سرطان الحلق.. هل هو بداية لنوع آخر من السرطان؟
يتزامن إطلاق مصطلح سرطان الحلق مع القلق والتوتر لدى المريض نتيجة شمول منطقة الحلق عددًا كبيرًا من الأعضاء بجانب التأثير على عمليات البلع والتنفس والكلام، لكن أثبتت الدراسات أن التشخيص والعلاج المبكر هو الحل الأول للوصول إلى نسب شفاء مرتفعة.
ما هو سرطان الحلق؟
تشمل منطقة الحلق المساحة من مؤخرة الأنف حتى القصبة الهوائية، ويُطلق سرطان الحلق على الإصابة في هذا الأنبوب العضلي نتيجة ظهور بعض الخلايا السرطانية أو الأورام الخبيثة ويمكن أن يتطور الأمر إلى الإصابة بسرطان الحنجرة أو البلعوم أو القصبة الهوائية.
أسباب سرطان الحلق
يحدث سرطان الحلق بسبب التغيرات الجينية المفاجئة في الخلايا؛ إذ تتحوّل إلى خلايا سرطانية وتبدأ في التكاثر والنمو، لكن توجد بعض عوامل الخطر المساعدة في ظهور الخلايا السرطانية، مثل:
- التدخين ومضغ المنتجات التبغية.
- الإفراط في شرب الكحوليات.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري أو الأمراض الفيروسية، مثل: داء إبشتاين بار.
- النظام الغذائي غير الصحي المليء بالدهون غير الصحية والخالي من الخضراوات والفواكه.
- يُعدّ الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الحلق.
- التعرض للمواد السامة الكيمائية المتواجدة في البيئة الخارجية المحيطة، مثل: مسحوق الفحم.
- إهمال صحة الفم والأسنان والتعرض الدائم لمشكلات الفم.
- ينتشر المرض بصورةٍ أكبر في الأشخاص من ذوي الأصول الإفريقية.
أنواع سرطان الحلق
تُوجَد أنواع مختلفة من سرطان الحلق، وحسب موقع "clevelandclinic"، فإنَّ أكثر أنواع سرطان الحلق شيوعًا هما سرطان الحنجرة وسرطان البلعوم الفموي، وفيما يلي توضيح لمختلف أنواع سرطان الحلق:
1. سرطان الحنجرة (Laryngeal Cancer)
سرطان يُصِيب حنجرة الإنسان، وهو شائع في الرجال أكثر من النساء، وعادةً ما يُصِيب من هم أكبر من 55 عامًا، وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة في الخمس سنوات التالية لتشخيص سرطان الحنجرة بين 46 - 72%.
2. سرطان البلعوم الفموي (Oropharyngeal Cancer)
يُصِيب ذلك السرطان جزء الحلق الموجود خلف الفم مباشرةً، وعادةً ما يُصِيب الأشخاص الأكبر من 63 عامًا، وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة في الخمس سنوات التالية لتشخيص سرطان البلعوم الفموي 50%.
3. سرطان البلعوم السفلي (Hypopharyngeal Cancer)
يُصِيب ذلك النوع من سرطان الحلق، المنطقة الموجودة فوق المريء والقصبة الهوائية مباشرةً.
4. سرطان البلعوم الأنفي (Nasopharyngeal Cancer)
.نوع نادر من سرطانات الحلق، إذ يُؤثِّر في منطقة الحلق الواقعة خلف الأنف مباشرةً
5. سرطان فوق المزمار (Supraglottic Cancer)
يبدأ ذلك السرطان في الجزء العلوي من الحنجرة، كما قد يُؤثِّر في لسان المزمار نفسه؛ وهو الغضروف الذي يمنع اقتحام الطعام للقصبة الهوائية، وما يقرب من 35% من سرطانات الحنجرة تبدأ فوق المزمار.
6. سرطان المزمار (Glottic Cancer)
سرطان يُصِيب الأحبال الصوتية في الجزء الأوسط من الحنجرة، وأكثر من نصف سرطانات الحنجرة تبدأ من هنا.
7. سرطان تحت المزمار (Subglottic Cancer)
يبدأ السرطان أسفل الأحبال الصوتية في الجزء السفلي من الحنجرة، ونحو 5% من سرطانات الحنجرة تبدأ من ذلك المكان.
أعراض سرطان الحلق
تظهر بعض الأعراض التي تنبئ ببداية سرطان الحلق مثل ما يلي:
- صعوبة البلع ويمكن أن يتطور الأمر إلى صعوبة التنفس.
- ألم الأذن الذي قد يستمر أكثر من أسبوعين، حسب "clevelandclinic"، وقد يصاحبه صداع مزمن.
- التهاب في الحلق بشكل مستمر لأكثر من أسبوعين.
- الإحساس بشيء عالق في الحلق.
- بحة الصوت المستمرة لأكثر من أسبوعين.
- قد يتأثر الجسم نتيجة صعوبات الأكل والبلع فيتعرض المريض لنقص الوزن.
لا يعني وجود هذه الأعراض حتمية الإصابة بسرطان الحلق، لكنّها قد تكون دلالة على أمراض أخرى أقل خطورة، لذا ينبغي استشارة الطبيب حال المعاناة من هذه الأعراض، خاصةً إذا استمرّت أسبوعين أو أكثر.
الأعراض المتطورة من الإصابة بسرطان الحلق
توجد بعض الأعراض المتقدمة مع تطور درجة الإصابة، مثل:
- السعال المتكرر المصحوب بدم.
- تورم واضح في منطقة الرقبة.
- النقص الشديد في الوزن.
- قرح الفم.
- نزيف غير معلوم السبب في منطقة الأنف أو الفم.
- تورم في منطقة العين أوالفم.
مضاعفات الإصابة بسرطان الحلق
يتعرض المريض لبعض المضاغفات من تطور الإصابة بسرطان الحلق، مثل:
- التشوه الواضح في منطقة الرقبة
- فقدان القدرة على الكلام أو البلع.
- صعوبات في عملية التنفس نتيجة الضرر الواضح في منطقة الحلق التي تؤثر على عمليات البلع والتنفس والكلام.
- تتطور الإصابة بسرطان الحلق إلى الإصابة بسرطان الحنجرة نتيجة انتشار الخلايا السرطانية وتعد الإصابة بسرطان الحنجرة من المضاعفات المتأخرة الشائعة الحدوث مع سرطان الحلق.
تشخيص سرطان الحلق
يعتمد تشخيص سرطان الحلق على العديد من الاختبارات، وقد يستخدم الطبيب واحدًا من الاختبارات الآتية أو بعضها معًا، حسب "clevleandclinic":
- الفحص الجسدي: يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي يُعانِيها، وما إذا كان يُمارِس أي أنشطةٍ تزيد خطر الإصابة بسرطان الحلق.
- تنظير الحنجرة: يستخدم الطبيب المنظار لرؤية الحلق والحنجرة من الداخل، إلى جانب المنطقة الواقعة خلف الأنف، وذلك لرصد الكتلة السرطانية أو معرفة ما يُسبِّب الأعراض.
-تنظير البلعوم: يُستخدَم المنظار لتشخيص سرطان البلعوم الفموي، إذ يُمكِّن المنظار الطبيب من الرؤية بوضوح داخل البلعوم.
- التصوير المقطعي المحوسب: يُوفِّر للطبيب صورًا مُفصّلة للحلق، ويستخدمها الطبيب للتعرُّف إلى سرطان الحنجرة أو سرطان البلعوم الفموي.
التصوير بالرنين المغناطيسي: يُساعِد أيضًا في توفير صورٍ واضحة للحلق للتمكُّن من التشخيص.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: يُستخدَم ذلك الاختبار للبحث عن العلامات الدالّة على انتشار السرطان، وعدم انحصاره في الحلق فقط.
-الخزعة بالمنظار: يحصل الطبيب على عيّنة من الأنسجة من خلال المنظار لفحصها وتحديد درجة السرطان والخطة العلاجية المناسبة له.
هل سرطان الحلق خطير؟
تختلف الإجابة على هذا السؤال على مدى ظهور علامات سرطان الحلق وانتشاره والحالة الصحية للمريض ودرجة الإصابة إذ تنقسم الإصابة بسرطان الحلق إلى أربع مراحل، حسب موقع "healthline":
مرحلة 0
يوجد الورم في هذه المرحلة في الطبقة العليا من خلايا الجزء المُصاب من الحلق.
المرحلة 1
لا يزال الورم موجودًا في نفس بداية مكان الإصابة.
اقرأ أيضًا:كل ما تريد معرفته عن سرطان البنكرياس.. أعراضه ومراحله وطرق العلاج
مرحلة 2
يبدأ الورم في الانتشار في أماكن قريبة من الحلق.
المرحلة 3
يبدأ الورم في الانتشار والوصول إلى غدة لمفاوية واحدة، أو أنسجة أخرى في الحلق.
المرحلة 4
يبدأ الورم في الانتشار إلى غدد لمفاوية عديدة أو أعضاء أخرى من الجسم بعيدة عن الحلق.
تعد المراحل الثالثة والرابعة من المراحل المتطورة من سرطان الحلق التي تؤثر في البلع والتنفس ويبدأ المريض في فقدان الوزن المفاجئ.
نسبة الشفاء من سرطان الحلق
تختلف نسبة الشفاء من سرطان الحلق على درجة ومرحلة الإصابة، وكلما كان التشخيص مبكرًا، زادت نسبة الشفاء وحظي المريض بنتائج علاجية فعالة.
علاج سرطان الحلق
يختلف نوع العلاج حسب مرحلة الإصابة بسرطان الحلق والحالة العامة للمريض ومدى انتشار الخلايا السرطانية يشمل العلاج:
العلاج الإشعاعي:
يستخدم الطبيب الأشعة السينية ذات الطاقة المرتفعة التي لديها القدرة على تدمير الخلايا السرطانية، وذلك في الأورام الصغيرة، أو قبل وبعد التدخُّل الجراحي.
العلاج الكيميائي:
تستخدم العقاقير الكيميائية للقضاء على الخلايا السرطانية ويمكن أن يكون العلاج الكيميائي منفردًا نتيجة بعض الآثار الجانبية التي تصيب المريض عند الجمع بين العلاج الكيميائي والإشعاعي، كما قد يُستخدَم أيضًا بعد أو قبل العلاج الجراحي.
العلاج المُوجَّه:
يعتمد على تعطيل البروتينات المسؤولة عن انتشار ونمو الخلايا السرطانية، ما يُبطِئ نمو الخلايا السرطانية، ويُسهِم في القضاء عليها.
العلاج المناعي:
يتم اللجوء إلى الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية في حالة المراحل المتقدمة الغير مستجيبة للعلاج التقليدي، إذ يُعزِّز العلاج المناعي استجابة الجهاز المناعي تجاه الخلايا السرطانية.
اقرأ أيضًا:كل ما تريد معرفته عن سرطان الجلد وأنواعه المختلفة
الجراحة
يتم إدخال المنظار الداخلي مع أدوات جراحية لكشط الخلايا السرطانية في منطقة الحلق في حال عدم انتشار الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية.
النظام الغذائي لمريض سرطان الحلق البلعومي
توجد بعض الخطوات والنصائح الغذائية التي يجب على مريض سرطان الحلق البلعومي الالتزام بها للتكيف مع المرض بعد العلاج والتعايش معه، مثل:
- تناول وجبات غذائية صغيرة على الأقل 5 وجبات على مدار اليوم كل 3 ساعات لضمان حصول الجسم على الطاقة والسعرات الحرارية اللازمة.
- اختيار الأطعمة اللينة التي يسهل بلعها ومضغها مع البطء في البلع.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، إذ تساعد في إصلاح الأنسجة وعلاج الجسم من آثار الإصابة وتعزيز مناعة الجسم، ويُفضَّل تناول الأطعمة البروتينية الخالية من الدهون، مثل: البيض ، السمك، زبده الجوز، اللبن قليل الدسم.
- تناول الحبوب الكاملة، إذ تُوفِّر الطاقة والحيوية للجسم، فهي من أفضل مصادر الكربوهيدرات والألياف، مثل: حبوب الشوفان، الخبز الكامل، الأرز البني.
- تضمين 5 حصص من الفاكهة والخضراوات في النظام الغذائي من الخطوات المهمة؛ لما تتمتع به الخضراوات والفواكه الملونة من مضادات الأكسدة التي تساعد في محاربة الالتهابات وزيادة مناعة الجسم مع الحرص على اختيار الفواكه اللينة والخالية من البذور ذات الجلد الطري.
- البروكلي والقرنبيط من الخضراوات المميزة في رفع مناعة الجسم والوقاية من الإصابة.
- استهلاك الدهون الصحية في النظام الغذائي، مثل: زيت الزيتون، الأفوكادو، المكسرات والبعد عن الأطعمة المقلية وتناول الأطعمة المشوية أو المسلوقة.
الوقاية من سرطان الحلق
يمكن عن طريق اتباع بعض النصائح والخطوات الصحية الوقاية من الإصابة بسرطان الحلق، مثل:
- الابتعاد عن التدخين بشكل تام لأنه من المسببات الرئيسة للمرض ويمكن اللجوء إلى بدائل النيكوتين أو استشارة الطبيب في الأدوية المساعدة في عملية الإقلاع.
- البعد عن المشروبات الكحولية.
- اتباع نظام غذائي سليم وصحي مليء بالفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض.
- الوقاية من مرض الورم الحليمي البشري المنقول جنسيًّا عن طريق استعمال الواقي الذكري.
- الابتعاد عن الأطعمة المصنعة ذات الدهون والسعرات الحرارية العالية.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم يعمل على زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.
تم تدقيق المعلومات من قِبل دكتورة سارة أحمد تخصص الصيدلة الإكلينيكية.
علماً أن موقع الرجل لا يتحمل مسؤولية المعلومات الطبية الواردة في المقال.