عائلة المبطي التجارية: بدأت بالمقاولات الخفيفة.. وغدت الوحيدة في السكك الحديدية
● مؤسس العائلة التجارية توقف تعليمه عند القراءة والكتابة.. وطموحه بلا حدود.
● آليات شركة المبطي ومعدّاتها الحديثة ووحداتها الإنتاجية تتجاوز 2800.
● أحد أبناء المبطي ترأس مجلس الغرف السعودية.. وترأس شقيقه بلدية محافظة خميس مشيط.
● تخطط العائلة للدخول في مجالات جديدة أخرى مثل الغاز والبترول والموانئ.
● الجيل الثالث يتولى مواقع القيادة في شركات العائلة.
تعدّ عائلة المبطي واحدة من العائلات التجارية السعودية التي خطّت لنفسها طريقها الخاص في عالم الأعمال، حيث تخصصت في إنشاء وصيانة السكك الحديد، والطرق والجسور والسدود والمباني والمستشفيات والموانئ والمطارات، ويعمل فيها نحو 6200 عامل، و450 مهندساً في اختصاصات متنوعة.
يقدر رأسمال شركة المبطي للمقاولات، بـ 140 مليون ريال، وقد أُسّست قبل خمسين عاماً (1970)، وتحولت من شركة ذات مسؤولية محدودة، إلى شركة مساهمة مقفلة. وقد توسعت أعمالها على يد الأبناء من الجيلين الثاني والثالث، من المقاولات إلى التجارة وصناعة الإسمنت والأعمال الكهربائية والميكانيكية، فضلاً عن الورش المتخصصة في السكك الحديد، والمعدّات الثقيلة. ولها الكثير من الفروع داخل المملكة وخارجها.
المؤسس والنسب
يرتبط تأسيس أعمال عائلة المبطي التجارية، بالشيخ سعيد محمد المبطي، الذي ينتمي إلى قبيلة الشهراني، في عسير تحديداً، من فرع آل رشيد. وهو رجل عصاميّ بنى نفسه بنفسه، ولم ينل أي قسط من التعليم، وتوقف تعليمه على معرفة مبادئ القراءة والكتابة وحفظ كتاب الله. لكنه كان ذا شخصية مميّزة وطموحة. بدأ حياته المهنية مقاولاً متواضعاً، ثم مقاولاً لإنشاء الطرق. ومن هنا أسّس الشركة في منطقة عسير، باسم "شركة المبطي للمقاولات". وقد أنجب الشيخ سعيد أبناء عدّة، منهم المهندس عبد الله، والمهندس سعد، والمهندس محمد، وعبد الرحمن وخالد وعمر.
الجيل الثاني يتولى الدفة
بعد رحلة طويلة من العمل المتواصل لخدمة العائلة وتطوير أعمالها، تقاعد الشيخ المؤسّس سعيد المبطي، ثم توفي قبل نحو عام، عن عمر ناهز 93 عاماً، ودُفن في خميس مشيط. فتسلّم دفة الشركة ابناه الأكبران المهندس عبد الله، والمهندس سعد؛ فكان عبدالله رئيس مجلس الإدارة، وسعد المدير العام.
واستطاع الأخوان، بمساعدة بقية الإخوة، بناء الشركة بنظام حديث. كما قسّمت الشركة إلى 3 أقسام (المباني، والطرق، والسكة الحديد). وكانت "المبطي"، هي الشركة الوطنية الوحيدة التي تعمل في السكك الحديد، وخاصة صناعة حديد القضبان، وأسست مصنعاً لهذا الغرض. ووصل رأس مالها إلى 140مليون ريال.
طموح وخطط
طموح أبناء عائلة المبطي لم يتوقف عن النمو، فهم يخططون لتنفيذ الكثير من المشاريع، خلال السنوات الخمس القادمة، في المجالات التي تعمل بها، بحيث تشمل كل التخصصات الفنية والهندسية.
وتشمل خطط العائلة التوسّع في أعمالها ومشاريعها، سواء في التشييد والبناء، أو قطاع السكك الحديد، والمطارات، والمراكز التجارية، وأعمال الطرق والجسور، والإنشاءات المدنية بكل أشكالها وتخصصاتها، وإنشاء المصانع والتجمعات السكنية، فضلاً عن أعمال الصيانة لكثير من المشروعات الإنتاجية والخدمية الكبيرة، منها مشاريع على أساس البناء والتشغيل والتحويل ( BOT )، والدخول بمشاركات مع عدد من الشركات العالمية. كما تخطط للدخول في مجالات جديدة أخرى، مثل الغاز والبترول والموانئ.
المعدات والآليات
تمتلك عائلة المبطي، الكثير من المعدّات والآليات الحديثة المختلفة، وتقدر بأكثر من 2800 معدة ووحدة إنتاج، ويعمل فيها نحو 6200 عامل وفني، و450 مهندساً، من جنسيات سعودية وعربية وآسيوية وأوروبية وإفريقية.
كما تتوافر لديها القدرات الفنية والإدارية والمالية، فضلاً عن خبراتها الطويلة في سوق العمل والإنتاج، الأمر الذي أهّلها لتنفيذ عدد كبير من المشروعات، على اختلاف أنواعها وأحجامها، سواء داخل المملكة أو خارجها. وتمتلك الشركة الكثير من المعدّات والآليات اللازمة لقطاع الإنشاءات. ويهدف أبناء المبطي إلى تقديم خدمات شركتهم بجودة عالية وبطريقة فعالة في البناء والإنشاءات، في السعودية ودول مجلس التعاون، وبقية دول الشرق الأوسط وإفريقيا.
توسع داخلي وخارجي
غالباً ما يؤدّي الأفراد أدواراً مهمة ومفصلية في قيادة الشركات العائلية؛ فبعد تولي المهندس عبد الله المبطي، إدارة الشركة، طوّر أعمال العائلة إدارياً ومهنياً، واستطاع أن يخرج بالشركة من عسير إلى جميع مناطق المملكة، وأصبح لها مشروعات في جميع المناطق. كما نقل مقرّها الرئيس إلى الرياض، تحديداً في العليا والملز، وأصبح المقر الرئيس في برج الفيصلية، وهناك مبنى آخر في الملز.
ولم يتوقف المبطي عند ذلك، لكن انطلق نحو تولي مناصب عدّة في المملكة، ودول الخليج والدول العربية، وكذلك على المستوى الدولي؛ وإليكم قصته:
صعود العائلة
لمعَ اسم عائلة المبطي التجارية، وتعزز حضورها في المملكة، بالتوازي مع تولّي المهندس عبدالله المبطي، عدداً من المناصب العامة، فضلاً عن قيادته لأعمال العائلة، من موقعه مديراً لشركة المبطي لمدة 20 عاماً، ثم رئيساً لمجلس إدارة مجموعة شركات المبطي، وعضو مجلس إدارة شركة عسير.
فالرجل تمكن من بناء نفسه بنفسه، حتى وصل إلى أرفع المناصب، حيث تشير سيرته الذاتية، إلى أنه من مواليد مارس 1952، حصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة الرياض عام 1977. وعمل في الغرف التجارية لمدة 23 عاماً، حتى وصل إلى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأبها. كما شغل منصب الرئيس أكثر من 12عاماً، وكان عضواً في مجلس الغرف السعودية بالرياض، وعضو المجلس التنفيذي لمجلس الغرف التجارية والصناعية بالمملكة، حتى انتخب رئيساً لمجلس إدارة مجلس الغرف السعودية. كما كان عضواً سابقاً في الهيئة الاستشارية للشؤون الاقتصادية في المجلس الاقتصادي، وغيرها من المجالس والغرف والاتحادات المحلية والخليجية والعربية.
لم يكن عبدالله المبطي، الوحيد بين أبناء العائلة الذين تولوا مواقع رفيعة في الشأن العام السعودي؛ فأخوه المهندس سعد، الحاصل على بكالوريوس الهندسة من كلية الملك سعود، شغل منصب رئيس بلدية محافظة خميس مشيط، قبل أن يستقيل ويتفرغ لإدارة شركة المبطي، ويصبح مديرها العام، إلى أن تقاعد بسبب المرض.
الجيل الثالث والقسمة
وكما الكثير من الشركات العائلية، وصل الأبناء إلى قرار يقضي بتقسيم الشركة بين أبناء عبد الله وسعد المبطي، فتولى المهندس ياسر عبد الله، شركة المباني. أما المهندس ماجد سعد، فهو مدير شركة الطرق. بينما يشغل منصور سعد، شركة السكة الحديد؛ وهؤلاء هم الجيل الثالث لأبناء المبطي. وهناك الكثير من أحفاد الشيخ سعيد، يعملون في الشركة وخارجها، مثل مجاهد ويزيد وفارس وبدر وعبد العزيز، حيث يسهم الجميع كل من موقعه في نموّ مشاريع العائلة وأعمالها.
دور اجتماعي
أدّت العائلة دوراً في خدمة المجتمع، عبر عميدها المهندس عبدالله بن سعيد المبطي، الذي تبنّى إنشاء جامعة "أبها التطبيقية". وأشرف على معهد التدريب في الغرفة التجارية بأبها، وبرنامج توظيف الشباب والشابات في القطاع الخاص. كما كان عضواً في مجلس إدارة نادي الاحتياجات الخاصة بمنطقة عسير، وعضواً في لجان تصميم وإنشاء مساكن الفقراء في مواقع عدّة، بمنطقة عسير، والإشراف على تنمية هذه المناطق اجتماعياً وتنموياً.