دليلك إلى إدارة الموارد البشرية لتحسين أداء شركتك

في هذه الأيام، تنظر الشركات إلى الموظفين على أنّهم أصول حقيقية تملكها الشركة، لا مجرد مورد مسؤول عن تنفيذ المهام. وهذا هو الواقع بالنسبة لأكبر الشركات، فمثلًا نرى كيف أنّ شركة مثل جوجل، تضع الموظفين دائمًا كنقطة قوة لها.

في الواقع لن يكون بإمكانك تحسين أداء الموظفين، إلّا بالاعتماد على قسم الموارد البشرية (Human Resources) ، إذ يضع هذا القسم الأساس لكيفية إدارة الموارد البشرية بكفاءة داخل الشركة.

ما هي مهام الموارد البشرية الأكثر أهمية؟

يمكنك دائمًا إحداث المهام التي تريدها فيما يتعلق بالبشر، فنحن نطوّر هذه المهام وفقًا للأهداف التي نرغب في تطويرها، فيما يتعلق بكلٍ من الشركة ككل والموظفين.

بالتالي يمكنك اختيار مهام الموارد البشرية التي تناسبك، وترى أنّها تصب في مصلحة رؤية الشركة.

ومن أهم مهام إدارة الموارد البشرية (HR) :

1- الاستقطاب والتعيين

على الأغلب هذه إحدى مهام الموارد البشرية التي تحتاج إليها جميع الشركات. إذ دائمًا ما تبحث عن الموظفين الجدد، الذين يمكنهم العمل داخل الشركة. بالتالي تتولى إدارة الموارد البشرية مسؤولية الوصول إلى أفضل الكفاءات.

تنقسم هذه المهمة إلى جزأين: الأول وهو الاستقطاب والمقصود به الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، الذين يمكنهم العمل على الوظيفة بكفاءة. الثاني هو التعيين والمقصود به الاختيار من بين هؤلاء الأفراد، من هو الأكثر ملاءمة لأداء هذه الوظيفة. لذا، في سبيل ذلك يقوم قسم الموارد البشرية بالخطوات التالية:

1. تحديد احتياجات الشركة، لمعرفة إذا كانت بحاجة إلى وجود موظفين جدد أو لا.
2. اختيار نظام الاستقطاب الذي يعتمده قسم الموارد البشرية، سواءً الاستقطاب الداخلي أي عرض الوظيفة على الموظفين الآخرين، ومعرفة إذا كان هناك من يرغب منهم في التقدم إليها. أو الاعتماد على الاستقطاب الخارجي من خلال الإعلان عن وجود وظيفة، سواءً من خلال موقع الشركة أو صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال مواقع التوظيف.
3. كتابة التفاصيل الخاصة بالوظيفة، التي تشمل: نظام العمل على الوظيفة (دوام كامل، دوام جزئي، عمل مرن، عمل حر)، التوصيف الوظيفي (قائمة المهام الرئيسة المطلوبة من الموظف)، كتابة أي تفاصيل أخرى ترغب الشركة في إبرازها، مثل متطلبات الوظيفة من سنوات خبرة أو شهادة معينة وغيرها.
4. تجميع السير الذاتية في قسم الموارد البشرية، والاختيار الأنسب من بينها للحصول على فرصة للمقابلة الشخصية. ثم بعد ذلك التواصل مع هؤلاء، ودعوتهم إلى المقابلة.
5. تنظيم المقابلات الشخصية بالاعتماد على نظام واضح للمقابلة، ومنح فرص متساوية إلى جميع الحضور، ثم اختيار الأفضل من بينهم.

بالطبع قد تكون هناك تفاصيل كثيرة داخل كل هذه المهام. من أهم الأشياء هي قدرة فرد الموارد البشرية على إدارة هذه العملية بكفاءة في جميع التفاصيل، ومساعدة الشركة على تحقيق استفادة حقيقية من التكلفة التي تنفقها على هذه الخطوة، دون الاضطرار إلى تكرارها مرة أخرى لسوء الاختيار.

2- التدريب والتطوير

يتولى قسم الموارد البشرية مسؤولية تدريب وتطوير أداء الموظفين داخل الشركة. يُقصد بالتدريب كمصطلح، الرغبة في تحسين أداء الموظفين نتيجة لوجود نقص في المستوى المطلوب. أمّا التطوير فليس ضروريًا الاعتماد على وجود نقص، بل يمكن التفكير به على أنّه طريقة للوصول إلى مستوى أعلى من أداء الموظفين، يمكن الاستفادة منه في تأهيلهم إلى أداء أدوار أخرى. من أهم المهام المطلوبة في التدريب والتطوير داخل الموارد البشرية:

1. تحليل الاحتياجات التدريبية، لمعرفة ما هي الأشياء المطلوبة لتحسين أداء الموظفين في الوقت الحالي.
2. وضع البرامج التدريبية التأهيلية للموظفين الجدد، بالتالي مساعدتهم على فهم نظام العمل، وإجادة وظائفهم سريعًا.
3. النقاش مع إدارة الشركة بشأن الموارد البشرية والأهداف المستقبلية المرغوب تحقيقها، ثم وضع برامج التطوير المناسبة لذلك.

ليس شرطًا تنفيذ مهمة التدريب أو التطوير بواسطة فرد الموارد البشرية، بل يمكنه فقط وضع النظام الخاص بها، ثم بعد ذلك التواصل مع أشخاص من خارج الشركة لتقديمها. في هذه الحالة تكون مسؤولية اختيار الأفراد واقعة على عاتق قسم الموارد البشرية غالبًا.

3- إدارة الأداء

تهتم إدارة الموارد البشرية دائمًا بكل ما يخص الموظفين، وهذا يشمل إدارة الأداء الخاص بهم، وكيف يمكن الوصول إلى حلول لأي مشكلة تخص الأداء.

من أهم الوظائف المتعلقة بإدارة الأداء:

1. وضع نظام التقييم الدوري الذي سيحدث للموظفين داخل الشركة، ونقل هذا النظام إلى الجميع، ليكونوا على دراية به، ويكون لديهم الفهم الكامل لقيمة التقييم وأثره في الشركة.
2. تنفيذ التقييم في الوقت المحدد له، مع توضيح كل جزئية إلى الموظفين، وعدم الاكتفاء بالنتائج فقط. من المهم هنا مناقشة الموظفين في الأسباب، ومعرفة لماذا حدثت، حتى يمكن لقسم الموارد البشرية تقديم الدعم المناسب.
3. وضع الحلول للمشكلات في تقييم الأداء، بما في ذلك تنظيم تدريبات متخصصة، أو جلسات متابعة مع الموظفين من حين لآخر، لقياس مدى التقدم في حل المشكلة.

4- تطوير نظام العمل في الشركة

هذه المهمة لا يوجد لها تفاصيل ثابتة، بل تعتمد على الشركة وطبيعة العمل بها، ورؤية قسم الموارد البشرية لآلية تطوير الشركة وقيادتها إلى الأمام. لكن رغم ذلك، توجد بعض المهام الرئيسة المتعلقة بهذه الوظيفة كالتالي:

1. وضع ثقافة الشركة، ونظام الأخلاقيات والقيم المتّبعة داخل الشركة، والحرص على معرفتها بواسطة جميع الأفراد. إذ هذه النقطة مهمة جدًا، وتؤثر في اختيار الموظفين المناسبين للعمل بالشركة، فيجب عدم إهمالها، بل لا بد من التركيز عليها لتجنب مشكلاتها الكبيرة.
2. تطوير نظام التوظيف والعمل في الشركة، والاستعداد لاستقبال أنظمة أخرى مثل الدوام الجزئي والعمل الحر. وأيضًا كيفية الانتقال السلس إلى العمل عن بعد في حالة الاحتياج إلى ذلك. من خلال اختيار الأدوات المناسبة، وتسهيل حدوث الانتقال دون مشكلة.
3. تطوير أنظمة لتحفيز الموظفين وجعلهم يشعرون بالرضا والسعادة لوجودهم في العمل.
4. وضع نظام لحل المشكلات والخلافات داخل الشركة، وكيفية ضمان الوصول إلى حلول في صالح الشركة، لا تعطل من أدائها، وفي الوقت ذاته لا تؤثر على الموظفين سلبًا.

5- نظام الرواتب والمكافآت

تتولى إدارة الموارد البشرية مسئولية نظام الرواتب والمكافآت والتعويضات داخل الشركة. لذا، لا بد من القدرة على وضع هذا النظام بطريقة مناسبة، يمكن الشركة أولًا من تحقيق أعلى إنتاجية من الاختيارات التي تحصل عليها، بناءً على تحديد رواتب مناسبة لجذب الكفاءات. ثانيًا كيفية فعل ذلك بما يتوافق مع ميزانية الشركة.

هل تحتاج الشركات الناشئة إلى قسم الموارد البشرية؟

تسعى الشركات الناشئة دائمًا إلى إدارة التكاليف الخاصة بها، بالتالي تفكّر في ماهية الوظائف الضرورية بالنسبة لها، وتختار وفقًا لما يحقق لها قدرة على خفض التكلفة. بالطبع هذا الشيء مفهوم تمامًا، لكن لا يجب تركه يؤثر على وجود مهام رئيسة، مثل مهام قسم الموارد البشرية.

إذ بالنسبة للشركات الناشئة، فالأفراد هم العنصر الأكثر أهمية، لا سيّما مع طبيعة عملها التي تبحث عن نموذج عمل يمكن الاستمرار عليه، فتكون هناك العديد من التجارب والمحاولات، من أجل الوصول إلى أفضل نموذج مربح للشركة.

بالطبع من جهة أخرى، لا يعني ذلك ضرورة إنشاء قسم الموارد البشرية بعدد كبير من الموظفين، فهذا ليس ضروري. بل يمكن حتى الاعتماد على فرد واحد فقط، حتى إذا كان عدد الموظفين يصل إلى خمسين شخصاً. سيكون بالإمكان من خلال هذا الشخص تولي إدارة الموارد البشرية دون الحاجة إلى أفراد آخرين.

يمكنك أيضًا التفكير في تعيين فرد الموارد البشرية بدوام جزئي، مع إسناد المهام المناسبة ليعمل بها من خلال دوام جزئي. وهنا سيكون تركيزك على المهام ذات الأولوية، فتضمن تنفيذها بواسطة شخص محترف، وفي الوقت ذاته لا تضطر إلى دفع راتب كامل.

أيضًا من الممكن بصفتك مديراً للشركة، أو بالاعتماد على أحد الأشخاص الذين يتولون مهام إدارية، العمل في مهام الموارد البشرية. في النهاية فالهدف ليس وجود الأشخاص فقط، لكن أيضًا وجود هذه المهام داخل الشركة، نظرًا لما تحدثه من فارق في عمل الشركة.

ختامًا، من المهم التركيز على أنّ إدارة الموارد البشرية هي مسئولية، ويجب تنفيذها بما يساعد الشركة على التقدم لا التراجع. لذا، يجب جعل مهمة الموارد البشرية تركّز على ما في صالح الموظفين والشركة، وألّا تجعل الموظفين غير راغبين في التعامل معها، نظرًا للتطبيق الخاطئ لها كما يحدث في عالم الأعمال لدى بعض الشركات.

يؤدي الاهتمام بمهام الموارد البشرية إلى تحقيق انتقال حقيقي في أداء الشركة، إمّا يساعدها في النمو والوصول إلى أفضل المستويات، وإمّا يجعل الأمر روتينيا للموظفين ولا يرغبون في الاستمرار بالعمل. في النهاية يؤدي قسم الموارد البشرية إلى خلق شركة ناجحة، قادرة على تحقيق جميع أهدافها.

المصادر:

1 – 2