هذا السؤال البسيط قد يساعدنا أن نكون أكثر ذكاءً!
يريد الجميع أن يكونوا أكثر ذكاءً. لكن إذا كنت ترغب في تحسين أدائك وزيادة فرصك في النجاح، فإن هذا لن يحدث دون السعي لأن تكون أقل غباءً. أو كما قال تشارلي مونجر، مُساعد وارن بافيت، إنه لأمر مُدهش حجم الفوائد التي يجنيها أشخاص مثلنا، لأننا نحاول باستمرار ألا نكون أغبياء، عوضًا عن محاولتنا بأن نكون أذكياء جدًا.
أظهر العلم أن معظم البشر لديهم ثقة مُفرطة في قدراتهم على فعل أي شيء تقريبًا، وعندما نفكر أننا أذكى، وأكثر أخلاقية، وأكثر شهرة، فإننا نقيم أنفسنا بطريقة خاطئة، ونتعامل مع أمور ليست حقيقية، نتعرف على التحيزات المعرفية التي تفسد تفكير الآخرين ولكننا نبقى واثقين من أنها لن تؤثر علينا ولن تصيبنا.
هذه العبارات تكشف أن صاحبها يفتقر إلى الذكاء العاطفي.. تجنبها!
طريق صعب ومفيد
من أجل تعزيز ذكائك فإنك ستكون في حاجة إلى السير في طريق طويل وصعب ولكنه مفيد، ولكن إدراكك بأنك أغبى مما تعتقد سيكون أمرًا ضروريًا لحماية من الإفراط في التفاؤل والثقة المبالغ فيها بنفسك، برغم أنه شيء ليس سهلاً من الناحية النفسية.
في حقيقة الأمر، وفقًا لكتاب جديد من تأليف دون مور أستاذ الأعمال بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، فإنه يمكن لسؤال بسيط مساعدتك على أن تكون أكثر ذكاءً، والتعامل مع الثقة المفرطة التلقائية التي يشعر بها الإنسان وهو "أتريد الرهان؟".
ألف مور كتاب يحمل اسم (Perfectly Confident) أو واثق تمامًا وقد تحدث إلى كاثرين ميلكمان من وارتون عن هوسه بالثقة الانسانية المفرطة وكيف يمكننا تدريب أنفسنا على خلع النظارات ذات العدسات الوردية، من أجل مساعدة أنفسنا على اتخاذ قرارات أفضل تخدمنا وتعزز مصالحنا.
سؤال بسيط ومُهم
كانت محادثة ميلكمان ومور مُمتعة للغاية، ولكن نصيحته الأكثر فعالية جاءت في النهاية، عندما سألته ميلكمان عن أفضل طريقة تساعدنا على فهم حدودنا ومعرفة قوانا بشكل أفضل، فاستشهد الأستاذ الجامعي بالرهانات ولفت إلى كتاب ألفته لاعبة البوكر المحترفة أني دوك، إذ قدمت فيه اقتراح بسيط ولكنه قوي ومفيد، ويتلخص في طرح هذا السؤال: "هل تريد الرهان؟".
القرارات ما هي إلا تنبؤات تقريبًا، على سبيل المثال قرارنا الزواج من شخص ما لأننا نتوقع أننا سنكون سعداء معه، أو قرارنا بفتح متجر في المكان (أ) عوضًا عن المكان (ب) لأننا نتوقع أن يزورنا المزيد من الأشخاص المهتمين بمنتجاتنا في هذا المكان كل يوم، نحن كبشر نميل إلى الإفراط في ثقتنا بتلك التوقعات، وهو ما يدفعنا إلى اتخاذ قرارات سيئة تجعل حياتنا أسوأ.
لا تتخذ قرارات لأنك أكثر ذكاءً، لأننا في حاجة إلى تعلم أن نكون أكثر وضوحًا بشأن التوقعات التي تمكن وراءها. علينا تغيير طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الأمور، وألا نسأل أنفسنا "هل هذا سيحدث حقًا؟" وعوضًا عن ذلك نسأل أنفسنا "ما هي احتمالات حدوث ذلك الأمر؟".
ضبط توقعات المستقبل
نستطيع ضبط توقعات المستقبل من خلال وضع رهانات عليها، أن تطرح على نفسك هذا السؤال: "هل أنا أثق في هذا القرار بما يكفي للرهان عليه؟ ما مدى احتمالية نجاح هذه الخطوة؟ هل أنا مستعد للإقدام على أي مخاطرة؟ ما الذي يعرفه الآخرون ولا أعرفه أنا؟".
التفكير بهذه الطريقة يقودنا إلى طرح أسئلة مُهمة ومفيدة للغاية وهو: "لماذا قد أكون مُخطئًا؟ ما هي المعلومات المتاحة والتي قد تُشير إلى أنني مُخطئ؟ أو ما الذي يعرفه الآخرون الذين يتصرفون بشكل مختلف؟"، من خلال الإجابة على هذه الأسئلة بصدق شديد فإننا سنتخذ قرارات أفضل وستتحسن حياتنا.