عبد اللطيف بن محمد العبد اللطيف للرجل: بدأت بتقديم القهوة والشاي للموظفين وانتهيت شريكاً وعضواً في مجلس الإدارة
البطاقة التعريفية:
الاسم: عبد اللطيف بن محمد علي العبد اللطيف
مكان وتاريخ الميلاد: محافظة الزلفي _ 1959م
الدراسة: أكمل المرحلة الثانوية ومِن ثَمَّ انتقل إلى الدراسة الجامعية ثُمَّ توقف في أول سنة دراسية.
المهنة: المدير التنفيذي لشركة الغزالي للتجارة وعضو مجلس إدارتها، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة سنان الدولية للتجارة، رئيس مجلس الغرفة التجارة الصناعية بالزلفي "سابقاً".
الاهتمامات: كل ما يتعلق بتجارة الساعات خصوصاً والتجارة بوجهٍ عام.
بطرق شبه بدائية، وبظروف ما قبل الإنترنت وثورة الاتصالات، استطاع رجل الأعمال عبد اللطيف بن محمد العبد اللطيف، المدير التنفيذي لشركة الغزالي شق طريقه بخطى ثابتة في عالم التجارة، مستقطباً أشهر الماركات السويسرية التي تناسب الذوق السعودي رجالاً ونساءً.
لم يكن مشواره في عالم المال والأعمال يُشبِه ما نراه اليوم، ولا حتّى ما تحدَّث عنه الآخرون بالأمس، وإنما بدأ بتقديم القهوة والشاي لموظفي الشركة، وجَالَ المُدنَ السعودية في سيارة (البيك أب) ونام في محطات الوقود وهو يعمل مُوزِّعاً، وانتهى بإدارة المجموعة في المنطقة الغربية والجنوبية من المملكة.
رجل الأعمال عبد اللطيف العبد اللطيف مُتحدِّثاً لـ مجلة "الرجل" عن رحلةٍ تمتدُّ لأكثر من 40 عاماً تخلَّلها كثيرٌ من الفواصل والمفاصل، نستعرضها في قصة نجاحه.
يُعدُّ من أقدم تجار الساعات السويسرية بالمنطقة، ويُطلِقون عليه "شيخ الكار"، إنه رجل الأعمال عبد اللطيف بن محمد العبد اللطيف، استقبلنا في منزله مُتحدِّثاً عن رحلته، التي بدأت من مسقط رأسه في الزلفي بنجد، قبل انتقاله إلى مدينة الرياض، ومنها إلى مدينة جدة، حيث يقيم اليوم.
يكشف لمجلة الرجل بأنه بدأ العمل مع والده وهو في عمر العشر سنوات. يقول "انضممت للمؤسسة ومقرها في ذلك الوقت منطقة البطحاء في الرياض، كان يعمل فيها والدي وثلاثة موظفين فقط، وعملت في تقديم القهوة والشاي للوالد وموظفيه".
ويوضّح بأن تلك المهمة لم تكن مقتصرة عليه "بل كانت خطة انتهجها الوالد مع أبنائه جميعاً (ثلاثة عشر ابناً، عبد اللطيف الابن الثالث) وبقيتُ فترةً من الزمن في هذه المهنة والتي سبقَني فيها شقيقاي الأكبر سناً، وكنّا نتقاضى مرتبات شهرية، ومع انتهاء المرحلة الابتدائية قرر الوالد انتقالي إلى مدينة جدة".
في جدة أصبح في عهدة أخيه الأكبر، حيث أكمل دراسته حتى أنهى الثانوية العامة، وتقدَّم إلى جامعة الملك عبد العزيز لدراسة إدارة الأعمال بحكم وجود مؤسسة والده وعمله بها.
ولكن بعد أسبوع من بدء دراسته الجامعية، تلقى مكالمة من والده غيَّرَتْ مسارَ حياته. يقول "باغتَني الوالد بمكالمة تليفونية طلب مِنّي الالتفات إلى العمل والتوقُّف عن الدراسة مكتفياً بانتهاء المرحلة الثانوية".
ويُضيف "لا تزال مهاتفة والدي وكلماته عالقة بذاكرتي لقد قال لي "دعْنا نكتفِ بهذا القدر من التعليم ونبدأ بانضمامك للعمل مع أخويك"، وبالفعل امتثلت لرغبة الوالد وانتقلت للعمل في قسم الصيانة مُستقبِلاً للزبائن والعملاء، ومن ثَمَّ انتقلت إلى المستودعات وتوزيع البضاعة وتوصيلها إلى جنوب السعودية".
يكشف العبد اللطيف بعد كل هذه السنوات أن استجابته لطلب والده كانت على مضض، حيث كان طموحه استكمال تعليمه، إلا أنّه رضخ لرغبة الأب ليكمل دراسته في مدرسة الحياة الواسعة، التي اكتسب منها مجابهة الاختبارات اليومية التي لا تقدمها أي جامعة أكاديمية –بحسب تعبيره-.
رحلات مكوكية
وعن رحلته المكوكية بينَ مُدُنِ السعودية لتوزيع البضاعة يُوضّح "كنت وأحد الموظفين والسيارة ثالثنا نحمل بضاعتنا متجهين إلى مكة، ومن ثَمَّ إلى الطائف، الباحة، والمنطقة الجنوبية، نحمل بضاعة بقيمة مليون ريالٍ، في سيارة (بيك أب) داخل صناديق من الخشب، وكنّا ليلاً ننام في محطات البنزين وحتى لا تُسرَق البضاعة كنّا نضع الفرشَ فوقها وننام عليها ظناً منا أن هذه الطريقة الأسلم، علماً أن السارق كان من الممكن أن يأخذ السيارة بمن فيها".
ويروي بأن الرحلة كانت تستغرق مدة خمسة عشر يوماً ومن ثَمَّ العودة إلى جدة مع جميع الطلبات الجديدة من قِبَل العملاء لِتُوَفَّر في الرحلة التالية، ويلفِت إلى أن "هناك ما يسمى بالبيع الفوري، يحمل بضاعته ليعرضها على أصحاب المحلات في المدينة المنورة، أو أي منطقة وفي حال أُعجِب أحدهم بالبضاعة تباع بشكل فوري ويسجِّلها الموظف".
بعد الانتهاء من مبيعات الجملة كان نصيب العبد اللطيف الانتقال للعمل بالمستودع. يقول "كانت مساحته كبيرة جدّاً، وقديماً لم تكُن خدمة الحاسب الآلي والكمبيوتر موجودة فكُنّا نستخدم ما يُدعى (الكاردكس) وهو عبارة عن صندوق تسحب منه أي ملف من الملفات، كل ملف يحوي ما لا يقل عن خمسين ورقة يكتب فيها الوارد، المباع، الرصيد".
الساعات السويسرية
وحول قصة العائلة مع الساعات السويسرية، يروي العبد اللطيف بأن البداية كانت مع والده وساعة "رادو"، ومن ثَمَّ عمل مع إخوته على توسيع رقعة العمل لتصل عدد الساعات السويسرية التي تتعامل مع الشركة الأم ما يقارب العشر علامات تجارية.
وعن هذا التوسُّع قال: "هناك ما يسمى مجموعة سواتش السويسرية، وهي أكبر مجموعة صناعة ساعات في العالم، يندرج تحت مظلتها 18 علامة تجارية من أهمها وأفضلها. وهذه المجموعة تعمل على عمل لقاءات مع المستوردين كافة لمعرفة كل دولة وما يناسبها من حيث الذوق، الألوان، وُجُود قطع وأحجار كريمة، الفخامة، وغيرها من العوامل التي تؤثر في مبيعات الساعات، مع المحافظة على الجودة والقيمة".
ويرى أن عمله في محطات مختلفة ومنها بائع في المعارض جعله يتمرّس في فهم العميل السعودي وذوقه فيما يخص الساعة التي يقتنيها. مضيفاً "عملت فترة في المعارض خلال العمل مع أخي الأكبر الذي عمل على تأسيس فروع المنطقة الغربية والجنوبية، والمدينة المنورة، وبحكم خبرته الواسعة قرَّر الوالد نقله لتأسيس فروع جديدة في المنطقة الشرقية فيما آلت إليّ جميع مهام العمل مديراً تنفيذيّاً لكلٍّ من المنطقة الغربية، والمدينة المنورة، والمنطقة الجنوبية".
بصمة الوالد
وهكذا مكث رجل الأعمال العبد اللطيف في جدة ليقود العمل في المنطقة الغربية والجنوبية بعيداً عن والده طيلة خمسين عاماً، لكن هذا لم يَحُل دون حضور الأب المؤسس اليومي في كل شاردة وواردة متابعا أدقّ التفاصيل. يروي العبد اللطيف "كان يتصل بي بشكل يومي يسأل عن الأمور كافة من مبيعات، وواردات، ومشكلات، وكانت له زيارة شبه سنوية لأداء العمرة ومتابعة العمل عن كثب".
ويضيف "تعلّمنا منه المصداقية، الأمانة، حب الخير للآخرين، وكانت له مقولة مشهورة "أبو نية يغلب أبو نيتين"، بمعنى إن كنت صاحب نية طيبة تغلب من يضمر نية سيئة داخله، ويُظهِر خلافَ ما يضمره".
الزلفي
بالتوازي مع عمله التجاري شغل العبد اللطيف منصب نائب رئيس الغرفة التجارية في الزلفي -مسقط رأسه- لمدة أربع سنوات، ومن ثم رئيساً لها لدورة واحدة. وقبل عامين ونصف العام انتهت دورته الرئاسية. وعن تجربته تلك يقول: "كانت فترة ثرية جدّاً الهدف منها خدمة المجتمع السعودي، خصوصاً أبناء مسقط رأسي. ولا شك أن هذه المرحلة جمعتنا بكثير من المهام والشخصيات والاجتماعات، خصوصاً تلك التي كنا فيها مع خادم الحرمين الشريفين كرؤساء غرف".
منوها أن الزلفي مشهورة بالزراعة، فيما دخلت الصناعة في الآونة الأخيرة، ومؤكداً أنها من المحافظات التي تشهد نموّاً متسارعاً وتمتلك العديد من المراكز التجارية حيث إنها في توسُّع مستمر.
والطباعة
لم تقتصر تجربة العبد اللطيف على الساعات، حيث شجعه أحد الأصدقاء على دخول مجال الطباعة، يقول "منذ ما يقارب ثلاثة عشر عاماً كان لديّ صديق عزيز جدّاً حيث تمتد صداقتنا لثلاثين عاماً أشار عليّ بالدخول إلى مجال أجهزة الطباعة".
وهكذا ظهرت إلى الوجود شركة سنان الدولية التجارية والتي يشغل العبد اللطيف رئيس مجلس إدارتها مُسترسِلاً في حديثه: "صديقي كان يمتلك الخبرة الكافية في مكائن الطباعة لأنها طبيعة عمله، فأشار عليّ الدخول في شراكة فيما بيننا وعمل مؤسسة خاصة في ذات المهنة، بالفعل طلبت منه عمل الميزانيات المطلوبة، والأرباح المتوقعة لمدة ثلاث سنوات وبعد الاطلاع عليها وجدتُ أنه مشروع جيّد، وأنا أحبّ التنويع في الدخل حتى لو كان المدخول بسيطاً، وبالفعل قمنا بعقد الشراكة ولكن بعد فترة من الزمن قام شريكي ببيع حصته وحاليّاً الشركة مسؤول عنها مسؤولية تامة ابني خالد". مشيراً إلى أنه يتابع العمل من بعيد، حيث يطّلع بشكل سنوي على إنجازات الشركة وأهم محطاتها.
عائلية مغلقة
عمله في شركة والده وتعاونه مع إخوته ومع الجيل الجديد من الأبناء، شكّل لدى رجل الأعمال عبد اللطيف العبد اللطيف وجهة نظر خاصة في الشركات العائلية، وهو أن تكون الشركة العائلية "شركة مغلقة في سوق المال"، والسبب برأيه "حتى لا تخضع لاختلاف في نظامها لأي سبب كان، ومن ثَمَّ التأثير عليها مما يؤدي إلى إفلاسها".
موجها أن رؤية السعودية 2030 دعمت في مجمل قراراتها التحول الملحوظ الذي انتهجته الشركات العائلية بحيث أصبح لدى السعودية نظام شفاف، مبنيّ على قواعد حكيمة وسليمة.
السحر للسويسرية
وبعد هذه الرحلة الطويلة لا يزال يَكِنُّ رجل الأعمال العبد اللطيف عشقاً من نوعٍ خاصٍ للساعات السويسرية.
فهو يرى أنها "حافظت على مكانتها داخل السوق السعودي خاصة، والخليجي والعربي والعالمي بشكل عامٍ، خصوصاً مع مواكبتها جميع الأذواق والشرائح، وبعد ما حققته العلامات التجارية العشر التي تمتلك وكالتها الغزالي".
ويضيف "على الرغم من انخفاض المبيعات مؤخراً بسبب جائحة كورونا، فإن الساعة السويسرية لها سحر خاص في جذب الذائقة من مُحبّي التميُّز، الدقة، الأناقة، والفخامة، لذلك لا أعتقِد يوماً ما، سنذهب للتعامل مع غيرها من العلامات التجارية والتي ظهرَتْ في السوق السعودية مُعلِنةً مُنافسَةً عاليةً".
ويخلص للقول مؤكداً "ستبقى الأصالة عنوان الساعة السويسرية التي تُزيِّن معصمَ السيّدة والرجل على حد سواء".
- تأسَّسَتْ مؤسسة الغزالي للتجارة 1959م أسَّسها -المغفور له- محمد العلي العبد اللطيف.
- حصلت المؤسسة على وكالة ساعات رادو السويسرية عام 1959م.
- في عام 1419هـ 1998م قرر المؤسس الشيخ محمد علي العبد اللطيف –رحمه الله- تحويل المؤسسة إلى شركة الغزالي للتجارة، حيث قام بإدخال أبنائه العاملين بالشركة كشركاء معه بالشركة بحصة 60% للمؤسس، و40% وزعت على الأبناء بالتساوي، لتبدأ الشركة بسواعد الأبناء وخبرة المؤسس مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والتطور.
- تمثل شركة الغزالي للتجارة العديد من ماركات الساعات السويسرية كوكيل حصري بالمملكة وهي "رادو، وإيبل، وتيسو، وسرتينا، وموريس لاكروا، وميدو، هاملتون، وكونكورد".
- تمتلك الشركة سلسلة من المعارض المخصصة لبيع الساعات السويسرية التي تمثلها، تصل إلى 50 معرضاً على مستوى المملكة في أرقى المراكز التجارية.
- عدد مراكز الصيانة 18 مركزاً تُقدّم خدمات ما بعد البيع لعملاء الشركة.
- في عام 2012 أسس العبد اللطيف مؤسسة سنان الدولية للتجارة، وهي مؤسسة رائدة في مجال تسويق مكائن الطباعة الحديثة، التي تنتجها شركة فلكس أوروبا.