قراءة ما بين السطور في توقعات وأولوليات مارك زوكربيرج لـ2020
مع بدء عقد جديد، نشر مؤسس فيسبوك الملياردير ورائد الأعمال الأمريكي مارك زوكربيرج تنبؤاته وتوقعاته لعام 2020، والتي يجب الاهتمام بها ودراستها والتفكير فيها.
يسيطر زوكربيرج على أهم منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، والتي ساهمت في تغيير شكل التواصل في الجنس البشري، ما جعله واحدا من أكثر الرجال تأثيرًا في العالم، ولهذا السبب يجب إمعان النظر في توقعاته وتنبؤاته ومعتقداته. وفيما يلي نحاول قراءة ما بين السطور.
تغير الأجيال
وفقًا لزوكربيرج فإن فيسبوك يعتبر شركة الألفية الجديدة، قال مؤسس فيسبوك إن الجيل المولود بين عامي 1997 و2012 هم من أكثر مُستخدمي فيسبوك، لهذا السبب يفكر المديرون التنفيذيون والعاملون في التسويق في التحضير للجيل الذي يأتي بعده والذي يُطلقون عليه اسم "جيل ألفا".
يحظى فيسبوك بشعبية كبيرة بين الشباب والمراهقين، ولكنه يواجه الكثير من التحديات والصعوبات مع مرور الوقت، خاصة مع ظهور منصات أخرى مثل تيك توك، والذي حظى بشعبية كبيرة، بالإضافة إلى تطبيقات جديدة.
من أجل الحفاظ على هيمنتها في 2020، فإن فيسبوك سوف تكون في حاجة إلى إجراء الكثير من التغييرات حتى يُلبي احتياجات ورغبات وسلوكيات المُستهلكين الشباب.
منصات تكنولوجية جديدة
رغم اعتقاده أن الهواتف الذكية سوف تبقى لفترة طويلة الجهاز الأساسي الذي يستعمله الإنسان، ولكنه يتوقع ظهور نظارات متطورة في لحظة ما في عام 2020 تعيد صياغة العلاقات بين الإنسان والتكنولوجيا.
أنفقت فيسبوك مليارات الدولارات على عمليات إنتاج وتصميم نظارات تكنولوجية جديدة، تساعد على خلق واقع افتراضي، وتواصل تقديم خدمات رفيعة المستوى. مع ذلك هناك شكوك حول نجاح هذا المشروع، بعد فشل شركة جوجل في ترويج وبيع نظاراتها التكنولوجية الجديدة، وعجزها عن جذب المستهلكين لها.
الفيسبوك والصحافة الإلكترونية.. دروس مهمة حول جذب الزيارات للمواقع الإخبارية
منصة أكثر خصوصية
يميل مُستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى مشاركة منشورات أكثر خصوصية، وفيسبوك من التطبيقات التي لا تتناغم مع الخصوصية، على عكس واتساب أو انستجرام اللذين يتمتعان بقدر كبير من الخصوصية.
يحاول مارك زوكربيرج جعل الأمور أكثر خصوصية على فيسبوك، كما أنه تحدث عن أنه ربما يضيف بعض الإعلانات إلى التطبيقات الأخرى مثل واتساب، ولكن ليس من الواضح كيف سوف يتعامل مُستخدمو واتساب مع الإعلانات.
في الوقت نفسه، سوف تواجه شركة فيسبوك الكثير من التحديات خلال الفترة المُقبلة، خاصة مع النجاح الكبير والشعبية اللذين حققتهما تطبيقات أخرى مثل تيك توك وسناب شات وغيرها، لهذا السبب سوف يتعين على زوكربيرج إعادة النظر في بعض الخصائص الموجودة في التطبيقات التابعة لشركته.
فرصة اللامركزية
وفقًا لزوكربيرج، فإن 140 مليون شركة صغيرة تستخدم خدمات تابعة لفيسبوك، وفي أغلب الأحيان يقومون بهذا الأمر مجانًا، وهي فرصة ومشكلة للشركة العملاقة.
تحقيق المزيد من العائدات من الشركات الصغيرة هو إحدى الطرق السهلة والبسيطة التي تساعد الشركة على تحقيق الأرباح وزيادة إيراداتها في المستقبل، ولهذا السبب ألمح زوكربيرج أنه سوف يحاول على مدار العام العقد المُقبل توفير خدمات وأدوات تساعد الشركات الصغيرة على تحقيق ما تريد ولكن مع دفع مقابل مادي، وهذه الأدوات قد تشمل إنستجرام، وبعض الخصائص الأخرى الخاص بتطبيق ماسنجر، أو واتساب.
أشكال جديدة من الحكم
مرّ فيسبوك بالكثير من المشاكل بعد الاتهامات التي طالته بالكشف عن بيانات والمعلومات السرية الخاصة بمستخدميه خلال الانتخابات الأمريكية في عام 2016، وواجه الكثير من الانتقادات بعدم احترام حرية الرأي والتعبير، وخلق حالة من التضليل.
تعليقًا على هذا الأمر قال زوكبيرج: "لا أعتقد أن الشركات الخاصة من شأنها اتخاذ العديد من القرارات الهامة التي تمس القيم الديمقراطية الأساسية"، وحاول التأكيد على أن فيسبوك يريد القيام بما هو صحيح، ولكنه يحتاج إلى قرارات الحكومة أولاً.
يحاول فيسبوك تشكيل اللوائح التي تحكم إمبراطوريته، ويحاول اغتنام الفرصة كي يستفيد من كل القوانين والتشريعات، ما يثير تساؤل مُهم وهو "هل ينجح فيسبوك في محاربة اللوائح والقوانين التي تؤثر سلبًا على عمله في وسط هذه الأزمة السياسية التي تعيشها الولايات المتحدة عام 2020؟".