عائلة العيسى التجارية: من تجارة الأرزاق والتوابل إلى أقطاب السيارات والمصارف والوكالات «إنفوجراف»
•شركة العيسى لديها أكثر من 400 وكيل في المملكة، وموزعون فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
•كانت العائلة من أوائل بائعي السيارات بالتقسيط في المملكة (منذ مطلع الستينات) يوم كان الناس يتحلون بالوفاء والصدق.
•عرفت المجتمعات السعودية العيسى قطباً من أقطاب السيارات في المملكة ولاسيما بين جموع سائقي سيارات الأجرة
•العيسى رواد إطلاق الأسواق المركزية وافتتحوا أول سوق من هذا النوع في المنطقة العربية بأسرها.
•الموزع الوحيد لماركات عالمية فى المملكة تضم هيتاشي وجبسون وليونارد وإكسبير وبومباني وأوشن
•نالوا شرف القيام بمشروع تكييف مخيمات الحجاج بمنى ومشروع تكييف جسر الجمرات بمنطقة مكة المكرمة.
تحتل عائلة العيسى التجارية 21 مقعداً في مجلس إدارة الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية وتمثل 1.6 % من السوق السعودية الأكثر ظهوراً في قطاعات السوق، حيث ظهرت عضويتها في 24 شركة عبر 13 قطاعاً من أصل 15 قطاعاً إجمالي قطاعات السوق.
يعود انطلاق نشاطها العائلة التجاري الفعلي إلى عام 1935، حيث تمكن أبناؤها جيلاً إثر جيل من توسيع تجارتهم وتنويع أعمالهم واستثماراتهم، بدؤوا بتجارة الخيول والمواد الغذائية، ثم الأثاث والأراضي، إلى أن وصلوا لتجارة السيارات وإنشاء المصارف والظفر بوكالات أشهر الماركات العالمية.
الجد المؤسس
ترجع عائلة العيسى، إلى قبيلة عبيدة القحطانية سكنوا سراة عبيد في جنوب المملكة العربية السعودية. لكن رهطاً منهم انتقل إلى نجد، وسكنوا مدينة الخرج قبل أنْ يتفرقوا ويستوطن قسم منهم الأحساء زمن الدولة العثمانية.
أما الجد الجامع لآل عيسى، فهو عبدالله بن عيسى بن علي بن عطيّة، من بني زيد، وكان وجود آل عيسى الأصلى فى أبا الكباش، ثم انتقلوا إلى خرما والرياض. وأبا الكباش هى قريه فى شمال غرب الدرعية، ويرى المؤرخون أن آل عيسى، كان لهم دور مهم في إقامة الدولة السعودية الثانية.
مرحلة عصيبة
مرت عائلة عيسى التجارية بفترةعصيبة، حيث عصفت الأزمات الاقتصادية والخسائر بنشاطها الذي كان محوره تزويد الجيش العثماني المرابط في الأحساء، بالخيول وبالمواد الغذائية التي كان علي العيسى يستوردها من الهند، جراء نجاح الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، في فتح الأحساء وطرد العثمانيين منها سنة 1913.
وكان «علي عبدالله العيسى العائدي» تزوج في شبابه السيدة الجسورة «نورة آل زرعة» التي أنجبت له أربعة أبناء ذكور هم حسن وعبدالله (توفيا في الأربعينات من القرن الماضي) وراشد وعبداللطيف اللذان تولت أمهما تربيتهما وتعليمهما بإلحاقهما بالكتاتيب بعد وفاة زوجها.
لكن نورة آل زرعة، تمكنت، بما حباها الله من ذكاء وحنكة التصرف وقوة الشخصية، من بيع أملاك زوجها واستخدام الأموال الناجمة في سداد ديونه كافة، كي تتفرغ إلى الأهم، وهو تربية ولديها، فزرعت فيهما بصماتها الإنسانية وصلابتها إزاء المحن.
الانتقال إلى مدينة الخبر
في أربعينات القرن العشرين، حينما بدأت مدينة الخبر تظهر على الخارطة مركزاً تجارياً واقتصادياً، نتيجة لازدهار الأعمال والخدمات المرتبطة باكتشاف وتصدير النفط. انتقل عبد اللطيف العيسى وعائلته، من الأحساء إلى الخبر واتخذها مكاناً لسكنه ومقراً لنشاطه التجاري، وتركز عمل العائلة على استيراد وبيع الأثاث عبر معرض افتتحه في الحي التجاري القديم بالخبر.
وفي هذا السياق يقول أحد أبناء العيسى، وهو عبدالرحمن بن عبداللطيف، إن والده استشرف مستقبل البلاد مبكراً، فاستثمر ما جمعه من مال في شراء الكثير من قطع الأراضي المعروضة للبيع في الخبر والأحساء، دون أنْ يبني عليها، من منطلق فلسفة كان يتبناها مفادها «إذا أردت أنْ تقضي على أرض فابنِ عليها».
الجيل الثاني والانطلاقة بالسيارات
البزوغ الفعلي للعيسى في عالم المال والأعمال، كان في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ففي هذه الفترة راحت أعمال وأنشطة شركة أرامكو تتوسع، وكانت المنطقة الشرقية في حاجة ماسة إلى من يزودها بالسيارات، ولاسيما مع ظهور الراغبين في شرائها لاستعمالاتهم في التنقل المريح، أو أولئك البسطاء الراغبين في تحويلها إلى سيارات أجرة من أجل كسب الرزق.
استغلت عائلة عبداللطيف عيسى العيسى هذه الظروف مثلما استغلتها ثلة من الرواد الأوائل الكبار في عالم التجارة بالمنطقة الشرقية، من أمثال العليان والقاضي والسحيمي والجميح والراشد والتميمي والمزروع والقصيبي.
وهكذا دخلت عائلة في بداية الأمر، موزعاً لسيارات "جنرال موتورز"، عن طريق استيرادها من وكيل الشركة المعتمد في المنطقة الغربية، من عائلة زاهد، وبنوا لهذا الغرض عمارة حديثة في شارع الملك خالد من ثلاثة أدوار، خصص الدور الأرضي منها معارض للسيارات، كما بنوا منزلاً لسكنهم الخاص في الأحياء الواقعة خلف شارع الأمير بندر الشهير بشارع السويكت.
توسعوا في المنطقة الشرقية
ورويداً رويداً سعت عائلة العيسى إلى أنْ يكونوا الوكيل العام لسيارات "جنرال موتورز" في المنطقة الشرقية، وتولى إبراهيم عيسى هذه المهمة بعد أن قطع دراسته في بيروت وعاد ليؤازر والده عبد اللطيف في أعماله.
وبعد بضع سنوات عاد الشقيق الآخر عبد الرحمن من رحلته الدراسية في الخارج (ولد عبد الرحمن في الهفوف سنة 1939، والتحق بكتاتيب الهفوف، ثم درس حتى الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة الأميرية، التي كانت المدرسة الابتدائية الوحيدة في الأحساء آنذاك، ثم أرسله والده عام 1950 إلى مدارس المقاصد الإسلامية في بيروت. وفي عام 1960 حصل على الثانوية العامة من الجامعة الأمريكية ببيروت، فغادر لبنان إلى الولايات المتحدة، حيث التحق أولاً بجامعة أوهايو ثم بجامعة كاليفورنيا التي نال منها بكالوريوس الاقتصاد وإدارة الأعمال سنة 1964).
ثم انخرط في تجارة العائلة، لكن هذا الانخراط كان من بعد فترة اشتغل خلالها بوزارة المالية السعودية، بوظيفة ضابط اتصال بين وزير المالية آنذاك الأمير مساعد بن عبدالرحمن، رحمه الله، ومعهد الإدارة العامة، وكان ذلك بطلب من والده الذي أراده أن يتدرب عملياً قبل الالتحاق بأعمال العائلة.
توكيلات تجارية
اختار عبدالرحمن أنْ يدير أعمال والده من الرياض، عبر معرض للسيارات في حي الملز، بعد أن حصل في سنة 1968على توكيل سيارات شفروليه في المنطقة الوسطى، بعيداً عن وكيلها في المنطقة الغربية، فضلاً عن حصوله في العام نفسه على التوكيل العام لشركة "لوكاس"، لتجارة قطع الغيار والمحركات والآلات. ثم حصل العيسى على توكيل سيارات "بيوك"، سنة 1977 ، فسيارات "أولدزموبيل" سنة 1982، فسيارات "إيسوزو" سنة 1983، فسيارات "جي إم سي" سنة 1990.
علماً بأن عبدالرحمن، انفصل عن والده عام 1990، بسبب اختلافه مع أبيه وأخيه إبراهيم، على التوسع في الأنشطة، ما دعا والده للانتقال إلى الرياض، ليباشر منها أعماله بنفسه، رغم تقدمه في السن. ويقول عبدالرحمن، إن إخوانه ساهموا في أنشطة والده التجارية، فمثلاً عبد المحسن، وزياد، نجحا في تطوير الأعمال الخاصة بالسيارات والعمالة والصناعة والأراضي، بينما ذهب أخوهما نجيب، لإدارة أنشطة والده في المنطقة الغربية، فيما حلّ الابن الأصغر سعد، مكان أخيه إبراهيم في إدارة الأعمال في المنطقة الشرقية.
أقطاب السيارات
وهكذا عرفت المجتمعات السعودية العيسى، قطباً من أقطاب السيارات في المملكة، ولاسيما بين جموع سائقي سيارات الأجرة التي كانت حتى نهاية السبعينات من نوع واحد هو "شفروليه"، فكان يــُقال مثلاً «روح عند العيسى وفكْ شفر حمر» أي اذهب واحصل على سيارة شفروليه حمراء من عند وكيلها العيسى، خصوصاً أنه كان من أوائل بائعي السيارات بالتقسيط في المملكة (منذ أوائل الستينات) يوم كان الناس يتحلون بالوفاء والصدق، فكان أحدهم يأتي ويأخذ سيارة من العيسى، دون أن يترك عنواناً يـُستدل منه عليه، ولا كفيلاً يضمنه، ولا شيئاً يمكن به أن تـُستعاد السيارة منه إذا ما فشل في سداد الأقساط في مواعيدها، كانت الثقة موجودة آنذاك وكان لدى المشترين بالأقساط إيمان قوي، بأن الله لن يبارك لهم في ما أخذوه إذا تخلفوا عن سداد قيمته.
رواد الأسواق المركزية
لكن ما لم يعرفه الكثير أن عائلة العيسى كان، إلى جانب استثماراتهم في السيارات، أحد الأسماء اللامعة في أنشطة أخرى، مثل تجارة الأراضي، وتأسيس المصارف (البنك السعودي الهولندي مثلاً الذي انسحب منه لاحقاً)، وتصنيع الأنابيب الفخارية الضخمة للمياه، وبناء البيوت والعمارات، وتصنيع مواد البناء (البلاط والطابوق والكنكري)، وبيع البرادات والغسالات والمكيفات من نوع "جنرال"، وخدمة تأجير السيارات، وغيرها من الأعمال باستثناء النشاط الزراعي.
كما كانت عائلة العيسى، أحد رواد إطلاق الأسواق المركزية، بدليل أنه افتتح أول سوق من هذا النوع في المنطقة العربية بأسرها، بالتعاون مع شركة «7 إليفن» الأمريكية المتخصصة، ثم افتتحت سوقاً مشابهة تحت اسم «الأسواق» في المنطقة الشرقية، عهد بإدارتها إلى زوج ابنته الدكتور فهد البنيان، خريج جامعة هارفارد الأمريكية المرموقة.
400 وكيل في المملكة
بدأ الجيل الثالث، يمسك بزمام الأمور، فقد انتشرت معارض شركة العيسى ومراكز خدماتها ومستودعاتها فى جميع أنحاء المملكة، الشركة لديها أكثر من 400 وكيل فى المملكة العربية السعودية، الشركة لديها أكثر من موزع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث إن الشركة سند التجارة في أعمال العائلة. وهى الموزع الوحيد للكثير من الماركات العالمية فى المملكة العربية السعودية التي تضم هيتاشي – جبسون – ليونارد- أكسبير - بومبانى - أوشن . ويقع المركز الرئيس في الرياض والفروع في جدة والدمام وخميس مشيط وبريدة والهفوف والمدينة. وتسوّق الشركة الماركات الخاصة بها مثل كرافت وهاس ودولفين وإير ماستر و هاي كول.
وتجاوزت منتجاتها حدود المملكة، لتصل دول مجلس التعاون ودول المنطقة. وأصبحت توفر جميع متطلبات المنزل العصري من الأجهزة المنزلية والإلكترونية المتنوعة، ممثلة في علاماتها التجارية بالسوق السعودي.
نالت شركة العيسى شرف القيام بأحد أكبر مشاريعها الخدمية ألا وهو (مشروع تكييف مخيمات الحجاج بمنى ومشروع تكييف جسر الجمرات) بالمشاعر المقدسة بمنطقة مكة المكرمة.