عبد الحميد السنيد: انتشار بلا حدود
بعد مرور أكثر من 22 عاماً على اللقاء الأول، تلتقي مجلة "الرجل" ثانية رجلَ الأعمال عبد الحميد السنيد، الذي أصبح الآن الرئيس التنفيذي لشركة i2 للاتصالات الدولية، فبعد التنوع الكبير في النشاطات في أكثر من مجال، اتجه عبد الحميد إلى التخصص في قطاع الاتصالات، حيث نجح عبد الحميد الحائز على شهادة في الإعلام من جامعة الملك سعود، في تعزيز نشاطه الاقتصادي من داخل المملكة إلى خارجها، مستفيداً من خبرته في الإدارة والتسويق، والتجارة التي اكتسبها خلال كل تلك السنوات.
دأب السنيد على متابعة عمله مستثمراً، عبر رصده لفرص النمو الطموحة في قطاع الاتصالات، منذ عام 1993، عندما افتتح منفذاً لبيع الهواتف الجوالة، تحت اسم «اتصالات الدولية»، التي تعرف حالياً باسم «i2»، وتعدّ من إحدى الشركات الكبرى في توزيع الهواتف الجوالة في المنطقة.
أما على الصعيد الشخصي، وعن اهتماماته وشغفه، فيكشف عبد الحميد، عن ولعه بالبحر، حيث يمارس الرياضات المائية بشكل يومي، وجوده في الماء، يجعله يشعر بالسلام، ويتيح له الفرصة للاسترخاء بعيداً عن ضغوط العمل. ويجعل حياته متوازنة وممتعة وبشكل صحي، خاصة أنه يتيح له وقتاً ممتعاً لقضائه مع العائلة.
في بداية الحوار يقول عبد الحميد السنيد إن شركة الاتصالات الدولية أسست عام 1993 في مدينة الدمام، ومنذ ذلك الحين نجحت في أن تصبح أكبر موزع للهواتف النقالة في المنطقة؛ لتنطلق بهويتها المبتكرة i2 نحو آفاق أوسع، وحالياً يعمل في فروع الشركة المنتشرة في الشرق الأوسط وإفريقيا أكثر من 2200 موظف في 350 متجراً في 22 دولة، كما تعمل الشركة في التوزيع وتجارة الجملة والتجزئة، وتلتزم بتوفير أحدث المنتجات وأفضل الخدمات التي تواكب احتياجات عملائها وتلائم أنماط حياتهم أينما كانوا. وتزاول i2 نشاطها في كثير من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلاً إنجلترا. أما بالنسبة لما تحقق لنا، بفضل الله، من نجاح حتى الآن، فقد جاء نتيجة خطة عمل واقعية واضحة المعالم، وروح المغامرة المدروسة التي طبّقها منذ البداية وأسهم في إنجازها، جميع العاملين في الشركة من موظفين وإداريين وفنيين.
-يؤمن السنيد بأن هنالك شيئاً اسمه نجاح سهل، فالنجاح في أي عمل أو مشروع رهن بتوفيق الله أولاً وأخيراً؛ ومن ثم يأتي الإعداد الصحيح ودراسة السوق ومعطياته، وتكوين فهم واضح ودقيق عن حاجات المستهلك ومحاولة تلبيتها بشكل صحيح، إضافة إلى العزيمة والإصرار على الوصول إلى الهدف المنشود، ورداً على سؤالك أستطيع القول إن النجاح ليس حكراً على أحد؛ فالجد والمثابرة واتخاذ قرارات مدروسة وعملية هي بعض مكونات النجاح في أي عمل أو مشروع. ونصيحتي هي البعد عن التقليد والحرص على الإبداع في أي عمل. وبالنسبة إلى الواقع الاستثماري، فمهما كانت صعوبة الوضع الراهن، يجب ألا يكون سبباً في التخاذل وإحباط العزائم، والتراجع والتردد في اتخاذ القرارات الاستثمارية.
-كما يؤكد أن دعم الشباب مسألة تتعدّى حدود الدعم المادي، وهي مسؤولية اجتماعية، فعلى الجميع، أفراداً ومؤسسات، أن يسهموا في تقديم العون والدعم اللازمين، سواء المعنوي أو المادي. ويلفت إلى الدور الكبير الذي تؤديه الكثير من الجهات الحكومية والخاصة، مثل بنك التسليف السعودي، وصندوق المئوية وعدد من الجهات الأخرى.
-في ختام حواره مع الرجل – يشير رجل الأعمال عبد الحميد السنيد إلى أن البنية الاستثمارية في المملكة بخير، والحمد لله، وهي في تطور مستمر، بما نلمسه يوماً بعد يوم عبر الشركات العالمية الكثيرة التي أطلقت استثمارات بمليارات الدولارات في السوق السعودي. وبالنسبة لتجارب الدول المجاورة في تكوين بيئة استثمارية، فإن الوضع يختلف هنا؛ بسبب الخصوصية والمكانة المرموقة التي تتمتع بها المملكة على كل الصُّعُد، ولا يمكننا قياس البيئات الاستثمارية في الدول المجاورة، أو حتى جميع دول العالم ببيئتنا المحلية. وعلى سبيل المثال هناك الكثير من المستثمرين عادوا إلى هنا، بسبب ما وجدوه من تعقيدات استثمارية في الدول الغربية، فضلاً عن الضرائب الضخمة التي كانوا يدفعونها.