الأشخاص الذين يقدمون هذه النصيحة لديهم قدر قليل من الذكاء العاطفي
نحن هنا نتحدث عن كيفية تقديم نصيحة جيدة، وكيف نعرف أن هذه النصيحة سيئة قبل تقديمها لغيرنا، وقبل أن تؤذينا. يجدر الإشارة إلى أن الأمر بأكمله يرتبط بصورة وثيقة بالذكاء العاطفي.
يلعب الذكاء العاطفي دورًا كبيرًا في تقديم النصائح الجيدة، لاسيما وأنه يُحسن من قدرة الأشخاص على التواصل مع بعضهما البعض، ويتميز الشخص الذي يتحلى بالذكاء العاطفي بالقدرة على الاستماع إلى الطرف الآخر، كما أنه يطرح عليه الكثير من الأسئلة لفهم كافة التفاصيل والجوانب المتعلقة بمشكلته أو المسألة التي يتحدث عنها، وبالتالي يعطيه أفضل نصيحة. وحسب الأبحاث والدراسات، فإن طريقة إسداء النصائح تكشف عن درجة الذكاء العاطفي التي يتحلى بها الأشخاص.
هذه العبارات تكشف أن صاحبها يفتقر إلى الذكاء العاطفي.. تجنبها!
مُقدم النصيحة
تحدث دانييل جروس في أحد مقالاته التي قدم فيها نصائح حول الأعمال التجارية والإدارة عن مُقدم النصيحة، وأشار إلى أن مقدمي النصائح يرغبون في تقديم المساعدة ولكنهم في الوقت نفسه يسعون إلى أن يكونوا فعالين.
وحسب جروس فإن هذا الشخص غالبًا ما يكون شخصًا متوازنًا، مستقرًا نفسيًا، ولديه مشاغل كثيرة ومشاكل خاصة به، وفي أغلب الأحيان لا يفكرون في عملك، فهو عادة ما يعطيك أسهل نصيحة أو النصيحة الأولى التي تخطر على باله، عوضًا عن النصيحة الصحيحة.
كذلك، غالبًا ما يعطي هذا الشخص النصائح دون أسئلة تمكنه من الإلمام بجوانب الموضوع، فهو يسعى فقط إلى تقديم النصيحة دون معرفة كافة زوايا الموضوع، وفي أغلب الأوقات لا يلاحظ مقدمو النصائح هذا الأمر في نفوسهم، ولا يعلمون أنهم يتعاملون مع الآخرين بهذه الطريقة، ما يعني أنهم يعانون من انخفاضًا في مستوى الذكاء العاطفي.
النصيحة والذكاء العاطفي
يرتبط إسداء النصائح بصورة وثيقة بالذكاء العاطفي، لأن الأشخاص الذين يتحلون بقدر كبير من الذكاء العاطفي يميلون إلى التفاعل مع الآخرين، ويستمعون إليهم بهدف تقديم أفضل مشورة تساعدهم على تخطي المشكلة، أو تمهد أمامهم الطريق للقيام لفعل ما يرغبون فيه.
بعبارة أخرى، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بقدر كبير من الذكاء العاطفي لا يفكرون طوال الوقت في أنفسهم، عندما يتحدثون مع شخص آخر يمنحونه كل الاهتمام، ويتوقفون عن التحدث عن أنفسهم، كما أن نصائحهم في أغلب الأوقات نركز على إصلاح الاخطاء والمساعدة على النمو، وتحفيز الشخص الآخر.
المهمة الصعبة.. كيف تعمل مع أشخاص يفتقرون إلى الذكاء العاطفي؟
الذكاء العاطفي= العلاقات الذاتية + العلاقات مع البيئة
هذا ليس مفاجئًا، إذ تركز أغلب الأدبيات الموجودة على كيفية بناء الناس للذكاء العاطفي واستغلاله لصالحهم، غالبًا ما ينصحك الآخرون بالقيام بعملية بحث عن النفس لفهم مشاكلك بشكل أفضل، وكي تستطيع التعبير عن نفسك، وتتعاطف مع ذاتك، وبعدها استغل هذا الأمر لصالحك، أي أن تسعى فيما بعد إلى كسب ثقة الموظفين أو الحصول على ترقية، أو تأسيس شبكة علاقات قوية مع الآخرين.
غالبًا ما يقترف الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي المنخفض أو هؤلاء الذين يفتقرون إليه تمامًا خطأ شائعًا، وهو العجز عن التعرف على نقاط قواهم الداخلية واستغلالها، ونتيجة لذلك يفشلون في التواصل حقًا مع بيئتهم والأشخاص المتواجدين حولهم، وهو ما يؤدي إلى نتائج عكسية بطريقة أو بأخرى، وفي نهاية المطاف يجدون أنفسهم يقعون في الأخطاء ويتسببون في المزيد من المشاكل عوضًا عن حلها.
في المقابل، بإمكان الأشخاص الذين يتحلون بقدر كاف من الذكاء العاطفي التعرف على عواطفهم وفهم ذاتهم، وبالتالي يتمكنون من إدراك عواطف الآخرين، ومن هنا يستطيعون مساعدتهم، ويقدمون لهم النصائح التي يحتاجون إليها والتي تخدم مصالحهم حقًا.