رجل الأعمال محمد العسكري: الأزمة مصيرها الزوال.. وسينهض السوق السعودي بشكل أسرع وانا متفائل
• بدأت عملي الخاص وأنا لا أزال موظفاً ومديري في "مجموعة عبدالله بن لادن" أول من شجعني.
• تركت الوظيفة بعد 12 سنة لأني كنت أرغب بتأسيس شركة خاصة تحمل تطلعاتي، ورغبتي في العمل الحر.
• أسست عدداً من الشركات ولم أنجح.. ولكني لم أتراجع عن هدفي وتركيزي على المقاولات.
• بدأت شركتي بـ25 ألف ريـال، كان المبلغ للتأسيس وانطلقنا وتوسعنا بعدها في أعمال المقاولات.
• لا أزال متفائلاً بسوق العقار خصوصاً بعد المجمعات الإسكانية التي أقرتها الدولة.
• افتتحت "لي تشورو ستيشن" وغدت علامة تجارية سعودية خرجت من المحلية إلى العربية ومن ثم العالمية.
• فروعنا وصلت إلى 45 داخل السعودية وخارجها، والسر في النكهة والمذاقات المتعددة.
• أهوى التصوير واستفدت من هوايتي في تصوير منتجاتي والمناظر الجميلة.
• إذا استمرت المساعدات والتحفيز سينهض السوق السعودي بشكل أسرع مما هو متوقع.
البطاقة التعريفية:
الاسم: محمد حسين العسكري.
مكان وتاريخ الميلاد: المدينة المنورة – 1975.
الدراسة: هندسة ميكانيكية (هندسة إنتاج) جامعة الملك عبد العزيز.
المسمى الوظيفي: مؤسس والرئيس التنفيذي شركة محمد العسكري للمقاولات والعلامة التجارية "لي شورو ستيشن".
الاهتمامات: الأعمال الإنشائية وكل ما يختص بمجال تقنية المعلومات، وهواية التصوير.
بدأ بخطوات متعثرة، وتعرض للخسائر، لكنه استمر يطارد حلمه في العمل الحر، ترك خلفه نحو 12 سنة من العمل الوظيفة في إحدى الشركات الكبرى، غادر إلى غير رجعة مكتبه مديراً لإدارة تقنية المعلومات في تلك الشركة، ليخوض غمار العمل الخاص، ويؤسس مشروعه الشخصي في المقاولات، ثم ينقل إلى مجال آخر مختلف تماماً.
يكشف رجل الأعمال محمد العسكري، لمجلة "الرجل" بأن من شجعه على العمل الخاص هما والده ومديره في الوظيفة، بداية أسس أكثر من شركة ولم ينجح، لكن بإصراره ومثابرته تمكن من الوصول إلى هدفه، واستقر على مجال المقاولات، الذي ما زال بحسب تجربته، قطاعاً مربحاً، على الرغم من الركود الذي يمر به حالياً، فهو يرى أنها" أزمة ولكن مصيرها إلى زوال، خصوصاً مع المشاريع الإسكانية التابعة للدولة".
رجل الأعمال محمد العسكري، التقته مجلة "الرجل" وتوقفت عند التحولات التي طرأت على حياته العملية، كيف تحول من الوظيفة للعمل الحر، ما هي العقبات التي اعترضت طريقه، ثم كيف انتقل من المقاولات إلى سر النكهة عندما افتتح أول محل "لي تشورو ستيشن" الحلوى الإسبانية بإبداعات سعودية أخرجته من المحلية إلى العالمية.
موظف يحلم
نشأ رجل الأعمال محمد العسكري، في وسط إعلامي، بحكم عمل والده في هذا المجال لمدة أربعين عاماً، ولكن الإعلام لم يجذبه، فاختار دراسة الهندسة الميكانيكية وتحديداً (الإنتاج ) وتخرج في عام ، وباشر عمله في "مجموعة عبدالله بن لادن" إحدى أهم الشركات التي تهتم بقطاع المنشآت والمقاولات لكبرى مشاريع الدولة.
ولكن حتى عمله هذا كان بعيداً عن تخصصه الدراسي، حيث تنقل في عدة مناصب داخل قسم تقنية المعلومات، إلى أن اصبح مديراً لشبكة الحاسب الآلي في المجموعة، ومارس عدة مهام حتى عام 2004، حيث بدأ يفكر بتأسيس شركة خاصة تحمل تطلعاته، ورغباته في العمل الحر.
هذا الحلم لم ينشأ فجأة، بل بدأ يتبلور خلال سنوات العمل داخل الوظيفة الرسمية، إلى أن قرر أخيراً الانفصال عنها بعد 12 عاماً. يوضح العسكري بأن وقع خبر انتقاله لتأسيس "شركة محمد العسكري للمقاولات" كان صعباً على من حوله، ولكنه يستدرك قائلاً:" كان لدي إيمان بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "تسعة أعشار الرزق في التجارة " إضافة إلى تأثري بخالي، حيث إن الوالد كان مدير إذاعة جدة ومن ثم أمين عام الإذاعات الإسلامية ليتم 40 عاماً في مجال الإعلام فكان بعيداً كل البعد عن المقاولات والتجارة وعالمها".
بداية بسيطة
وعن البداية يقول: "كانت متواضعة، حيث استخرجت سجل المؤسسة الصغيرة "محمد العسكري للمقاولات"، وكانت مكونة من فرعين: للمقاولات، وتقنية المعلومات. ولكن مع التشجيع المستمر من والدي، استطعت تخطي كثير من العقبات حتى تحولت من مؤسسة إلى شركة".
ويضيف "عندما فكرت في العمل الخاص قررت خوض التجربة، وأنا لا أزال على رأس عملي، حيث بدأت تأسيس مشروعي التجاري عام 2004، والمفارقة الحقيقية أن من شجعني على اتخاذ الخطوة هو مديري (عبد الله بن لادن)، وكان داعماً لي في كثير من الخطوات، حتى اشتدّ عودي في المهنة، واستطعت الحصول على مشروع ضخم مع شركة "سعودي أوجيه". هنا كان لا بدّ من قرار حاسم، إما الاكتفاء بمشاريع صغيرة، أو الدخول في صفقات أكبر، ولكن هذا يحتاج إلى خطوة جريئة وتفرغ كامل، فقدمت استقالتي من العمل الوظيفي، وقررت التركيز على مشروعي التجاري. وبالفعل بدأت ونجحت في استكمال المشروع والنجاح فيه".
غير أن النجاح لم يكن دائماً حليفه، يوضح "في بداية التفكير بالعمل الحر أسسنا أكثر من شركة، كان منها استيراد أطعمة ولم تنجح، وشركة للكمبيوتر، ولم يحالفها الحظ بالشكل المطلوب، حتى أني تعرضت لخسارة كبيرة في أحد المشاريع، ولكن كل هذه المطبات والخسائر لم تجعلني أحيد عن الهدف، حتى بات التركيز الفعلي على العمل في المقاولات. وكان أن حصلنا على تعاقدات وصفقات عدة، ما بين مجمعات سكنية، وشركات، مراكز تسوق وغيرها، حتى وصلنا للعمل جنباً إلى جنب مع "سعودي أوجيه"، وهي من الشركات العملاقة في السعودية".
بدأت بـ25 ألف ريـال
وعن المبلغ الذي بدأ به محمد العسكري، يقول "كان المبلغ 25 ألف ريـال، عندما بدأنا في الشركة المهتمة بالشبكات وعمل الحاسب الآلي، وكان هو العمل الأساسي للمؤسسة، وكان الفرعي المقاولات. ولكن بعد فترة ركزنا على المقاولات، لأنه سوق أكبر وأضخم، ويحتاج إلى ضخ وقت وجهد. وبعد فترة دخلت في شراكة مع أحد الأصدقاء، وتوسع العمل في المقاولات حيث أصبحت هي الأساس".
الصدفة وصناعة الشوروز
تعرض سوق المقاولات إلى تراجع ملحوظ عام 2013، في هذه الأثناء اتجه تفكير العسكري إلى مجال مختلف (FOOD Business)، جاءت الفكرة بالمصادفة من شقيق شريكه العائد من إسبانيا يروي العسكري: "بالمصادفة كان أخة شريكي عائداً من اسبانيا واقترح أن نؤسس علامة تجارية في صناعة "الشوروز"، وهي نوع من الحلوى الإسبانية قريبة إلى حد ما للحلوى الشامية (بلح الشام)، في تلك الفترة لم يكن متعارفاً عليه ومنتشراً، خصوصاً بالطريقة والنكهات التي أضفناها، ولا أخفيك في البداية لم أكن مقتنعاً بالفكرة، ولكن قررت الخوض فيها والدخول في هذا التوجه. وبالفعل استخرجنا الأوراق الرسمية، وحصلنا على العلامة التجارية "لي تشورو ستيشن"، وفتحنا أول فروعنا في مدينة جدة شارع البترجي، وحقق نجاحا لافتاً. وفي العام الثاني فتحنا الفرع الثاني أيضاً بمدينة جدة (الكورنيش)، وبعدها توسعنا وافتتحنا أول فرع في العاصمة الرياض".
منح العلامة التجارية
لم يتوقف محمد العسكري، عند حدود العمل في مجال الحلوى، بل بدأ فكرة جديدة عندما قرر دخول عالم "الفرنشايز"، وإعطاء فرصة لكل من أراد الدخول في عالم الأعمال، بمنحه العلامة التجارية والعمل في منطقته. وكان أول الفروع مدينة الطائف؛ وعن هذه الخطوة قال "بدأنا خطة التوسع، ولكن بمشاركة كل من أراد أن يستثمر عبر علامة تجارية أصبح لها وقع واسم وشهرة، في الرياض وجدة، وبالفعل منحنا العلامة التجارية لبعض المستثمرين، فكان أول الفروع في الطائف، ومن ثم فرع آخر في جدة، ومن ثم أول خروج لنا خارج حدود السعودية في عام 2015 إلى الأردن. وبعدها توالت المحلات التجارية حيث كانت الكويت، وسلطنة عمان، والعراق، وليبيا، والجزائر، وتونس، ومصر، وبريطانيا، وماليزيا، حيث وصلت شبكة فروعنا إلى 45.وبذلك نكون أول علامة تجارية سعودية تخرج من المحلية إلى العالمية".
ولفت إلى أن السعودية تمتلك حصة الأسد، بما يقارب 33 فرعاً تغطي كل مدن المملكة، وأن عمل المقاولات لا يزال يسير جنباً إلى جنب، مع التوسع الكبير الذي حصدته "لي تشورو ستيشن"، على الرغم من أن مشاريع المقاولات اقتصرت على أعمال التشطيبات، مع الأوضاع التي تعرض لها السوق من أزمات اقتصادية مؤخراً.
ولدى سؤاله عن تعافي سوق المقاولات أجاب "بدأت المقاولات تظهر نوعاً من التحسن، حيث حصلنا على أكثر من مشروع مؤخراً، منها إنشاء مستودعات ضخمة لشركات مرموقة، وتشطيب مكاتب، وأعمال هياكل خرسانية للمباني وغيرها".
بين المقاولات والأطعمة
ولم يخف محمد أن للمقاولات صعوبات كبيرة، من أهمها "يحتاج من يريد أن يبحر في أعمال المقاولات، كثيراً من النقود السائلة وهذه من الممكن أن تكون عقبة لدى كثير من أصحاب الأعمال، فضلاً عن أننا نحتاج كثيراً من الموافقات والأوراق، والاستشارات كلها تأخذ حيزاً لا بأس به من الزمن، وهذا يختلف تماماً في عالم الأطعمة. كذلك في شركات المقاولات تحتاج كثيراً من الموظفين، والعمالة ومع القرارات الأخيرة، أنهيت كثير من الخدمات وهذا بالتأكيد أثر في سير العمل".
ومع ذلك يمتلك العسكري نظرة متفائلة جداً في تحسن وضع سوق المقاولات، خصوصاً مع ما تنتهجه وزارة الاسكان من بناء مجمعات سكنية واعتمادها على الشركات السعودية في هذا الجانب.
ويؤكد أن سوق المطاعم حالياً في أوجه، خصوصاً إذا كانت الفكرة مستحسنة لدى العميل، ويقدم تطورات متلاحقة تتناسب وذائقة المشتري. مضيفاً "استطعنا عبر وجودنا في سوق الأغذية والمطاعم، تحقيق انتشار واسع، خصوصاً مع سر النكهة التي نمتلكها، والمذاقات المتعددة التي أضفناها، مثل حشوة اللوتس، والكراميل، والنوتيلا، والفستق، والجبنة، فيما يبقى الحفاظ على الشكل الأساسي ( التقليدي للشورو ) موجوداً، لأنه لا يزال هو الأساس، فيما أضفنا منتجات جديدة مؤخراً، مثل الميني بان كيك، والوافل".
وعن المنافسة التي يشهدها السوق السعودي في هذا المجال قال:" كلما زاد الانتشار أعطى ثقة للعميل هذا أولاً، ثانياً والأهم الحفاظ على النكهة والجودة العالية في أي من الفروع يجعلك دائماً في المقدمة".
لافتاً إلى أنه في حال أراد مستثمر ما الحصول على الدخول في شراكة، يزود المتطلبات، من حيث مساحة المحل المطلوبة، وتدريب العاملين على المنتج، وتزويد المستثمر بالخلطة، حتى نضمن سر الطعم ذاته في كل الأفرع، داخل السعودية أو خارجها".
سننهض أسرع
في ظل التقلبات الاقتصادية، سواء بسبب سعر النفط، أو مرض كورونا، او غيرها من العوامل التي يتعرض لها السوق المحلي، يرى العسكري، أن الدعم الحكومي خطوة ايجابية حقيقية، خصوصاً للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وستدعم حضورها في ظل أزمات متلاحقة.
ويرى أنه في حال استمرت هذه المساعدات والتحفيز، سينهض السوق السعودي بشكل أسرع مما هو متوقع، على الرغم من أن عام 2020 كان معولاً عليه بكثير من التغيرات.
ولكن بعد 18 عاماً من العمل في المجال العقاري، وسبع سنوات في مجال الأغذية، يؤكد العسكري أن التعافي سيأخذ وقتاً، خصوصاً المصانع الكبرى، ولكنه يؤمن بقوة البنية الاقتصادية السعودية وصلابتها.
شخصيات تأثرت بها
ورداً على سؤال يتعلق بالشخصية التي تأثر بها، لا يتردد بالقول إن لمديره السابق عبد الله بن لادن "الفضل فيما أنا عليه، حيث إنه استطاع أن يستخرج مني كل المهارات، فضلا عن أنه علمني كثيراً من الخبرات، فقد عملت منذ تخرجي في الجامعة، وعلى مدى 12 عاماً لدى "مجموعة عبدالله بن لادن"، وهي الفترة الذهبية للشركة ولتي كانت تعدّ الأكبر في الشرق الأوسط"؛ بحسب تقييمه.
كما لا يخفي العسكري تأثره بشخصية والده؛ فقد تأثر من حيث متابعة الأخبار والمعلومات. مضيفاً "نشأت بين الصحف والورق، وأروقة الإذاعة التي عاصرتها عبر والدي وزملائه".
هواية وأحلام
ما بين الهواية والاحتراف، يعشق العسكري التصوير، حيث يكشف لمجلة "الرجل"، بأنه يستفيد من تلك الهواية في تصوير منتجات محلاته، والتقاط زوايا جمالية بين حين وآخر لبعض المنشآت، أو المناظر الطبيعية.
أما عن خططه وأحلامه المستقبلية، فيقول "حالياً الخطة الوصول إلى أوروبا وهي خطة آنية، حيث إن هناك عقداً اتفقنا عليه، لفتح فرع في العاصمة البريطانية لندن، وبذلك نكون أول علامة تجارية سعودية تخرج من المحلية إلى العربية، وحالياً إلى العالمية". وأكد أن بريطانيا لن تكون المحطة الوحيدة، ففي الأفق محطات عالمية أخرى قادمة، بانتظار تجاوز أزمة فايروس كورونا التي تعصف بالعالم.