كيف حالفه الحظ وجمع هذه المليارات؟ قصة نجاح مؤسس شركة أوراكل
عندما كان طفلاً صغيرًا كان والده يُخبره بأنه لا يجيد فعل أي شيء، وبأنه فاشل، ولكن لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل ومديرها التنفيذي السابق، بات واحدا من أغنى الأشخاص في العالم، وبلغ صافي ثروته 55.2 مليار دولار اعتبارًا من مارس 2017، وفقاً لقائمة فوربز للمليارديرات.
بالإضافة إلى كونه رجل أعمال ومليارديرا عصاميا حقق نجاحه من خلال التجارب والقيام بالعديد من الأخطاء، يشارك لاري إليسون في مسابقات الخيول، وهو طيار يحمل رخصة لقيادة الطائرات، ويستمتع بلعب التنس والجيتار، وقال عنه المُقربون إن من بين سماته الرئيسية المثابرة، والشغف.
أسس إليسون شركته التي تحمل اسم أوراكل في عام 1977، وباتت واحدة من أضخم وأهم شركات تقنيات المعلومات وقواعد البيانات، ولديها عدد من مراكز الخدمة للعملاء في ما يُناهز 145 دولة.
نشأة شاقة
قبل أن يؤسس شركة أوراكل، تربى إليسون في كنف عائلة من الطبقة المتوسطة عاشت في شيكاغو. وقال خلال حديث له عن طفولته إنه ترعرع في الجانب الجنوبي من شيكاغو، وكانت المجلات ووسائل الإعلام تتحدث عن هذه المنطقة باعتبارها من أسوأ المناطق في الولايات المتحدة.
عندما ولد إليسون في عام ١٩٤٤، لم تكن والدته متزوجة، فأعطته لأقاربها كي يربوه، ولم يلتقِ رجل الاعمال الأمريكي أبداً والده الحقيقي.
تعليم ذاتي
ترك إليسون الدراسة في الجامعة مرتين، الأولى كانت من جامعة الينوي، والثانية من جامعة شيكاغو، حتى انتقل إلى كاليفورنيا حيث شغل العديد من الوظائف.
ورغم أنه المؤسس لواحدة من أكبر شركات البيانات في العالم، قال إليسون إنه لم يتلقَ أبدا أي دروس في علوم الحاسب في حياته، لكنه حصل على وظيفة مبرمج وعلم نفسه بنفسه كل شيء، يقول "ببساطة أمسكت بكتاب عن هذا الأمر وقرأته، ثم شرعت في العمل بالبرمجة".
أسس شركته بـ 200 دولار وباعها بـ 10 ملايين بعد أشهر قليلة.. قصة نجاح ملهمة
بناء قاعدة بيانات
عندما حصل إليسون على وظيفة المبرمج في مؤسسة أمبكس، كانت واحدة من أهم مسؤولياته هي بناء قاعدة بيانات لمكتب الاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه).
وفي عام ١٩٧٧، أي في عامه الثالث والثلاثين، استقال إليسون واثنان من زملائه من مؤسسة أمبكس، من أجل تأسيس شركة إدارة بيانات خاصة بهم.
ولعلمهم بأن لا أحد سوف يخاطر ويتعامل مع شركة جديدة كشركتهم، قرر إليسون وشركاؤه ألا يطلقوا أول إصدارات شركتهم.
عميل كبير ومهم
حالف الحظ إليسون وشركاءه، خاصة وأن أول عملاء شركتهم الجديدة كان مكتب الاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه).
ومع مرور الوقت، أصبح إليسون أعلى المديرين التنفيذيين أجراً في الولايات المتحدة، حتى تخلى عن منصبه في عام ٢٠١٤.
لم يحلم إليسون أبداً بأن يصبح مليارديرا، قال إنه عندما أسس شركة أوراكل كان كل ما يحلم به هو خلق بيئة يشعر كل العاملين فيها بالمتعة. ويؤكد أن ذلك كان هدفه الرئيسي.
ويتابع:" بالتأكيد أردت كسب المال، لكن لم أتوقع أبدا أن أصبح مليارديرا، وليس لهذه الدرجة".
مسألة سيريالية
والآن، وبعد أن تجاوز عامه السبعين، يعيش إليسون الحياة التي حلم بها عندما كان أحد أبناء الطبقة العاملة ويعيش في شيكاغو. وقال إنه يشعر بأن الوضع سيريالي وغير واقعي تماماً.
يعتبر إليسون أنه يعيش في حلم، وقال إنه لا يصدق أبداً ما جرى له، عندما ينظر حوله ويرى ما وصل إليه وما تمكن من تحقيقه، يقول لنفسه إنه ربما يحلم أو يتخيل.
يجمل إليسون السيارات والطائرات الخاصة، كذلك يملك العديد من العقارات من بينها نادي جولف خاص في كاليفورنيا، ومنزل بقيمة 70 مليون دولار في وادي السيليكون، ومنزل صيفي في نيوبورت، رود آيلاند، وفيلا كبيرة في اليابان، وجزيرة خاصة في هاواي. ولأنه يحب كرة السلة، قام بتأسيس ملعبين على اثنين من اليخوت الخاصة به.
كما أنه يقوم بالعديد من الأعمال الخيرية، وتبرع بمئات الملايين من الدولارات للجمعيات الخيرية، خاصة تلك التي تعمل في البحث الطبي والتعليم.