كان يتوفر لسيارات الفورمولا وان في الماضي الجميل، كل هذه العناوين تُعبّر عن باغاني هويرا آر Pagani Huayra R التي جلسنا في حضرتها على حلبة ياس، لكنّ العنوان الأفضل يبقى لقاء السحر مع الأداء العالي والتميز.

باغاني مع تطوير هويرا آر لم تتخلَّ عن طابعها الفاخر، الذي يُفيد بأنّ الفن والسرعة يلتقيان معًا في سيارتها بشكلٍ يعكس التسمية التي أطلقتها على البرنامج المسؤول عن تشغيل هويرا آر ’الفن على الحلبة‘ الذي سمح للعملاء الذين حصلوا على هويرا آر أن يقودوها على حلبات مختارة حول العالم، منها حلبة ياس أبو ظبي في ديسمبر الماضي. وشاركت "الرجل" في هذه التجربة الفريدة.

باغاني هويرا أر هي خليفة السيارة الأسطورية زوندا أر، فهي تنسجم مع الأخيرة من الناحية الهيكلية والميكانيكية أكثر مما تنسجم مع مفهوم ومكونات أي فئة أخرى من هويرا.

فعلى وجه التحديد، تتشارك هويرا أر مع شقيقتها التقليدية بثلاثة أشياء فقط وهي المرايا الجانبية، والشعار، والتسمية، هذا كل ما في الأمر.

فكما كان محرك زوندا آر بمثابة تطوير لمحرك الأسطوانات الـ 12 من أي أم جي، الذي تبلغ سعته 6.0 ليتر المستعار من بطلة السباقات مرسيدس سي أل كي - جي تي أر، والذي يُعدُّ بدوره تتويجًا للعلاقة القوية التي تجمع بين مؤسس باغاني وأسطورة السباق خوان مانويل فانجيو، سفير مرسيدس، كذلك يأتي محرك هويرا آر الجديد الذي يحمل المواصفات نفسها، من تصميم فريق HWA الألماني، المسؤول عن تطوير سيارات السباق مرسيدس دي تي أم.

وقامت HWA أيضًا بتصميم وإنتاج علبة التروس التسلسلية من ست نسب، التي تتعاون مع المحرك على تعزيز الصلابة الكلية للسيارة من خلال تثبيتها بقوة ضمن الهيكل، فالمحرك الذي يزن 198 كلغ فقط، مع علبة التروس التي تزن 80 كلغ مثبتين بمسامير صلبة في الجزء الخلفي من الهيكل الأحادي الكربوني للسيارة، وتجدر الإشارة إلى أنّ مشروع تطوير هويرا أر يُعد بالنسبة لـ"باغاني" بمثابة إعادة ترسيخ سمعتها التي تفيد بأنها العلامة التجارية التي توفّر سيارات تستمد شخصيتها المميزة من خلال محرك احتراق داخلي بتنفس طبيعي يُعبّر سمعيًّا عن ذلك من خلال صوت عادم بنغمات أسطورية الهدير.

اقرأ أيضًا:باجاني هوايرا كودالونجا 2022 الجمال في التجريد المطلق

لذلك سعت الشركة لضبط عيارات المحرك كي يتمكن من الوصول إلى سرعات دوران تصل إلى حدود الـ 9000 دورة في الدقيقة، وينتج 850 حصانًا.

ولتعزيز قدرات السيارة الديناميكية أكثر وأكثر، جرى تثبيت المحرك بنقطة منخفضة ضمن الهيكل، فإذا جلست بجانب السيارة، ستجد أنّ الجزء العلوي من أغطية كامة المحرك يقع أسفل الجزء العلوي من الإطارت الخلفية.

خلال التطوير، كانت باغاني تنوي استخدام حوض الكاربون تيتانيوم الذي تستخدمه هويرا التقليدية، خاصة أنها لم تلتزم مع تصميم السيارة بأي شرط من شروط المشاركة في فئة من فئات السباقات المعترف بها دوليًّا، لكنّها قررت رغم ذلك أن تتبع استراتيجية السلامة الخاصة بالاتحاد الدولي للسيارات، لذا أتى الهيكل الأحادي المكوّن من ثلاثة أجزاء بجوانب أعلى لحماية المقصورة من الصدمات، كما جرى تجهيز السيارة بقفص حماية انقلاب كامل (قادر على تحمل قوة سحق تبلغ سبعة أطنان)، وبهيكل تصادم مصنوع من ألياف الكربون قابل للتشوه في الخلف يمكنه التعامل مع صدمة خلفية من جسم يبلغ وزنه 1350 كلغ يسير على سرعة تبلغ 56 كلم/س، وتبديد الطاقة الناجمة عن هذا التصادم قبل أن تصل إلى علبة التروس.

وللدلالة على أهمية التغييرات البنوية التي تميز هويرا آر عن هويرا، ارتأينا أن نبدأ حديثنا عنها، ولكن هذا لا يعني أنّ تصميم السيارة الخارجي تغير بشكلٍ طفيف بل على العكس، فلعل هويرا أر هي أكثر سيارة مختلفة عن الطراز الذي انبثقت منه في التاريخ أو أقله من أكثر السيارات اختلافًا عن السيارة التي انبثقت منها.

بيد أنّ الاختلاف هنا ليس فقط من أجل الاختلاف فحسب بل من أجل توفير أداء انسيابي استثنائي، والنتيجة جسم قادر على توليد 1000 كلغ من قوة الدفع الهوائي من أعلى إلى أسفل.

هذا الأمر توفّر من خلال الإضافات الانسيابية العديدة التي نالها جسم هويرا آر.

والجميل في الموضوع، أو بالأحرى الأمر الذي يقف شاهدًا على أنّ باغاني تعد بحق صانع سيارات عالميًّا، هو أنّ هذه الإضافات جرى تضمينها مع جسم السيارة بشكلٍ لا تبدو فيه أنها إضافات غير منسجمة مع تصميم السيارة، ففتحات إخراج الهواء من حول الإطارات لمنع ظاهرة الرفع على رفارف السيارة الأمامية والخلفية تحمل تصميمًا يحاكي تصميم المصابيح، أما الجناح الخلفي فيبدو بدوره جزءًا لا يتجزأ من مؤخرة السيارة.

داخل المقصورة، تشعر بأنك على متن سيارة سباق مع مقود يمكن من خلاله التحكم بوظائف السيارة دون الاضطرار لتركه ولو للحظة، هذا وتأتي المقصورة مصنوعة بشكلٍ كامل من ألياف الكربون شأنها بذلك شأن الهيكل وجسم السيارة.

ورغم وجود قفص الحماية من الانقلاب، لكنّ المساحة التي تتوفر للرأس تبدو جيدة بفضل تثبيت المقاعد ضمن مستوى منخفض داخل المقصورة، الأمر الذي يساهم أيضًا بتعزيز ديناميكية السيارة.